آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


هنا شركة النفط هنا عدن ..صرح باقِِ من ذاكرة وطن

الأحد - 03 مارس 2019 - الساعة 01:55 ص

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


تاريخ عريق ومسيرة نضال طويل إستمرت عقود من الزمن ظلت ولا زالت كـ جبل شامخ لا تهزه المتغيرات السياسية ولا الأزمات الإقتصادية الناتجة عن التجاذبات والصراعات الداخلية التي عصفت بالبلاد والحروب العبثية التي دمرت البنية التحتية سواءاً في ظل الدولة الجنوبية قبل العام 90 أو بعد توقيع ما تسمى ب (الوحدة ) في صورتها الهزلية الغبية والتي استمرت عصابات الضم والإلحاق وقيادات النهب والإسترزاق وعملائها في الجنوب من تسليط كل جهودهم وسلطتهم وتسخير كل إمكانياتهم البشرية والتي كانت تعمل بكل خبث وخيانة لتكون ك بقرة حلوب ومصدر كسب لأزلام النظام الهمجي وحاشيته القبلية والعسكرية
ولم يكتفوا بذلك رغم ما نهبوه واستحلوا ذلك بفتوة شرعية !!!
أحيكت المؤامرات تلو المؤامرات لتدمير كل صرح قوي في عدن والمحافظات الجنوبية بشكل عام
فدمروا وأنهوا عمل منشآت ومصانع ومطارات وموانئ عملاقة كانت تعتبر رافداً من روافد الإقتصاد وواجهة الجنوب في البلاد العربية وسمعتها الدولية ..
وظلت شركة النفط عدن والتي كانت تحمل الصفة في اسمها وتترجمه للمسات عملية إذ كانت تسمى ب شركة النفط الوطنية قبل العام 90 وظلت وطنية بامتياز ولم تتأثر بتغيير اسمها ب"شركة النفط اليمنية"
واستمرت بوطنيتها وبأدائها المنسجم والمتوافق للتعاملات والمعايير الدولية المتعارف عليها
وبكوادرها وقياداتها الذين تعاقبوا عليها تحافظ على رتابتها وريادتها ولم ولن تسجل بفضل الله طوال تلك العقود التي مرت وحتى اليوم ولله الحمد حالة إفلاس تام
ذلك لانها لم تحيد منذ أن تأسست قيد أنملة عن تعهداتها بموجب العقود والأصول القانونية والتزمت بطبيعة عملها كما كان محددا لها سابقاََ قبل الوحدة في استيراد و تسويق المواد النفطية والغاز والزيوت وبعد الوحدة تم إلغاء عمل الشركة في استيراد المواد النفطية ومشتقاتها والتي كانت تعمل بوتيرة عالية ومهنية وحرفية إذ كانت ضمن دوائر الشركة دائرة تسمى بدائرة الإستيراد فكانت الشركة تقوم باستيراد مواد بترولية من زيوت وشحوم وغاز ووقود بمواصفات عالمية ومن شركات مشهورة تحمل ماركات عالمية في مجال الوقود ومشتقاته ، ولكل المركبات والسفن قوارب الصيد وغيرها والمصانع وكذا الطائرات فالشركة تولي اهتمام خاص بهذا الجانب فهناك ادارة متكاملة وهي إدارة تموين الطيران حيث تقدم خدمات راقية عالية المستوى وحتى هذا الجزء من المهام تحاول الأيادي الآثمة ان تبسط نفودها وتسيطر على هذا الجانب الحيوي من عمل ومهام الشركة ..

فتم التآمر على الشركة وتحويل اسمها وذلك بطمس الوطنية لأنهم لا ينتمون لوطن ولا يقدسون سوى مصالحهم والعجيب أن ذلك تم في ظل وبركات الوحدة المنزوعة من الوطنية!!!

وبقرار وحدوي جائر ألحقت شركة النفط الوطنية في إطار شركة النفط اليمنية لتكون تحت سلطة صنعاء وأصبحت فرع يتبع المركز كما أصبح الجنوب برمته فرع يتبع صنعاء او كما يحلو لهم القول بتعريفهم للوحدة ان الجنوب فرع وعاد للأصل وهذا ما صرح به قادتهم ومشايخهم بتبجح واستعلاء في وحدة تمت بين دولتين مستقلتين !!!
وتعميداََ لهذا المنهج الإستقصائي والعدائي أصبحت كل التعيينات في كل المؤسسات والمرافق الحكومية تأتي من المركز صنعاء فقط بل حتى مدراء العموم يتم تعيينهم من المناطق التي تتبع نظام صنعاء ومنها شركة النفط عدن التي ظلت لسنوات بعد الوحدة تسلم قيادتها لأتباع نظام صنعاء
وتم تهميش الكادر الجنوبي المؤهل في كل القطاعات وتنصيب قيادات شمالية في أنصع صورة من صور الحقد والخبث على كل ما هو جنوبي كما كانت تورد كل إيرادات الشركة سواءََ في عدن او كل المحافظات الجنوبية إلى نظام صنعاء ..
وتم ايضا ضمن ذات قرار إلغاء شركة النفط الوطنية في عدن فصل قطاع تسويق الغاز من شركة نفط عدن بقرار خبيث ممنهج وتسليمه لتجار الحروب وعصابات الفساد العاملة تحت غطاء وحماية نظام صنعاء.

