آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


أليست توكل كرمان ومن معها دلالة جناح اصلاحي متحوث ؟!

الأربعاء - 03 أبريل 2019 - الساعة 09:10 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


دائماً قواعد وإعلام حزب الاصلاح يدعون ان حزبهم هو الوحيد الذي لم ينقسم ويتحوت عدد من قياداته ليقفون مع الحوثي ويخدمونه مستغلين هذا الادعاء لتصوير حزب الاصلاح كمكون انفرد في موقفه الكامل مع الشرعية ليصبح حد زعمهم الحزب السبتمبري الحقيقي والوحيد .
بينما يستغلون هذا الادعاء للهجوم على الاحزاب والمكونات الاخرى ومحاربتها وتشويهها وفق عملية ممنهجة تتعمد احراقها واحتقارها واضعافها شعبياً وموقفاً مستدلين بأن جميعها لديها جناح متحوث يقف مع الحوثي وهو ما يعطي حزب الاصلاح الافضلية على كل احزاب ومكونات اليمن.

مشكلة حزب الاصلاح انهم لا يعترفون بأخطاءهم ومن لم يعترف بخطأه لا يمكن ان يتعدل ويكف عن اقتراف الخطأ ، فعدم الاعتراف بالخطأ مشكلة اكبر من مشكلة الوقوع فيه وارتكابه.
وايضاً حزب الاصلاح مدمن في تزكية نفسه فقط وهذا أمر مرفوض في كتاب الله عز وجل حيث قال الله في القرآن العظيم " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " .
كذلك حزب الاصلاح لا يمكن ان يعترف بايجابية غيره مطلقاً ، حيث يعتبر نفسه انه الاحسن والافضل في كل ما يعمل وغيره كلهم سيئين ، وهذا التعامل يؤكد ان الاصلاح لا يمكن ان ينصف احد ، وعادة الانصاف ان تعرف ان كل من حولك لهم ايجابيات وسلبيات فيجب ان تنصفهم من خلال الاشادة بايجابياتهم ونهيهم عن سلبياتهم حتى لا تكون كالذباب الذي لا يحط إلا فوق القذارة عندما لا ترى ولا تذكر الا سلبيات غيرك فقط.

صحيح ان جميع احزاب اليمن من مؤتمر واشتراكي وناصري وغيرها حدث لها انشقاقات داخلية بفعل الانقلاب الحوثي مما جعل جزء من كل حزب يقف مع الحوثي ليصبح هناك جناح متحوث محسوب على الحزب ، وهذا التحوث الحزبي يشمل ايضاً حزب الاصلاح الذي لا يخلو من عدم وجود عدد من قياداته في الوقوف مع الحوثي وخدمته وهو ما يعني ويؤكد وجود جناح اصلاحي متحوث.

القيادية الاصلاحية الاخوانية المعروفة ومن معها من الفريق الاصلاحي كخالد الآنسي وغيره ، موقفها المؤيد والمساند للحوثي وانقلابه منذ وقت مبكر والوقوف ضد الشرعية والتحالف أكبر دليل على وحود جناح متحوث داخل الاصلاح.
توكل الاصلاحية خدمت الحوثي اكثر من كل اجنحة الاحزاب الاخرى التي تحوثت .
فتوكل الحائزة على جائزة نوبل للسلام استغلت موقعها المحسوب على مسميات السلام لتعمل في مجال دبلماسي خارجي تطوف العالم وتقابل المنظمات الخارجية لتخدم الحوثي وانقلابه من خلال مساندتها وادعاء صوابية انقلابه وموقفه واعتبار الشرعية والتحالف العربي مجرد معتدون على اليمن ومجرمون بحق الشعب.

مبرر الاصلاح يقول ان ما تفعله توكل ومن معها لا يعد محسوب على الاصلاح .
وهذا ما يجعلنا ان نبرر لبقية الاحزاب ونقول ان الاجنحة التي تحوثت لا تعد محسوبة على تلك الاحزاب .
اما ان يكون هذا المبرر مقبول لحزب الاصلاح ومرفوض للاحزاب الاخرى فهذه مغالطة واضحة .

