آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 02:18 م

كتابات واقلام


الإدارة المشتركة لإذاعة والتلفزيون عدن

الأربعاء - 02 يناير 2019 - الساعة 07:48 م

أحمد محمود السلامي
بقلم: أحمد محمود السلامي - ارشيف الكاتب


منذ إنشاء تلفزيون عدن تولى محمد عمر بلجون مسئولية مراقبة برامج التلفزيون (مدير) فيما تحمل عبدالحميد سلام مسئولية برامج الإذاعة ، تحت قيادة السيد حسين الصافي (المدير العام) الذي يشرف أيضا على مسئولي بقية الأقسام والوحدات الفنية والتشغيلية والإدارية والمالية المشتركة كمرفق واحد يتبع وزارة الثقافة والإرشاد القومي . قبل الاستقلال (30 نوفمبر 1967م) تحديداً في مايو 1967م اعتقل حسين الصافي من قبل ثوار الجبهة القومية وتولى علوي السقاف مهام المدير العام ، بعد عدة أشهر طُلب منه تسليم إدارة المرفق للسيدين عبدالملك إسماعيل و محمد ناصر محمد اللذين عُينا مشرفين على الإذاعة والتلفزيون نيابة عن الجبهة القومية التي كانت تستعد لتسلم السلطة في عدن .
عقب الاستقلال مباشرة عُين جعفر علي عوض مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون لستة أشهر فقط ثم غادر إلى وزارة التربية والتعليم وزيراً لها تاركاً إدارة المرفق لنائبه (علوي السقاف) الذي عُين في 30 يونيو 1968م مديراً عاماً بالوكالة بناء على طلب عبدالله علي عقبة وزير الثقافة والإرشاد وموافقة اللجنة الوزارية للخدمة العامة .. عام 69م عُين في هذا المنصب نورالدين قاسم ، وبعد حركة 22 يونيو 1969م تم تعيين لجنة للإشراف على الإذاعة والتلفزيون مكونة من :
1- احمد محمد قعطبي
2- عبدالله شرف
3- محمد سعيد عبدالله (محسن)
يناير 1970م تم تعيين احمد محمد قعطبي مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون نظراً للكفاءة الإدارية العالية التي يتمتع بها ، وقد أرسى القعطبي بعض الضوابط الإدارية الخاصة بالقبول في الوظائف الإبداعية وضوابط للفنانين لتسجيل إنتاجهم الفني.. لكنه لم يدم طويلا بسبب إصراره على تنفيذ اللوائح والضوابط المعمول بها ، فقد أرسل إليه وزير الإعلام شخصين (ع.ب ، أ.ج ) لاستيعابهما كمذيعين أساسيين في إذاعة عدن ، وتشاور القعطبي مع نائبه (علوي السقاف) فاتفقا أن يخضع الشخصان للاختبار كما هو معمول به مع كل المتقدمين والمتقدمات ، لكن الشخصين رفضا ذلك بحجة أنهما كانا مذيعين في إذاعة صنعاء أبان حصار السبعين ولن يخضعا للاختبار ابداً .
في اكتوبر من العام نفسه أقيل القعطبي وأخبرته القيادة انه مبعث في دورة حزبية إلى موسكو مع مجموعة قد يكون بعضهم له نفس قصته ! الله يعلم .. المدهش في الأمر أن الشخصين المذكورين عُينا فيما بعد مديرين لإذاعة عدن في فترات متفاوتة .
