آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


عدن .. مدينة حافلة بالآثار

الأربعاء - 17 أبريل 2019 - الساعة 02:49 م

د. سمير شميري
بقلم: د. سمير شميري - ارشيف الكاتب


يوماً بعد يوم يزداد شغفي بمدينة عدن ، فهي مستودع لطفولتي ، ومن كفها شربنا ومن أناملها أكلنا خبز التسامح والتعدد والانتماء للوطن .. فعدن مدينة أنيقة ومهذبه وأليفه في الوجدان وحافلة بالأمجاد والآثار ، معبأة بنور الحضارة والتمدن .
وأشد ما يبهرني : لماذا أشعر باللذة والسكينة والرضوان عندما أمشي راجلاً في أحيائها العتيقة ، عندما أرى صورتي وسحر طفولتي في تفاصيل الأمكنة وتعرجات الشوارع وأزقة أحياء : العيدروس والخساف والطويلة وحافة القاضي والقطيع والزعفران والرزميت وحافة حسين وصيرة وحقات وسوق الطويل والبهرة والحدادين وكود الحشيش .. لماذا أشعر بمحبة فائقة للمنارة وباب عدن والصهاريج وقلعة صيرة والحصون والسدود والفنارات والهضاب والأسواق والمباني القديمة بحجرها الشمساني والخلجان والشواطئ ومواطن الطيور النادرة .
فعدن قطع من الروح تسير في دورتنا الدموية ، لقد رضعنا من ثديها النور والوسطية ومفردات التسامح والوفاء والأحاسيس الحارة وروح التواضع وقيم العفة والنبل .
إننا نسجل دهشتنا لسكوت الهيئات النظامية عن تحطيم آثار عدن وعن ما يجري ما بين الفينة والأخرى من عبث بالآثار وتشويه مدمر وعفن للأزقة والأحياء العتيقة ، ومن بناء عشوائي ، وطمس للآثار ، واعتداء على المساجد الأثرية ، والكنائس ، والمعابد ، والأسوار ، والقلاع ، والدروب ، ومقابر الموتى .. وما يزيد الحريق اشتعالا التصرفات البغيضة لبعض الأفراد الذين يطمرون البحر ويسدون المنافذ ويطمسون المعالم ، ويخلقون كماً هائلاً من المشاكل التي تشكل شوكة موجعة في خاصرة عدن وإيذاء للنفوس الرقيقة والمهذبة .
إننا نقرأ ألم مدينة عدن ولا نكرس البكائيات والإحباط ، إننا نوقظ الضمائر وندق نواقيس الخطر ، ونلفت الانتباه إلى مدينة متعددة الثقافات غنية الجذور بالآثار والتي تحولت معالمها إلى أطلال .
أضم صوتي إلى الأصوات المنادية بصيانة تراث هذه المدينة ، وضرورة سن القوانين لحماية ما تبقى من آثار ، و تفعيل دور الهيئات النظامية لتوطيد الانتظام العام .
ونعلن بالفم العريض أننا مع مقترح الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار في ( إعلان عدن القديمة (( كريتر )) محمية أثرية ) .