علماً أن شركة نفط عدن كان لها تاريخ ناصع البياض في هذا المجال الحيوي ومع ذلك وقفت بقوة مع من كانوا من قبل ضمن موظفيها الذين أصبحوا موظفي مؤسسة الغاز ولم تبخل بالتعاون المشترك معها سواءاً في الخزن أو التوزيع والصيانة وغير ذلك لتلبية احتياجات المواطن للغاز المنزلي.

وفي حرب 2015 استهدفت منشآت الشركة ومحطاتها وتم تدمير ونهب اسطوانات الغاز في مخازن شركة نفط عدن وهو المخزون الإحتياطي والذي يغطي عدن وضواحيها وحتى لحج وأبين في عمل إجرامي حقير مخطط له سلفاً ،
واستكمالاً للنهب الذي تم قبل سنوات عدة من عمر الوحدة وبعد تحويل الشركة إلى تابع تم إرسال أكثر من حوالي 70000 اسطوانه معبأ جديد في مخازن شركة النفط في عدن وهو مخزون عدن الإحتياطي وتحويله إلى صنعاء !!

و حتى اليوم لا تزال تلك العقليات السمجة وأرباب التجارة الفاجرة بدعم من الفاسدين فق السلطة يستميتون للنيل من الجبل الشامخ شركة نفط عدن ولكن هذه المرة مع طود عملاق آخر !!!
والتي تمثل مع شركة نفط عدن ثنائي أصيل وشراكة مبينة على التعاون والإخاء والمحبة ويمثلان معاً مصدراً قومي عملاق ورافد اقتصادي متكامل البنيان تحكمهما اللوائح والعقود والإتفاقات التي تنظم عملهما وفق منظومة عملية إدارية فنية وفق نظم عالمية
إنها الأخت الشقيقة لها شركة مصافي عدن وذلك بافتعال الخلافات وتعميقه معها لتصل لأبعد صورة من الحقد والكراهية والتآمر التي غرسها أولئك الأوغاد ليس للنيل من شركة نفط عدن وحسب بل وكذلك شركة مصافي عدن في المقام الأول وتدميرهما معاََ!!!

فهل تاريخ شركة مصافي عدن المشرف عالمياً وعمالها الأوفياء سيسمحون بتدمير شركتهم من قبل تلك الشرذمة الخبيثة
والضحك عليهم وإيهامهم بأن ما حل بهم سببه توأمهم وشريكهم شركة نفط عدن أو العكس ليتركوا العدو الحقيقي للشركتين وللجنوب أرضاً وإنساناً ينخر في جسديهما ويضعف قواهما ليسهل الإطاحة بهما!!!

والله إن كل موظف في شركة النفط عدن وكل مواطن جنوبي يتمنى أن تعود شركة مصافي عدن لمجدها وعنفوانها وهو شعور يؤلم شقيقتها شركة نفط عدن ، وهي ترى ما حل من ظلم ومؤامرة ضدها ..
ونستغرب من النزعة الحقودة ضد شركة النفط عدن رغم أن هناك اتفاقيات تنظم عمل كل منهما سواءََ من عقود ماضية او من قرارات رئاسية وحكومية وكذا الإلتزامات والإتفاقات المبرمة حديثاََ بين الشركتين والتي تعطي حق التسويق لشركة النفط والإستيراد لشركة مصافي عدن ، والتزمت بذلك شركة النفط حتى تستمر بعملها في خدمة المواطن بدعم السوق المحلية بالمشتقات النفطية..

وعلى شركة مصافي عدن أن تعي ما يدور حولها وأن يصحو ضمير كل موظف غيور مخلص لعمله ولما قدموه للمصفاة وماقدمته المصفاة لهم وللوطن ..

ولذلك و في ظل هذا التخبط والضبابية في المشهد السياسي والإقتصادي والسيطرة المحكمة من قبل المستفيدون من وضع كهذا ..
من حق شركة نفط عدن أن تضمن وجودها واستمراريتها والعمل لكل ما من شأنه عدم سقوطها والحفاظ على صورتها المشرقة المرسومة في مخيلة موظفيها ومواطني محافظة عدن وضواحيها وصولا لمحافظات لحج ، ابين الضالع ،
وذلك بالقيام بتهيأة منشآتها وخزاناتها وصيانتها وإيجاد كل البدائل المشروعة لمواجهة كل التحديات والعراقيل التي قد تواجهها مستقبلا لضمان استمرارية تدفق المشتقات النفطية للسوق المحلية دون انقطاع ..

لذا نقول للواهمون كانت وستبقى شركة نفط عدن رقماً صعباً بفضل الله وتوفيقه ثم بحنكة قياداتها الجنوبية النزيهة السابقة والحالية وتعاملها الحازم و اللين في آن واحد مع الحكومات المتعاقبة ثم بفضل موظفيها وكل عامل فيها ونقابتها العمالية..

وبعد كل هذا التاريخ الحافل بالنجاح الملفت سيستمر الحاقدون والمأزومون يتربصون بها ويسعون لزعزعة الثقة بين قيادتها وقواعدها سعياً لتدميرها وتفتيتها وإضعافها..
وفي المقابل وجب الحرص والحذر والعمل بروح الفريق الواحد ولا نغتر بتلك النجاحات التي تم تحقيقها ..
بل هذا يدفعنا وبقوة
لنحرس كل تلك المكاسب
ونضعها في حدقات أعيننا ،
حماها الله من شر الأشرار
ومن خبث المنافقين الفجار
وستظل فخراََ لموظفيها ولمواطنيها الأحرار.