آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


كريتر تختنق

الجمعة - 01 فبراير 2019 - الساعة 11:32 م

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


فجعنا اليوم الجمعة الساعة العاشرة صباحا في منطقتنا منطقة شعب العيدروس بحريق إلتهم مقهى و منزل و لولا لطف الله و جهود أهالي الحي و رجال الدفاع المدني لكانت الكارثة أكبر من ذلك بكثير، لكن هذه المصيبة التي قدر الله لها أن تقع في هذه المنطقة المأهولة بالسكان تستوجب مننا الوقوف بجدية أمام قضيتين مهمتين و تقرع جرس إنذار في وجه و أذان الجميع لكي يستفيقوا أمام هذه القضايا أولهما هي قضية خنق هذه المدينة من خلال إغلاق أهم الطرق الرئيسية فيها بحجة الدواعي الأمنية و هو طريق البنك المركزي و هو كما يعرفه الجميع من أبناء هذه المدينة بأنه منفذ رئيسي للخروج و الدخول إلى هذه المدينة دون إيجاد حلول أخرى و بديلة لهذه المشكلة التي تسببت في خنق هذه المدينة و سكانها ، أصدقكم القول أيها السادة أن كارثة اليوم و أعني بها الحريق الذي نشب في منطقتنا لو حدث في يوم غير يوم الجمعة و في وقت غير ذلك الوقت من الصباح ربما لتعذر وصول سيارات الإطفاء كثيرا فوق تأخيرها أصلا نظرا لإضطرارها لسلوك طرق أخرى فرعية بينما إذا كان طريق البنك سالك و مفتوح كان بإمكانها الوصول في دقائق معدودة مما يجعلنا نتساءل ماذا إن حدث ذلك الحريق في يوم غير يوم الجمعة و هو يوم إجازة ؟
و ماذا إن حدث في غير ذلك التوقيت بالذات من صباح هذا اليوم؟
كم بيت كان سيلتهمه ذلك الحريق و كم عدد الخسائر التي ستكون في الأرواح لا قدر الله ؟
إن لم تكن تلك الدواعي الأمنية التي بسببها أغلق هذا الطريق تتعلق بأمن و سلامة المواطن نفسه و منزله و مقدراته فماذا تعني إذا ؟

نعلم جيدا شحة و ضعف الإمكانيات المتاحة لأجهزة الدفاع المدني و نعلم جيدا أيضا الصعوبات التي يواجهونها حين تحدث مثل هذه الكوارث في مناطق مختلفة من هذه المدينة و مع ذلك هم يحاولون أن يقدموا أقصى ما لديهم للقيام بواجباتهم إلا أنهم يصطدمون بواقع كالذي نراه اليوم تصنعه أدوات القرار في هذه المدينة و هذه المحافظة و كذلك السلطات العليا في الدولة إن صح لنا أن نستخدم هذا المصطلح هنا .

أمر آخر مهم يتعلق بالدور المناط بالسلطات المحلية التي لم نراها تبدي أي تحرك لا بإتجاه هذه القضايا و لا حتى بالنزول إلى أماكن وقوع الحادث لتفقد الأضرار و الوقوف عليها و تقديم ما يمكنها تقديمه للمتضررين حتى من الجانب الإنساني و المعنوي ، في إعتقادي الشخصي أن ما حدث اليوم و ما يعانيه الناس هنا في كريتر و في عدن بشكل عام يأتي ضمن سلسلة متواصلة لذلك الإخفاق المتواصل منذ أعوام ما بعد التحرير للمؤسسات الحكومية التي يقع على عاتقها معالجة قضايا الناس و مشاكلهم في جميع مناحي الحياة الأمر الذي يدفع بالناس هنا في عدن إلى الإقرار بأن الدولة غائبة و مغيبة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى و أن لا وجود لها على واقع الأرض إلا في ذلك الكيلومتر في معاشيق و محيطه و في المعسكرات التي يقتصر دورها فقط في التحشيد العسكري و صفحات المواقع التواصل الاجتماعي لصفحات بعض الإعلاميين اللذين تحتشد و تكتظ بها صور المسؤولين و زياراتهم لافتتاح مشاريع إلى اليوم لم نرى فوائدها تنعكس على حالة المواطن أو حضور حفلات التكريم و التخرج و الرقص .

من هنا نوجه دعوة لأبناء هذه المدينة إلى التحرك إتجاه قضاياهم بأنفسهم والضغط بإتجاه معالجتها لأن الجهات المعنية بمعالجتها لن تهتم بذلك أبدا إلى حين تشعر بذلك الحرج و الضغط .

#كتب / نزار أنور