آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


عُرَى يافع لم تبلى يوما يا صاحبي

السبت - 04 مايو 2019 - الساعة 02:33 م

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


كانت هذه زيارتي الثانية إلى أرض المدد إلى يافع العز بعد زيارتي الأولى لها قبل ما يقرب ثلاث عشرة عاما تقريبا للمشاركة في زواج صديق عزيز لي هو بمثابة أخ لي لم تلده أمي من أبناء يافع تحديدا من ((الربيعي)) ، لم أكن أنوي أبدا أتناول هذه الزيارة أو أكتب عنها قبل أن أقرأ مقالا أو منشورا لأحد الأصدقاء أرسله لي إبتدأه بعنوان ((الحضور اليافعي الكبير)) و ختمه بخاتمة غير موفقة في رأيي و فيها ظلما و إجحادا كبيرين لهذه البلدة و أناسها الطيبون الصادقون و لأدوارهم العظيمة في مراحل نضال شعبنا الجنوبي سواء السلمي أو العسكري منها، و لعل حنق هذا الصديق من هذا النجاح الذي يبدوا أنه كان غير متوقعا في حساباته الشخصية قد حال بينه وبين إنصاف هذه الأرض التي طالما عهدناها جنوبية عربية الأصل و الأصالة و عهدنا أهلها على ذلك ، فأندفع صديقي يكتب دون وعي ناسيا أو متناسيا أن ((يافع)) طالما كانت عُرَاها جنوبية متينة إن لم تكن أمتن عُرَى الجنوب و أكثرها وصلا و قوة و تماسكا ، فديل ذلك الصديق منشوره بوصف ناقض فيه تاريخ هذا البلد الذي بالمناسبة هو ينتمي إليه فقال :((كالعادة تضيع الشرعية الفرص ليأتي غيرها فيمد حبال بالية مستهلكة لكن لها وقعها فتهتف له الجماهير بالروح بالدم .. فتأملوا إن كان هناك من يعقل !!)).

عذرا يا صديقي العزيز فوالله قد أراد الله أن أكون شاهدا حاضرا هناك في ذلك اليوم الذي تتحدث عنه، و إنني أعلم أن شهادتي في يافع و رجالها مجروحة و لعل الله أراد لي أن أكون حاضرا هناك حتى أقول ما رأيت، فقد رأيت رجالا حضروا بأسلحتهم إلى ذلك المهرجان يحملونها على أكتافهم و يهتفون بتجديد عُرَى ذلك العهد القديم الذي رأيتها أنت بالية و مستهلكة و يربطون عقدها بدماء من سبقهم من رجال يافع و الجنوب و لم يروا في ذلك حرجا كما رأيته أنت ، بل لم يروا فيمن جائهم و زارهم غريبا عنهم كما تراه أنت ، فالحر لا ينضح بغير ما فيه و يافع طالما كانت حرة برجالها فسأل التاريخ عنها يا صديقي العزيز .


#كتب / نزار أنور