آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


..اتحاد للمتقاعدين في عدن ...اذا نادى المنادي

الأربعاء - 02 يناير 2019 - الساعة 04:58 م

علي سالم اليزيدي
بقلم: علي سالم اليزيدي - ارشيف الكاتب


لن تفلت عدن من خناق انتقاص الحقوق لاهلها وكل مابها من اوجاع يواجهها سكان عدن في شجاعة وانسانية ,وهو ماعزز صلابتها لمواجهة الازمات وماعانت وظلمت وسقاها البعض السم بعدما سقته اللبن ,هي كما اطلق عليها مدينة الزمان الطويل الذي جرئ عليها فيه مالم يجرئ لغيرها .
في يوم من الايام منيت هذه المدينة بمحنة وصار كل ابنائها متقاعدين وارغموا علي هذا وابعدوا من وظائفهم ومستحقاتهم وصار المنظر في الشارع العدني ممتلىا بالضابط المبعد والطيار والكادر المالي والخبير والاستاذ ولم يستثنئ احدا منا الا وهو اما مبعد او ارغم علئ التقاعد وليس الامر عند هذا الحد ,بل حرموا من الرواتب والمعاشات ,وتدفقت هذه الكتل الئ الشوارع وجرت مصادمات وضحايا ولازلنا نتذكر ذلك من دون ان يغيب عن الذاكرة وكيف صنع ذلك الحدث اللبنة الاولي للحراك الجنوبي المقاوم والرافض للظلم والاقصاء والتهميش ,وكيف كان ذلك هو احد الاسباب الرئيسية لاعلا راية القضية الجنوبية وحق الجنوب وظهورها بشكل بارز وفي طريق كان ملئ بالتضحيات والمحطات والاحداث التئ لن تنسئ وهي علامات ظاهرة للعيان في اجسادنا وقلوبنا وحياتنا ,كان اولئك المتقاعدين من العسكريين والمدنيين والمبعدين والمهمشين الجنوبيين هم الثوار والحراك والجنوب والاستقلال ,ودخلت صحيفة الايام الغراء التاريخ النضالي الوطني الجنوبي بعد تاريخ حافل ماقبل الاستقلال آنذاك, جاءت هذه الصحيفة ورئيس تحريرها الرجل الشجاع النبيل الاستاذ هشام باشراحيل رحمه الله وطيب ثراه الئ اتون النضال ونصرة المتقاعدين وفتحت صفحاتها والتاريخ شاهد لكل نشاط حركتهم الحقوقية وجمعت اشلاءهم واوجاعهم ودموعهم المبعثرة ويوما عن يوم ,حين كان هؤلاء المتقاعدين البسطاء المطحونين تحت قهر سلطة غليظة قاسية ,وقد فتحت لهم الصحيفة الغراء ابوابها وكانت صوتهم ومنبرهم وسلطتهم المتاحة لهم ,وانطلق زلازال عدن يوم ذاك وتحمل متقاعدي عدن والجنوب مع فقرهم وبؤسهم الدور الاكبر في النضال الناجح الذي كسر حاجز الصوت وجعل العالم ينظر الي عدن ومابها من حراك افضئ الئ مواقف كتبته الايام وسمع العالم منها ,وتحملت مالم يتحمله غيرها يوم ضربت بقسوة وحماقة فاق حدود العقل وهو مالم يحدث الافي تاريخ الفاشية وحدها.
كم مضئ علينا من ذلك النهار ,وكم بعده سنتظر حتئ ينال المتقاعد حقه ويسقط كل الظلم والتهميش والازداء الذي يطاله ,اليوم تشهد عدن تأسيس لاتحاد للمتقاعدين , وهي عودة علئ بدء ,وكأنك ايها المتقاعد لم تنصف يوما ,ولم تشهد ماناضلت من اجله ليال واشهرا ,صار القانون تصريح مبهم يحرم المتقاعد من استحقاقه وهي حرب جديدة ,وليس تقصير ,وتحول القانون الذي يتوجب ان يخدم المتقاعد الئ سوط يجلده, وهاهوصراخه يسمع من اجل 30/ الزيادة , وغيرها والتي اصبحت خاضعة للشك والغيرة وهذا ليس كل مافي الامر, بل سربت اكاذيب تخديرية لمن يجب ان يخدمهم القانون ولو اقتضئ الامر بتعديله وبدلا من انهاكهم واهمالهم واسقاط حقوقهم ودفنهم احياء ,كان الاجدر السبق في الصرف لهم والاعتناء بهم ,اذا مانراه من اسفاف وقلة حياء في معاملتهم وتلبية كل مالهم ,بدلا من نسيانهم والتصدق عليهم وليس حق من حقوقهم.
حين تداعئ المتقاعدين الطيبين في عدن وكل المحافظات لقيام اتحاد لهم ,فان مايشبه الزلزال قادم وان السكوت قد انقضي وقته ,وحان رفع الصوت ..في وجه الفساد واكل الحقوق من اهل العقوق.