بعد القعطبي عُين عمر عبدالله الجاوي ومكث في منصبه إلى بداية عام 1972م ، وقد حاول الجاوي أن ينشئ كياناً إدارياً ومالياً مستقلاً للإذاعة والتلفزيون ولكنه لم يستطع في ظل مركزية القرار ، وهو م يكن يوماً موظفاً عاماً يؤمر فيأتمر ، ولم يكن عضواً في التنظيم السياسي الحاكم ، وعن هذا الموضوع يقول الكاتب فضل النقيب في كتابه " دفاتر الأيام " : (قام الجاوي دون الرجوع إلى الوزير والوزارة بتشكيل مجلس للإذاعة والتلفزيون، وعيّنني نائباً له ومديراً للإذاعة (دون معرفة سابقة، ودون استحقاقات مالية) وكان أول قرار اتخذه حرمان نفسه من راتب المدير العام، والتنازل عن صلاحياته المالية للمسئول المالي (عيب نوسّخ أنفسنا بالفلوس) ثم اقذفوا بكتّاب التقارير ولصوص المهنة في الشارع ، فإن لم تستطيعوا فأقفلوا عليهم في الغرف الخلفية المظلمة . وهكذا دخلت مع عمر الجاوي في نفق لم أكن أعرف ما ينتظرني فيه ، ولكنه كان مليئاً بالإثارة والتحديّ والكبرياء) .
بعد عمر الجاوي جاء راشد محمد ثابت الذي أصبح وزيراً للإعلام تاركاً منصب المدير العام لمحمد قاسم الغزالي الذي جاءوا به من سكرتارية مجلس الوزراء ، ولم يوثق احد لتلك المرحلة حتى أنني لم أجد صورة قديمة للغزالي وكثير من الشخصيات التي عملت في ذلك .
عام 1975م تم فصل التلفزيون عن الإذاعة وتمت الاستقلالية الإدارية والمالية الكاملة لكل مرفق تحت مظلة وزارة الإعلام ، وهنا انتهت الفترة الأولى للإدارة المشتركة التي ظهرت خلالها بما كان يعرف بـ " الأشكال النضالية " من المنظمة القاعدية للتنظيم السياسي ، المنظمة القاعدية لاتحاد الشباب ، اللجنة النقابية ، ولجنة الرقابة الشعبية ، واللجنة العمالية ، التي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة داخل المرفق ، إضافة إلى التدخل السافر من قبل قسم الإذاعة والتلفزيون في دائرة الثقافة والإعلام في اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الحاكم ، فقد كانت تتدخل وتطلب التقارير عن القضايا الإدارية والبرامجية والأغاني التي تبث وتوافق على سفر الموظفين للتدريب ، وتطلب تقارير عن كل شاردة وواردة .
منتصف عام 1979م ألغيت وزارة الإعلام وأصبحت كل المرافق الإعلامية تتبع دائرة الثقافة والإعلام التي تغير اسمها إلى " الدائرة الإيديولوجية " في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني .. وهنا بدأت الفترة الثانية من الإدارة المشتركة لإذاعة وتلفزيون عدن وعلى النمط المعمول به في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية تم إنشاء " لجنة الدولة للإذاعة والتلفزيون " برئاسة حسن احمد السلامي وأصبح مديرا الإذاعة والتلفزيون نائبين له ، ومرت سنة وتعين السلامي وزيراً للتربية والتعليم ، وتغير اسم اللجنة وتوسعت لتصبح "لجنة الدولة للإعلام " تضم كل المرافق الإعلامية التابعة لوزارة الإعلام سابقاً وقد ترأسها محمد عبدالقوي إضافة إلى عمله "رئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر" .. عام 1981م صدر قرار بتعيين علي باذيب نائباً لرئيس الوزراء رئيساً للجنة الدولة للإعلام وفي عهده تم استقدام خمسة خبراء روس مع مترجم من موسكو إلى عدن وتواجدوا داخل الإذاعة والتلفزيون كمستشارين في السياسة البرامجية والأخبار والشئون الهندسية برئاسة كبيرهم (دييف) ، عام 1983م أعيد تعيين محمد عبدالقوي رئيساً للجنة إلى عام 1985م حيث أعيد العمل بنظام الوزارة وأصبح عبدالقوي وزيراً للإعلام حتى أحداث يناير 1986م الدامية .
