آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:31 م

كتابات واقلام


تجلمـُد فواتير الماء والكهرباء

الجمعة - 14 ديسمبر 2018 - الساعة 10:51 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


طلع الدولار.. هبط الدولار.. ارتفع سعر اللتر البترول.. نزل سعر اللتر البترول.. تضاعفت أسعار المواد الغذائية.. تواضع بعضها وبعضها مازال يتردد.. إلاَّ قيمة (أبيال) فواتير الماء والكهرباء حالها كما كان ومازال كجلمود صخر.. كركر جمل، حاكي جدار.. تدفع أو لا تدفع فالفواتير في ازدياد.
نأتي لهم يميناً يكرون علينا شمالاً.. نرجع لهم شمالاً، يظهرون لنا ذات اليمين.. كل البرم عندهم لسيس، في الحرب والسلام، في الجوع والإمساك عن الطعام.. في النور والظلام.. في أيام الجفاف وأيام تقطير الصنابير وفي جميع الأحوال فواتيرهم شغال (عمّال على بطّال).
رواتب في أو مافيش، تكفي أو ما تكفيش.. دبّر عمرك وادفع، أو للابتزاز اقبل واخضع.. شارك في الفوضى.. غش وتحايل وتنطع؛ كي ترتاح وتهدأ.
كل الأشياء قابلة للطلوع والنزول.. الدولار، الريال، والوقود حتى العيون والبطون تجوع وتشبع، وكذا الآلام والأوجاع تطيب وتتراجع إلاَّ فواتير الكهرباء والماء أبداً لا تشبع ولا تخشع.
وعود معلنة ومسربة وغير معلنة من قبل جهات مختلفة حكومية وغير حكومية، بعضها بإعفاء الناس وتحديداً في عدن من قيمة استهلاك الماء والكهرباء طوال فترة غزو عدن، كفترة تكالب علينا فيها الظلام والجوع والظمأ ملحقة السوء في أرواحنا وعقولنا وأجسادنا وما نمتلكه من أجهزة كهربائية بسبب «طفي لصي».
وعود تلاشت وتبخرت؛ لتتلاشى وتتبخر معها كل الأماني في إلزام وتشجيع الناس بفتح صفحة بيضاء جديدة في التعامل مع فواتير الماء والكهرباء المرهقة والمبالغ فيها.. فواتير لا تربطها علاقة مع دخول الناس ومتطلباتهم الحياتية.
أذن من طين وأذن من عجين، جعلت من القائمين على خدمات الماء والكهرباء ومعهم كل المسؤولين، عاملين مجدين ومواظبين على تعقيد وعدم تسهيل تعامل هاتين المؤسستين الخدميتين مع المستهلكين من المواطنين الذين يعيشون حالة احباط شهرية ومستدامة مع تراكم المبالغ المالية التعجيزية حتى مع أولئك الملتزمين بدفع ما يستطيعون كل شهر من مبالغ إلى مؤسستي الماء والكهرباء.
ملتزمون وغير ملتزمين بالتسديد، جميعهم مهددون - رضا أو صميل - بقطع الصلة بهاتين المؤسستين إذا تحركت أيادي القطع وحرمان المشتركين من خدمات الماء والكهرباء وبالذات منهم الغالبية العظمى من المستفيدين المنهكين العاجزين، فتكون المحصلة خسارة الجميع.
خسارة كسب وتشغيل وتنكيل بالمواطنة.. خسارة لا يمكن تفاديها إلاَّ إذا أعيد النظر في قيمة استهلاك الماء والكهرباء على نحو يتناسب ودخول الغالبية من المواطنين، وبشكل يتجاوب مع ارتفاع وانخفاض العملة وحجم القروض والمساعدات المقدمة.
مفهوم المقصود أو محلك سر ويا جبل ما يهزك ريح؟!!