آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 09:01 ص

كتابات واقلام


دولة الجنوب العربي في المحصلة النهائية

الجمعة - 19 يوليه 2019 - الساعة 11:13 م

اديب قاسم
بقلم: اديب قاسم - ارشيف الكاتب


دولة قامت على أركانها : وحدة !

لم يكن الشمال يسعى لتحقيقها أبدا منذ أن تحددت وحدة "اليمن التاريخية " تحت مسمى التصنيف السياسي الرسمي في الإطار الظبغرافي لجغرافيتها_السياسية [ المرتفعات الشمالية الغربية _ المرتفعات الجنوبية الغربية ] : " الجمهورية العربية اليمنية " وهي المطلة على البحر الأحمر " ولنا فيه جزء " غير دولة الجنوب العربي المطلة على البحر العربي ، ___ راجع كتاب " ابن الأمير " لأربعة من كبار الكتاب والمؤرخين اليمنيين ذوي الأصول الشمالية وهم " الأكوع والحِجْري والسنباني..وأبرزهم محمد انعم غالب" صدر الكتاب عام 1962مباشرة عقب انتصار ثورة سبتمبر ضد النظام الإمامي الكهنوتي الذي امتد نحو ألف عام ...حيث كتب هؤولاء بحروف ذاكرة الشمس : " اليوم نستطيع القول أن اليمن توحدت " ...ولم يضع أحد ما منذ تلك اللحظة لصدور هذا المؤلَّف علامة (!)
فحقيقةً ، تلك هي اليمن كلها بامتدادها السكاني الجغرافي _ التاريخي
لا غير أن الأورمات الشمالية ( من أهل الحجرية ) في قيادات الحزب الاشتراكي أقحمونا في هذه العملية بحجج واهية لم تثبت بمكان بإجماع المؤرخين .. فليس ثمة دولة جامعة ( مركزية ) كانت قائمة في وقت ما تحت مسمى اليمن !
.... وما كان للجنوب عامة غير دولة واحدة هي الدولة الأوسانية الممتدة إلى إلى شواطئ افريقيا والتي حلت عوضا عن الدولة القتبانية _ الأم وفي أطرافها دولة حضرموت .. وبمعزل عن الدولة السبئية الحزام الكامل لما اُجترح من بعد مئات السنين تحت مسمى اليمن ! ..وكما حدث ويحدث في عصرنا قامت باجتياح الدولة الأوسانية وتدميرها !.. ولم تتمكن بعد هدم موانئها( عدن وبئر علي ) من ضمها إلى وحدتها السياسية....حتى كانت " دولة سبأ وذي ريدان وعاصمتها ظفار في يريم _ إلحاقا بالقوة، لم تلبث أن انفضت عراها وآل الجنوب إلى الدولة الحميرية التي انتصرت على الدولة السبئية _ أي بالتصنيف الحديث : اليمن .

اليوم صرنا ننشغل بوحدة الحاقية زائفة غير عمليةٍ وأخلاقية بنيت على باطل بمعيار السير على هدي حلم الوحدة العربية
فما نحن غير دولة متراصة البنيان متكاملة الأركان ذات قابلية شديدة للحياة بكل تأسيسها الجغرافية مرت بفاعلية " التجربة والخطأ " بالانتقال الى : الجمهورية اليمنية شأن التجربة المصرية _ السورية التي تألقت: الجمهورية العربية المتحدة ،ثم نكصت لعدم نضج الظروف العربية التي كانت ولا تزال تتمززها رياح الثورة العربية المنقلبة على موازين التغيير ولا تزال تتآكل من داخلها _ وهو ما حدث ويحدث بين دولتنا واليمن

فدعونا من تكهنات إمكانية استرداد الحوثي لجرة العسل أو المن والسلوى وأنهارٍ من لبن.....ولنُعنى باسترداد هذه الجرة _ الدولة كاملة السيادة

أديب قاسم