آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


مستقبل الحرب في اليمن .. من هو الحليف الاستراتيجي المستقبلي للرياض؟

الثلاثاء - 29 مارس 2016 - الساعة 06:22 م

صالح ابو عوذل
بقلم: صالح ابو عوذل - ارشيف الكاتب


تظهر ملامح انتهاء الحرب في اليمن تظهر شيئا فشيئاً, عقب تحقيق القوات الموالية للحكومة الشرعية انتصارات في عدة جبهات من بينها تعز وصنعاء, وهي انتصارات بطيئة مقارنة بالدعم اللوجستي الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي بقيادة السعودية, سواء عبر تقديم الأسلحة والمعدات العسكرية الضخمة أو عبر الغارات الجوية المكثفة التي تستهدف وقف تمدد الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح. وكذلك مع المتغيرات التي طرأت في المنطقة العربية, وأبرزها الانسحاب الروسي من سوريا. يجري ذلك بعيدا عن أعمال العنف والاغتيالات الحاصلة في الجنوب اليمني, وتحديدا في العاصمة عدن, حيث يبحث الانقلابيون فرص النجاة من الهزيمة على يد القوات الشرعية والتحالف العربي التي باتت على مشارف صنعاء. الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح, افتعلوا حربا تدميرية قضت على كل شيء خصوصا في الجنوب اليمني, الذي شهد حربا دموية على عكس الشمال الذي سلم فيه اليمنيون مدنهم للمليشيات المدعومة من طهران دون قتال باستثناء محافظة البيضاء اليمنية التي قاتلت المليشيات بشراسة لاعتبارات ثأرية قديمة تعود إلى عشرينات القرن الماضي. الثلاثاء الـ8 من مارس (آذار) الجاري, بثت وسائل إعلام محلية يمنية خبرا عن دخول قيادات حوثية الأراضي السعودية, لبحث حلول سياسية مع الرياض التي تقود الحلف العربي لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة, في خطوة وصفت بالجريئة, لكنها في ذات الوقت كشفت عن ذهاب جماعة الحوثي بشكل منفرد بعيدا عن الحليف المخلوع علي عبدالله صالح. الدوافع الغارات الجوية المكثفة التي يشنها التحالف العربي منذ فجر الـ26 من مارس (آذار) 2015م, تمكنت من تدمير المخزون العسكري الذي استولت عليه مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح, فالجماعة التي كانت محاصرة في محافظة صعدة, وجدت نفسها فجأة في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء, تدير كل مرافق الدولة, بعد امتناع القوات الموالية لعلي محسن الأحمر من مواجهتها. فقد صحا سكان صنعاء في الـ22 من سبتمبر (ايلول) 2014م, على عناصر بملابس رثة تدير حركة المرور في عاصمة بلادهم, في حين تنتشر في المداخل نقاط تفتيش لعناصر تمضغ أوراق القات بشراهة, وتتعامل مع المدنيين بعنجهية. لكن سرعان ما أسقطت تلك العناصر مدن اليمن الشمالية, مدينة تلو أخرى دون قتال إلى أن وصلت محافظة البيضاء, التي شهدت أعنف المعارك مع القبائل, لعدة اعتبارات من بينها ثأر قديم لقبائل البيضاء لدى القبائل الزيدية التي احتلت المحافظة الواقعة في الوسط اليمني, في عشرينات القرن الماضي. عام على التدخل العربي شعرت جماعة الحوثي بعد مرور عام على التدخل العربي لوقف التمدد الإيراني في اليمن, انها في طريقها إلى الزوال في ظل التصريحات التي أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي, وأكد نيته تصنيف الجماعة الحوثية كجماعة إرهابية, وهي تدرك ان ذات التصنيف قد يستثني القوات الموالية للمخلوع صالح, والتي يمكن احتواؤها ضمن الجيش الوطني, فسارعت لأجراء اتصالات مع الرياض, مستغلة وجود الجنرال علي محسن الأحمر في العربية السعودية, الذي قد يلعب دور الوسيط, لوقف الحرب وبحث حل سياسي يبقي على كيان الجماعة الممولة من طهران. ولا يبدو أن بحث الجماعة الحوثية لحلول سياسية مع الرياض وليد اللحظة, فالقيادي الحوثي علي ناصر البخيتي سبق له أن زار الرياض في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015م, وكان أول لقاء جمعه، في العاصمة السعودية, بعدو الأمس صديق المرحلة الحالية الجنرال علي محسن الأحمر, لقاء حميما, فالصور التي نشرها القيادي الحوثي الذي يقول إنه انشق عن الجماعة, أظهرت البخيتي والجنرال الأحمر وهما يتعانقان. مرحلة انقاذ للزيود أدرك الحوثيون عقب دحر قواتهم من عاصمة الجنوب, ان الأطقم العسكرية التي احتلوا بها مدن اليمن الشمالي, فشلت في احتلال الجنوب الذي انتفض في مواجهة المد الشمالي باعتباره تكريسا للاحتلال اليمني السابق. وهو ما دفعهم وبتحالف مع الموالين للمخلوع صالح والإخوان المسلمين لتغذية أعمال العنف المفتعلة في الجنوب, وربما أن الأطراف الثلاثة جمعها قاسم مشترك هو (الجنوب اليمني) الغني بالثروات النفطية والطبيعية, والمساحة الواسعة الممتدة من باب المندب إلى قبالة عمان. فإدخال عدن في الفوضى, يعتقد الانقلابيون والإخوان انه قد يدفع الجنوبيون للاستعانة بقوات عسكرية شمالية للمشاركة في تأمين عدن, وهو ما يعني للجنوبيين تكريس الاحتلال مرة أخرى لبلادهم. يتهم سياسيون جنوبيون ما يطلقون عليها بقوى الشر اليمنية (الحوثيون والإخوان المسلمون وجماعة المخلوع صالح) بالوقوف وراء أعمال العنف والاغتيالات الحاصلة في بلادهم. المقاومة الجنوبية, كبدت مليشيات (العدوان الحوثية العفاشية) خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري بدعم وإسناد قويين من التحالف العربي الذي تقوده الرياض. الخسائر البشرية والعسكرية التي تكبدها الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح كانت كبيرة جداً, فالصور التي بثتها وسائل الإعلام المختلفة أظهرت جثث قتلى المليشيات في شوارع عدن ولحج بشكل كبير جدا. وانتشرت على الإنترنت صور لقتلى حوثيين يتم جمعهم بالجرافات, في حين أظهرت صور أخرى قتلى حوثيين في مدينة خور مكسر والكلاب تأكل من جثثهم. كان الحوثيون كأحد أبرز القوى اليمنية المسلحة التي تقر بمظلومية الجنوب باعتباره تعرض لغزو واحتلال يمني شمالي في منتصف تسعينات القرن الماضي, لكن تلك التصريحات التي كانت تصدر من قيادات في اليمن الشمالي, كان الهدف منها إيجاد موطئ قدم لهم في اليمن الجنوبي المليء بالثروات النفطية والطبيعية. فاستقلال الجنوب الذي ينادي به سكان محافظات اليمن الجنوبي قوبل برفض جميع القوى اليمنية بما في ذلك الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين, وأتباع المخلوع صالح. كان البعض من ساسة الجنوب يعتقد أن الحوثيين, حاولوا التخفيف من الجرم الذي ارتكبه بحق عدن, من قبل اليمن الشمالي بأطرافه السياسية والقبلية والدينية والجهادية, وكان للقبائل الزيدية النصيب الأكبر في ذلك