عندما تعين د. محمد احمد جرهوم وزيراً للثقافة والإعلام عام 1986م دأب على تنظيم عمل مرفقي الإذاعة وتلفزيون ، فقد تشكلت في عهده هيئة الإذاعة والتلفزيون بموجب قرار مجلس الوزراء وتم تعيين د.عبدالرحمن عمر السقاف مديراً عاماً لها ، صدرت ايضاً لائحة منظمة لعمل واختصاصات الهيئة في 30 مادة موزعة على خمسة فصول تضمنت المهام الأساسية والهيكل الإداري للهيئة وتنظم العلاقة بين ودوائرها وأقسامها ووحداتها . كما نصت اللائحة على تشكيل هيئة التحرير برئاسة المدير العام مدراء الدوائر الأساسية ، وهي بمثابة قيادة مصغرة للتخطيط ومناقشة تقارير الانجاز ووضع الملاحظات عليها بالإضافة إلى قضايا أخرى حددتها اللائحة .
بشكل عام تهتم هيئات التحرير في المرافق الإعلامية اهتماماً مكثفاً بجوانب إعداد الرسالة الإعلامية ونشرها لتحقيق الأهداف القصير والإستراتيجية للإعلام والتي تتحقق مع ترابط وتراكم الرسائل الإعلامية التي يجري إعدادها وإنتاجها وفق منهج مهني وسياسي يخدم التوجه العام للبلد ، ويحقق قدر مناسب من التوعية والتثقيف والترفية للمستمع والمشاهد .
استمر هذا الوضع إلى مايو 1990م حيث أصبحت بعد قيام الجمهورية اليمنية قطاعين منفصلين ضمن المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون التي رأسَ مجلس إدارتها الوزير السابق محمد عبدالقوي و عُين علي صالح الجمرة مديراً عاماً لها .. و سميّ تلفزيون عدن (القناة الثانية) وإذاعة سميت (البرنامج الثاني) .
بعد حرب صيف 1994م تم تكليف علوي السقاف مشرفاً عاماً لإذاعة وتلفزيون عدن وعلي علي المبنن نائباً له ، وكان هذا الإجراء مخالفاً لقانون إنشاء المؤسسة ، فقد سلب قيادة المرفقين صلاحيتهما في اتخاذ القرارات والتمثيل الداخلي والخارجي ، كما تم إرهاب الكوادر والموظفين وتوقيف بعضهم عن العمل ومنعهم من دخول المبنى .. ولأول مرة في تاريخ تلفزيون عدن تم اعتقال 11 كادراً من الفنيين ومهندسين ومصورين بتهمة التخريب وزج بهم في الأمن السياسي والتحقيق معه وإذلالهم لعدة أسابيع .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد صدر قرار جمهوري بتعيين محرر الأخبار في القناة الأولى عبدالغني نصر الشميري مدير عاماً لفرع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجديد بعدن . بشكل عام كانت تلك الفترة سيئة للغاية حيث تم فيها تهميش للكادر المبدع وعدم الاهتمام به و ترفيع وترقية مجموعة من الموظفين المتطفلين الذين لا يحملون أية مؤهلات علمية أو خبرات تراكمية وصرفت لهم الكثير من الأموال لضمان استمرار الولاء والطاعة .
في عهد وزير الإعلام عبدالرحمن الاكوع تم إلغاء فرع المؤسسة بعدن والعودة إلى نظام القطاعات التابعة للمؤسسة .. استمر هذا الوضع إلى 2015م حيث قامت الحرب ، وتشتت القطاعات وأغلقت المؤسسة ، ولا نعلم حتى الان من يشرف ويوجه قناتي اليمن وعدن الفضائية وبعض الإذاعات المحلية .. امّا إذاعتي صنعاء وعدن لماذا و إلى متى سيستمر صمتهما ؟ ايضاً لا نعلم !
ـــــــــــــــــــــــ