آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:24 ص

كتابات واقلام


عاطل ٠٠ رغم انفه

السبت - 15 ديسمبر 2018 - الساعة 12:22 ص

عوض بامدهف
بقلم: عوض بامدهف - ارشيف الكاتب


### ببساطة شديدة ، اسمحوا لي ياسادة يا احباب ، أن اعرفكم بشخصي المتواضع ، فانا العبد ابن العبد الفقير الى ربه ،الراجي رحمته وعطفه وكرمه وإحسانه ومغفرته وعفوه٠


### لقد وجدت نفسي عاطل رغم انفي، دوامي ومقر عملي الدائم ،هو الشارع ، الذي لم يضيق يوما بامثالي ذرعا ، هذا هو وضعي الطبقي وانتمائي الاجتماعي وبطاقتي الشخصية٠


### حدث لي كل هذا، رغم كوني افنيت زهرة ومقتبل عمري وشرخ شبابي واحلى ايامي ، بين الجدران الاسمنتية الصماء، ووسط الأرواق الصفراء، وحشو الكلام الأجوف ، وقد اجتزت سلم مراحل التلقين والترديد الغبي ،وبنجاح باهر ٠

### وحصلت على شهادتي الجامعية ، وبامتياز، واعتقدت لحظتها ، باني قدملكت مفتاح النجاح والتوفيق ، وان الدنيا ستفتح لي ذراعيها طواعية وعلى طريقة( افتح يا سمسم ) ،وان المعالي في انتظار وصولي وارتقائي إليها على صهوة الابداع والتميز ، وفي موقف انتظار على احر من الجمر لهذا النابغة النادر ورهن إشارته وطوع بنانه٠


###ويالغبائي النادر ،فبمرور الايام وتعاقب الليل والنهار، تحولت شهادة نبوغي ،الى مجرد وريقة صفراء باهته الملامح وعديمة الفائدة وغير قابلة للاستخدام والتداول والاستعمال بعدان انتهت صلاحيتها ،ولا تساوي قيمة وثمن الورق والحبرالمستخدم فيها٠


### الان ، انا عاطل رغم انفه ،ادمن التسكع في الشوارع والجلوس في اركان الحواري وعلى مقاعد المقاهي ، والوقوف المذل على ابواب اللئام ٠


لحظة٠٠ متكررة _________________

### كانت ليلة طويلة ومملة ،قضيتها في احضان لحظة دائمة المتكرر تبرز الحيرة من خلالها وكذا التساؤلات الحائرة ،التي تدور في أعماقي ، ومرددة عبارات عفا عليها الزمان والتي تتمحور بين التضحية والأنانية ، وأبرزها ( هل أغادر المدرسة وانا في اخر مراحلي بها وبين أن واصل مشوار منتهاه ، رغم سوء احوال اسرتي وباعتبار اني الأكبر والمسؤول الاول ، أو هكذا وضعني الظروف في فوهة المدفع ومواجهة اصعب اقوى الظروف ، وما أصعب من موقف ، لم اجد إجابة مناسبة ومخرج صريح وواضح، لمثل هذا الموقف الصعب والغريب فمن يسعفني بالحل الناجز ،وارجو أن يطول انتظاري طويلا، وما أصعب العيش لولا فسحة الأمل ٠