آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 12:23 ص

كتابات واقلام


صيرة ..النصر يتجدد

الجمعة - 11 مارس 2016 - الساعة 04:56 م

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس - ارشيف الكاتب


النصر هو حليف الانسان المؤمن بالحق المستمد منه القوة والشجاعة لازهاق الباطل في معركته مع الحياة ، في كريتر مديرية صيرة بعدن يجدد الانسان مواطنا ومسؤولا أيمانه الكبير بهذا الحق، ليجدد انتصاره على الباطل في معركته معه التي لا تتوقف طالما هناك لا يزال من يحاول القيام بالباطل والعبث بالمدينة وحياة الناس، ونرى أبناء هذه المدينة يحرصون على جعل صمودهم في الحرب عنوانا باهيا لصناعة غد بحلمون باشراقته مستلهمين منه معاني التضحية التي نراهم بها مجددا يسقطون مشاريع الفوضى المدمرة للمجتمع . علمنا صمود ابناء صيرة ان مدينتهم القلعة السباقة لصناعة النصر و محطة انطلاق الانتصارات الكبرى، نتذكر تاريخ المدينة الحافل بالتضحيات في ستينات القرن الماضي منها كانت تنطلق المظاهرات العمالية والنصر الذي تحقق في 20يونيو 1967م، اليوم صيرة تجدد العهد والنصر، وتثبت أنها دوما عنوانا لانتصار إرادة أبنائها الرافضه للاستسلام والصمت أمام مشاريع التدمير والفوضى واثبت خالد سيدو والمحامية عفراء حريري والعقيد الجحافي قائد شرطة كريتر والناشط وديع امان ...و....و..وهم يتقدمون ابنائها انهم اقوى من هذه المشاريع المدمرة، وبدأوا باسقاط مشاريع الفوضى با ازالة البناء العشوائي في مدينتهم التاريخية والأثرية. كانت بداية موفقة وشجاعة لترجمة حرصهم على مظهر وجمال مدينتهم ورسالة واضحة تترجم مدى أهمية التكامل المجتمعي والرسمي لتنسيق الجهود مع كافة الجهات لتحقيق النصر لإعادة التطبيع والاستقرار إلى مدينتهم. روعة وعظمة هذا العمل الذي كان محط إعجاب وتقدير وفخر أبناء عدن والجنوب قاطبة أنه مثالا حيا للإرادة الشجاعة وجسد أروع معاني التضحية لحث المجتمع لمغادرة مربع اليأس وحالة الانتظار لمن يأتي يصلح حاله، فهو صحوة مجتمعية للنهوض بالمواطن للمسارعه بخروجه من حالة لتقوقع والذهول التي اجتاحته منذ إنتهاء الحرب، وما بعد عودته إلى المدينة بعد إجبار مليشيات الغزاة الحوثيين والمخلوع صالح على الخروج منها تحت نيران أبطال المقاومة وقوات التحالف والجيش الوطني ، هذه الصحوة وما سبقها من صيحات هي من ستكسر الصمت والسكوت السلبي الذي يخيم على الجميع مواطنين وحكومة ومنظمات مجتمع مدني والوقوف موقف المتفرج ازاء ما يحدث في عدن، وكفيله بتحريك الأسرة للتغلب على حالة الاحباط والانتظار للغير لاستعادة أنشطتنا لممارسة حياتنا اليومية بشكلها الطبيعي. لا نختلف على أن النصر هو إخراج المليشيات الحوثية وقوات صالح من أرضنا لكنه لا قيمه له إن لم يكتمل! ولن يكتمل إلا عندما نشعر أننا انهينا مخلفات الغزو والحرب المختلفة ليس دمار البنية التحتية فقط ولكن إنقاذ المجتمع من ممارسات التدمير الذاتي الذي يطال المجتمع وأصبح ينهش في سلوكه وقيمه بنشر الفوضى الهدامة، التي بات يصعب التغلب عليها في بقية المديريات والمحافظات المجاورة ، بعد أن أصبحت تتشكل وتخرج عن المستوى الممكن تفهمه لتتحول الى شكل عصبوي وقد تأخذ توجه سياسي سلبي يضر بتضحياتنا خاصة وان فترة ما بعد التحرير التي تشكلت فيها تتجاوز اليوم الضعف لفترة الحرب. لن نتمتع بالنصر الحقيقي ونكون أوفياء لدماء الشهداء وتضحيات من صنعه إلا متى ما استكملتنا كل جوانبه وازلنا أثار الغزو، ووضع حد للسلوك السلبي والفوضى الذي أصبح ضررها وتدميرها للمجتمع لا يقل فداحه عن حجم الدمار والمآسي الذي الحقته قوى الغزو بالجنوب وابنائه، هنيئا لأهالي صيرة إنتماء هذه الكوكبة إلى مديريتهم الذي يتقدمها مدير عام المديرية خالد سيدو والناشطة الحقوقية عفراء حريري ....و ..وهنيئا لعدن هذا الانجاز وتجديدهم للنصر واحياء الأمل لدى المواطن بان البلد بخير ، نتمنى من بقية المديريات أن تسارع بصحوتها لتكسر صمتها لمغادرة مربع الخوف والاستسلام وللسير على نفس خطى أخوانهم في مديرية صيرة لعل أي صحوة منهم ستخفف واوجاع المرضى الذين يأنون من شدة الحر وألم المرض بسبب انقطاع التيار الكهربائي ومحاصرة المجاري لمنازلهم.