آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 08:11 م

كتابات واقلام


احذروا قطع وشائج القربى بين شعبي اليمن والجنوب

الجمعة - 10 مايو 2019 - الساعة 12:01 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


خلافات طويلة ونزاعات مستمرة وصراعات محتدمة آلت احيانا الى ضم والحاق الجنوب باليمن ثم يفك الجنوب نفسه من سيطرة اليمن التي هي ايضا تتفكك الى دويلات ومخاليف وممالك بسبب الصراعات ، لقد حافظ الشعبين الجارين على وشائج الاخوة والجوار العربي والاسلامي وتمسكا برابط النسيج الاجتماعي والعلاقات الانسانية الاجتماعية والاقتصادية .. مايعني ان الخلاف والصراع لم يتعمق ضرره ولم تغرز خناجر الحرب في قلب المجتمع الانساني اليمني مع جاره الجنوبي رغم نزعات الهيمنة التسلطية اليمنية عبر التاريخ في التوسع والبسط على حدود الجوار ، ظل الشعبين رغم الجراح بمنائ عن الدخول واقحام الاواصر الاجتماعية الطبيعية فيها ، ولقد كان الجنوب هو الاكثر تضررا وجراحا من العدوان السافر للجار اليمني على حدوده وارضه وشعبه ومقدراته وهذه الحرب اخرها وليس اخرها .
الجديد هذه المرة ان الحرب رغم الانتهاء منها وخروج الغازي الشمالي مندحرا من الجنوب الا ان الاصرار والعناد والغطرسة لازمت الجار اليمني بلباسه الطائفي الحوثي الذي يصر على كسر الارادة الشعبية للجنوب من كل ابوابها فتارة جهة الشرق وتارة جهة الوسط او الغرب كلما سد الجنوبيون ثغرة في جبهة بادرهم بعدوانه من جبهة اخرى فلم تسلم جبهة الضالع لتتحرك اطماعه ونزواته نحو يافع والمسيمير وتنحرف تجاه ثره في ابين في عدوان سافر ونوايا حاقدة اجرامية لن تخلف وراءها الا مزيدا من الدم والدمار
ليحذر الجار اليمني وسيفه الذي بيد عبدالملك الحوثي وطائفته المعادية ان الحرب الثالثة على الجنوب لن تكون سهلة هذه المرة وسيدفع المتحاربين فيها تكاليف باهضة من الدم والدمار وستقطع معها وشائج الاخوة والجوار والانسانية وستغرس في نفوس الاجيال القادمة قتامة وسواد عظيم يملأ كل قلب . ان الانتصار هو هزيمة لاي طرف والايغال في الدم هو بذرة حقد وكراهية تاريخية ستسجل باسم مفجر هذا العدوان وحامل رايته ، ان تزعم حربا ظالمة لضم الجنوب الى اليمن بالقوة واخضاعه راغما للهيمنة والاستبداد الحوثي الطائفي لن يتم هذه المرة ولعلها ستكون كمعااننچاتتار على الممالك العربية .. ليتذكر عبدالملك الحوثي ومن وراؤه ان الحرب قد تتسع ولن يترك السلاح هذه المرة اي جنوبي مهما اختلفت توجهات بعضهم ضد بعض ، فلقد وجبت واستحقت هذه المرة وكان لزاما نصر المستضعفين في الجنوب وانها لحرب لن تشهد حروب الجوار اليمني مثيلا لها ، فإنها لن تبقي ولن تذر والضحايا فيها على طريق العدوان وصده ، فمن مات يصد غازيا لارضه مدافعا عنها مقبل غير مدبر فالله وليه ونصيره ومن مات معتديا يهلك الحرث والنسل ويسعر الحرب فالله حسبه .. فانه لايحب المعتدين .. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى امر الله ..
فاحذروا يابني يمان ان تقطعوا وريدكم بيدكم لابيد غيركم .. واحذروا ان يقطع الطرف طارفه والايام سجال يوم لك ويوم عليك .. فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم ولازلنا في اضرابنا لم نرتحل ولازال السيف منا في غمده ولم يحن بعد اشهاره في وجوه الغاصبين فاحذروا سخط الجبار وغضب الحليم في الليل والنهار فلا تتمنوا لقاء خصمكم واسألوا الله السلامة ومن لم يقاتل من قبل لحكمة قد يستوجب عليه النزال وانها لساعة اما الحياة بشرف او الموت في سبيل الله ومن مات دون عرضه فهو في سبيل الله ومن مات دون شراك نعله فهو في سبيل الله . وماكنا لنعتدي على احد منكم لولا انكم علينا تعتدون فقد استحللتم دمنا ونجانا الله منكم . اما الساعة فوالله الذي لا اله الاهو اننچا في ديارنا وانكم معتدون فاننا سنصدكم من حدودكم لنأمن غذركم فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين .. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم .. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .. وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون
وفي الأخير ندعوكم الى نداء الحق والدين كفوا ايديكم ورماحكم عنا .. ولاتدخلوا في حرب معنا من جديد . ولاتدخوا باحذيتكم وتطأون مفارشنا وقد كنتم لدينا آمنون وفي ديارنا تنعمون ومن خيراتها ترزقون وعلى اكف الراحة تعاملون فلا تبخسوا الناس اشياؤهم ولاتعثوا في الارض مفسدين ، فاشفقوا على سيوفنا ان تمس دماؤكم وارحموا ابناؤكم ان يرونا لابائهم مقتلين ، ناشدناكم الصلوات الخمس وصوت الاذان وصيام رمضان ان تعيدوا سيوفكم الى اغمادها وان تطفئوا محركات العربات والدبابات ولتعودوا الى دياركم سالمين واحفظوا معكم وشائج القربى والدين والجوار بين المسلمين وانتم اعلم بحالكم ومقاصدكم ومانحن بصاغرين والسلام من الله واليه وبه يهتدي المهتدون.