آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


إنجاز باب المندب لن تُلغيه صواريخ الجبناء

الجمعة - 06 نوفمبر 2015 - الساعة 01:09 ص

سامي الريامي
بقلم: سامي الريامي - ارشيف الكاتب


صواريخ عشوائية من جبناء، يُغطون بها فشلهموهزيمتهم وانكسارهم أمام قوى الحق والشرعية، لا تأثير لها في معنويات الشجعان، بقدرما تزيدهم قوة وإصراراً على دحر المتمردين والفاسدين، فالشمس لا تحجب أشعتها أصابعصغيرة، والانتصارات والإنجازات الميدانية التي تحققها قوات السعودية والإمارات وبقيةدول التحالف على الأرض لن توقفها صواريخ الجبناء.

في عام 1856 كتب العقيد البريطاني كوجلانتقريراً إلى حكومته من مدينة عدن قال فيه: �إذا ما تم شق قناة السويس فإن احتلال جزيرةبريم (ميون( الواقعة في باب المندب سوف يزيد ثقل المنطقة�. هذه الرسالة تعكس الأهميةالاستراتيجية لمنطقة باب المندب تاريخياً، فهو يتحكم في طرق الملاحة والتجارة البحرية،ويسيطر على الطريق البحري بين الشرق والغرب، كما أن أهميته زادت بعد افتتاح القناة،وبعد اكتشاف النفط ، كونه طريق ملاحة لقوافل النفط العملاقة القادمة من الخليج العربي،ومن الشرق إلى غرب وجنوب وشمال أوروبا وأميركا، مروراً بمنطقة الشرق الأوسط عبر قناةالسويس، لذلك فالسيطرة على هذا المضيق أمر مغرٍ للغاية لإيران ذات التوجه العنجهي والأطماعالقديمة المتجددة في المنطقة بأسرها، فالتحكم في باب المندب ومضيق هرمز معاً يعني باختصارخنق دول مجلس التعاون ! .

أبناء الإمارات حطموا هذا الحلم، ونجحوافي طرد الحوثيين وكلاء الفُرس ، والفاسدين من أنصار �المخلوع� من هذه المنطقة الاستراتيجية، رجال القوات المسلحة الإماراتية فور تكليفهم من قيادة التحالف العربي باستعادة بابالمندب، أحسنوا التخطيط للعملية براً وبحراً وجواً، وتمت مفاجأة العدو، واستعادة هذهالمواقع الاستراتيجية خلال خمس ساعات فقط ، موجهين بذلك صفعة قوية للحوثيين وأنصارالرئيس المخلوع.

هذه الصفعة مازالت توجعهم، وتؤلمهم، فهيالتي أربكت جميع خططهم وحساباتهم، وجعلتهم يترنحون، ويرقصون رقصة الموت الذي يحيط بهممن كل جانب، فوجدوا ضالتهم في صواريخ يقذفونها ويهربون، لكنها بالتأكيد لن تغني عنهزيمتهم القريبة، ولن تجدي نفعاً، ولن تؤخر ساعة الصفر القريبة التي ستنتصر فيها قوىالحق التي تدافع عن الشرعية، وتحمي أوطاننا قبل وصول النار إلينا، وتُدافع عن سقوطدولة عربية جديدة في براثن قوى الشرّ والعنجهية!

لم نختر الحرب، لكنها خيارنا الوحيد الآن،ولن نرضى بديلاً عن الوصول للنهاية قريباً، والنهاية لن تكون إلا بعودة الشرعية، واندحارالحوثي، وهزيمة أنصار الرئيس المخلوع، وهذا يعني كف يد إيران عن عاصمة عربية جديدةبعد أن سيطرت على ثلاث عواصم عربية في غفلة من العرب!

إضافة إلى ذلك فالإمارات لديها الآن هدفجديد، هو الثأر وبقوة لجميع شهداء الواجب والحق، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن واستقرارالإمارات، ورفعوا علم الدولة عالياً قبل أن يلاقوا ربهم وهم بأبهى صورة، وأجلّ موقف.شهداء الإمارات قدموا دماءهم الطاهرة لكف الأيادي النجسة عنا وعن أبنائنا، ضحوا بحياتهممن أجل حياتنا وحياة أطفالنا، لذلك لن ينساهم إخوانهم المقاتلون في اليمن ، وسيضربونبيد من حديد كل يد امتدت إليهم ، ولن ينساهم شعب الإمارات ، فهم رجال صدقوا ما عاهدواالله والقادة والوطن عليه .


(نقلاً عن إمارات اليوم الإماراتية )