آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


الجزائر بين رئيس ميت سريرياً .. ومعارضة مريضة شعبياً

الأحد - 03 مارس 2019 - الساعة 11:34 م

فارس الحسام
بقلم: فارس الحسام - ارشيف الكاتب


يتابع العالم بأكمله اللحظات العصيبة التي تعيشها الجزائر اليوم والحالة الفريدة حول ترشح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة ، وتعتبر هي الولاية الثانية التي لا يكون هو الحاكم الفعلي للجزائر بل السُلّم الذي يتسلق عليه الفاسدون لحكم الجزائر .

اليوم تابعنا رسالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المكتوبة من على فراش الموت وأبرز مالفت إنتباهنا قوله : الشباب المتظاهر يعبر عن قلقه المشروع تجاه الريبة والشكوك .

وعليه أنا كمواطن عربي يتألم لحال الجزائر والجزائريين أقول :

- أخبروه أن الشعب الجزائري خرج لمطالبته بالبقاء على فراش الموت بعيداً عن كرسي الرئاسة المُغتصب منذ سنوات .

- أخبروه أن الجزائريين يريدون منح بوتفليقه صفة الرئيس السابق ثم الأسبق وليس الرئيس المخلوع أو تدمير الجزائر .

- أخبروه أن الشعب الجزائري هو الشعب الوحيد في العالم الذي لم يخاطبه رئيسه منذ أربع سنوات ، وأنهم بحاجة إلى من يخرج إليهم ليتلمس معاناتهم .

- أخبروه أن الجزائر بلد عظيم جداً وأن الوطن العربي يتألم لما تعانيه الجزائر اليوم ، وأن ثورة الجزائر العظيمة تُدرّس في الكتب المدرسية في كافة أقطار الوطن العربي .

- أخبروه أن الجزائر يفترض أن تكون جمهورية وليست مملكة أو ملكية خاصة يتوارثها الفاسدون ، وإن كان حزب بوتفليقة يثق بنجاح الحزب فليقدم مرشحاً بديلاً عن الرئيس الميت سريرياً ولينافس في الإنتخابات الرئاسية والإنتخابات العامة .

وأما الأحزاب المعارضة التي إكتفت بتكرار سيناريو الهروب من تحمل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية واكتفت بسحب مرشحيها من سباق الرئاسة فهي معارضة لا تعرف ماذا تريد ، بل وتظهر نفسها بأنها لن تتمكن من تقديم برنامجاً وطنياً يمنع الجزائر من السقوط في سيناريو الفوضى العربية والإقتتال الداخلي وتحويل الجزائر إلى ساحة حرب جديدة لتصفية الحسابات الدولية كأخواتها من الدول العربية ، وكلنا يعلم أن عيون التنظيمات الإرهابية تتجه نحو الجزائر .

الشعب الجزائري خرج بالملايين رفضاً لتجديد الولاية الخامسة وعنوان تلك المليونيات هو الوعي الذي يحمله جيل الشباب الجديد وهو بحاجة إلى تغيير واقعه السيء ، والهدف ليس التخريب وإلا لكان المتظاهرون الجزائريون قد إستهدفوا قوات الجيش أو الشرطة ، لكنهم قدموا صورة حضارية للتظاهرات السلمية .

كيف لرئيس مريض ويعيش حالة الموت السريري ولم يخاطب شعبه منذ أربع سنوات أن يحكم الجزائر وإحداث تغيير جذري في نظام الحكم في الجزائر وتلبية مطالب الشباب بالتغيير الشامل للحكم في الجزائر .. فكيف لو مات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة .. هل ستذهب الجزائر إلى الجحيم !؟