آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:01 م

كتابات واقلام


حكمة السماء

الخميس - 06 يونيو 2019 - الساعة 09:07 م

سعاد خذابخش
بقلم: سعاد خذابخش - ارشيف الكاتب


سارة في العقد الأربعين من عمرها ، قمحية اللون جذابة لعينيها لمعان وبريق أخاذ ..

لم تساعدها الظروف الأسرية لإستكمال دراستها العليا مما اضطرها للعمل بمؤهل الثانوية في دار نشر مرموق ..
..
كعادتها كل صباح تذهب الى عملها باكرا مملوة حيوية ونشاط إلا أن هذا الصباح مختلف عن سابقيه
دلفت إلى مكتبها تحمل معها وردة بيضاء إعتادت
يوميا على شرائها من بائعات الزهور في الطريق لتضعها في مزهرية صغيره على مكتبها..

مرت سويعات ، حين تم تكليفها بطباعة مقال كالعادة يوميا ،
لمحت رجل مع مدير التحرير..إلتقت عيناها
بعينيه، فكانت البداية لحب كبير وعميق ،
حب تحدى العالم ليبقى ..
.
أحمد شخصية إجتماعية فهو كاتب مشهور توطدت علاقتهما ولكن المجتمع وأسرته رفضا
هذا الحب ، لكون سارة من أسرة فقيرة ، ولكن
الحب الحقيقي لا يعرف المستحيل..

أحمد تحدى العالم ليبقى هذا الحب ، قرر الزواج بسارة ولبى نداء قلبه وأعتزل كل من وقف أمام رغبته

إستقرا بعد زواجهما وكانت حياتهما حافلة بالفرح والحب ولكن القدر كان أقوى ،
داهم مرض الدرن ( السل الرئوي ) أحمد حتى خارت قواه ، لذلك اختارا الزوجان السكن بعيدا عن المدينه في قريه نائية وأتخذا من كوخ مأوى لهما ولكن يد القدر كانت أقوى منهما
ففي ليلة حالكة ، توسد ذراعيها وأسلم الروح ..

مرت لحظات عصيبة كأنها دهر ثقيل الخطى بائس الملامح
فقررت سارة أن يكون مصيرها معه
افترشت الأرض معه ونادت الرحمن ، وكان
ربها لها مجيب ،
...
إشتد سواد السحاب وهطلت السماء ديمة مدرار تغسل الألم والوجع وتجلى النهار لعهد طواه رحيل أرواح عانقت السماء ،
بعد أن سطرت في الأرض قصة وفاء.


سعاد خذابخش خان
1/6/2019