المؤسف عندما تقف توكل الاصلاحية مع الحوثي وتسانده وتخدمه جهاراً نهاراً ، ومع ذلك قواعد الاصلاح لا تستنكر وتغضب وتشن حملة هجوم عليها مثلما تفعله من استنكار وهجوم على شخصيات اخرى تتبع حزب آخر.
ما تفعله اي شخصية محسوبة على حزب آخر من خدمة للحوثي ، تقوم القيامة لدى قواعد الاصلاح وتشن حملات الهجوم على تلك الشخصية ويتم تعميم خطأها على الحزب الذي ينتمي اليه ذلك المتحوث معتبرين ان ذلك خيانة وان الخيانة مصدرها من الحزب .
ولكن توكل الاصلاحية ومن معها لم تجعلهم يستنكروا ويشنون حملاتهم ضدها ويحملون الاصلاح مسؤولية فعلها كونها قيادية فيه .

في محافظة إب القيادي الاصلاحي رئيس مجلس شورى الاصلاح بالمحافظة الشيخ عبده عبدالله الحميدي رحمه الله الذي توفي قبل عدة اشهر ، هو الشخصية الذي وقفت مع الحوثي منذ بداية الحرب وقدم لها خدمة اكثر مما قدمته كل اجنحة احزاب المحافظة التي تحوثت.
فالرجل كان مفتي محافظة إب واصدر فتوى بالوقوف مع الحوثي ضد المقاومة والشرعية وهو ما جعل الحوثي يتخذ تلك الفتوى ميثاق شرف ودليل يعرضه على ابناء إب ليستخدمهم في الوقوف معه منذ انفجار شرارة مقاومة إب قبل ثلاث سنوات حتى اليوم.
ظن الكثير ان الرجل قدم استقالته من حزب الاصلاح ولكن الشيخ الحميدي اعلن عدة مرات بعدها انه لم يقدم استقالته .
في حين حزب الاصلاح لم يصدر اي بيان يرفض فيه موقف رئيس شورى حزبه ويعترض على فتواه .
بل البعض ذهب لتبرير ان ما فعله الشيخ الحميدي يعتبر اجتهاد منه ، ولا يعرفون ان هذا المبرر لا يمنع استخدامه لبقية اجنحة احزاب إب المتحوثة ليعتبروا تحوثهم ووقوفهم مع الحوثي جاء من باب الاستجابة لاجتهاد القيادي الاصلاحي !!

معضلة حزب الاصلاح تكمن في ادعاء المثالية المفرطة وكأنهم ملائكة نزلوا بقرطاس يملكون صفات الكمال ومجردين من كل الاخطاء ، وهذا الامر سيجعلهم يتصادمون مع جميع مكونات المجتمع البشري ويختلفون معه ويثيرون العداوة مع كل من حولهم.

ادعاء الافضلية على الغير والاعتراف بالذات فقط معناه معضلة تؤدي لممارسة سلوك خاطئ ينتج عنه عدم الاعتراف بالمساواة وقبول الاخرين والشراكة معهم.
بل ان ذلك يعتبر غرور والغرور مقبرة المواهب وغرور الحزب سيكون مقبرة للحزب.
بينما ادعاء الافضلية على الاخرين يعتبر كبر والكبر نتائجه وخيمة .
ابليس منعه الكبر من السجود لآدم وكانت حجته أنا افضل منه ، لتظهر حقيقة مدعي الافضلية واصبح في الاخير اسوأ من الجميع .
وهذا ما نخافه في حزب الاصلاح الذي يتعامل بادعاء افضليته على كل احزاب ومكونات الشرعية التي حوله ، ليصبح في الاخير أسوأ من الجميع ، وهنا تكون النتيجة انه لم يعد هناك جناح متحوث فقط في حزب الاصلاح ، بل صار الحزب كله متحوث بجناحيه ورأسه وقلبه وريشه .