آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:16 ص

كتابات واقلام


عشت عاشقاً ورحلت معشوقاً

الإثنين - 04 مارس 2019 - الساعة 03:28 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


علي صالح عباد (مقبل) ليس مجرد اسم أو اثبات نسب لشخص ما قد يفضي تشابهه عند من يسمع به إلى التردد في معرفة صاحبه، وإنما هو عنوان لشاهد علا وتفرد في معانيه ودلالاته وفعله.
وعَلَم عجزت وتهاوت جذوة الأخطار، وقسوة ومرارة منعطفات مراحل النضال، ووفرة جواز الأخذ بالمبررات والاعذار ان توهن من صلابته وتفتّ في عضد ايمانه وقناعته أو أن ترجئ فيه ولديه مواعيد الظهور والاستمرار.
علي صالح عباد (مقبل) الذي قال لا لسياسة الضم والإلحاق في حين اخفاها غيره وتردد في قولها ونظر وأفتى بعدم منطقية رفعها لمنفعة يصيبها أو لمخاطر يخشاها ولترتيبات يجهل تبعاتها، قال لا للاستفراد بالسلطة وفرض قوانين سطوة القبيلة والمذهب وعبادة الفرد، لا لتطويع واستثمار مناصب الدولة والوظيفة العامة وعوائد البلاد والعباد ومقدرات الوطن لشراء الذمم وتوسيع دائرة الانشقاقات وزرع الفتن واضعاف الوطن.
علي صالح عباد (مقبل) الذي حذر وازدرى دعوات تحميل وتحويل وتجيير أوزار الظلم والاكراه والتجويع والاغتيالات والقتل والاقصاء والاستثناء التي مارسها نظام صنعاء الجهوي القبلي المذهبي وإسقاطها بوعي وبغير وعي على حلم تنادى الشارع اليمني من اقصاه إلى اقصاه للالتفاف حوله وإعلاء أركانه والاستظلال بظله الخصب والمتين والوفير.
علي صالح عباد (مقبل) الذي قال لا للانجرار وراء تفعيل وإشهار مقاصد النظام الجهوي الأسري القبلي الهادف إلى تشويه وتفتيت قوة وعزة وعطاء الشارع اليمني وإصراره على مواصلة منافذ الهروب إلى مجاهل التشرذم والضعف والعوز بحيث لم يعد قادراً على مواصلة مسيرة اسقاط نظام الاستغلال والتوريث والحكم باسم السماء الذي وجد الطريق أمامه قابلاً ليمد من عمره وإفشاء أمراضه واسقامه التآمرية الانتقامية.
علي صالح عباد (مقبل) الذي لم يكل أو يمل أو يستسلم للهروب والفشل، ولم تسمح له مبادئه وصدق انتمائه وجزالة وعيه وتسامي ثقته بنفسه واعتزازه بهويته، بالسقوط واللهث والوقوع في شراك ومصائد بهارج التماهي والضياع في جوقة اختلاط الألوان والانطماس.
عاش للوطن ومات من اجله، لم يبارح صنعاء رغم التهميش والترويع والاهمال، مختتماً مشواره في حياة ملأها عبراً ودروساً ومآثر بوصية ان يدفن في مسقط رأسه (الدرجاج) أبين.
انتقل حياً مشرعاً بالأمل من عدن إلى صنعاء، وعاد خالداً من صنعاء إلى عدن إلى مسقط رأسه ليقول هذا وطني الذي لن يسلبه مني أحد ولا بد ان يظل كذلك ما بقيت الحياة.