آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


المليونيات صورة العشق الجنوبي للجنوب

الخميس - 15 أغسطس 2019 - الساعة 11:45 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


الاحتشاد والتجمهر وسيلة لاظهار حجم القاعدة الشعبية والجماهيرية لهذا الفصيل او ذاك وتستخدم الاحزاب والطوائف والتكتلات التحشيد في الساحات العامة عندما تريد الضغط من اجل تحقيق مطالب سياسية او مصالح اقتصادية فالتجمهر والاحتشاد من عوامل الضغط المؤثرة في صناعة القرار او تعديله فاظهار الحزب لحجم اعضاؤه ومناصريه في حشد جماهيري مهما كان حجمه هو اقوى اسلحة الضغط المدنية على الجهات الحكومية المحلية او الهيئات الدولية فأحيانا يتطلب استخدام الحشد الجماهيري لتوصيل رسالة ما الى هيئات دولية فاعلة لغرض لفت انتباهها لمطالب المحتشدين في الساحات وتسخر الجهات الداعية للحشد الجماهيري كل طاقاتها وامكانياتها المادية والمعنوية في سبيل تعزيز نجاح الحشد والتجمهر . فالقضايا الوطنية والعقائدية والمظاهر الاجتماعية والحقوقية هي من اكثر البرامج نجاحا في تحشيد الجماهير هنا او هناك وفي الغالب يخرج الدعاة للحشد والتجمهر بنتائج ايجابية في طريق الرسائل التي حشدوا الناس من اجلها
الجنوب والجنوبيون حالة مستقلة في تاريخ الاحتشاد والتجمهر في الساحات فقد رسموا لهم مسيرة نضالية طويلة فيما اطلق عليها لاحقا بالمليونيات حيث تتوسع دائرة المشاركة في الحشد والتجمهر لتصل الى المليون واكثر في ساحة واحدة ولان الجنوب حالة مستقلة فقد شهد العديد من المليونيات الجماهيرية واحتشدت الجماهير الجنوبية في اكثر من ساحة منادية بمطلب واحد لم يتغير خلال فترة المسيرات المتكررة فظلت الجماهير الجنوبية تردد مطلبنا دولة . ولهذا هي حالة مستقلة في الاحتشاد والتجمهر . بواعث ذاتية ونوازع داخلية لدى الجماهير الجنوبية تحرك فيهم الهمم وتغرس في نفوسهم الرغبة الملحة في المشاركة بالحشد والتجمهر في ساحات الجنوب عندما ينادى للمليونية ويطلق عليها اسم معين سرعان ما يتغير البرنامج الخاص لكل جنوبي ويوافقه مع مطلب وارادة الجنوبيين بالاحتشاد والتجمهر ويتكلف البعض منهم عناء السفر ليسجل اسمه في قائمة الحضور والمشاركة للمليونيات ويطبع على ذلك بدليل التواجد من خلال التقاط الصور وتعميد البصمة بالحضور والمشاركة مع الجماهير بصوته الجهوري وهو يردد مع الجماهير هتافات المليونية الجنوبية سيمفونية المطالب الجنوبية الراسخة والمتجذرة الرافضة للتذويب والتخفيف والتغيير لا تراجع لا حوار نحن اصحاب القرار انا مطلبي دولة جنوبية
في كل العالم تقيس استطلاعات الرأي الارادة الشعبية بالاعتماد على التصويت بالاستفتاء الآلي او بالاعتماد على الارادة الشعبية المتجمهرة في الساحات ولان الحشد والتجمهر الجنوبي حالة مستقلة بذاتها فهي عنوان للارادة الشعبية الراسخة والتي لاتتغير فعلى مدى عشر سنوات او اكثر والحشد والتجمهر الجنوبي لم يتوقف او يتخفف ولم تتغير صيغة الخطاب ونبرة المطالبة به فالجنوبيون لازالوا على هتافهم لاتفاوض لاحوار نحن اصحاب القرار .. وانا مطلبي دولة ، كثيرون من شغلهم هذا الاصرار والصمود على مطلب واحد فقط للحشد والتجمهر الجنوبي .. العالم كله مليئ بالحوادث والمتغيرات وتتجه الانظار نحو هذا الحدث او ذاك والجنوب اكثر من عشر سنوات يهتف انا مطلبي دولة ولم يلبي احد مطلبه او يصغي لهتافاته .. شيء واحد لايعلمه البعض عن الحشد والتجمهر الجنوبي هو انه طبيعي ومرتبط بالجاذبية الارضية الجنوبية نحو عدن العاصمة والرمزية لوحدة الجنوب والجنوبيين والمدينة الفاضلة بالنسبة لهم فسرعان ماتجد الجماهير الجنوبية تجري بتدفق غزير يشبه سيول الامطار المتجهة صوب البحر وفق الجاذبية وهكذا هي الحشود والجماهير الجنوبية تنحذر صوب عدن كالسيول في الوديان والمعابر ولعل الاقمار الصناعية وعبر الجي بي اس قد رصدت لاكثر من مرة حالة طبيعية غير جغرافية لانحذار السيول ففي وقت لايتعلق بموسم الامطار يرصد القمر الصناعي حركة لتدفق السيول عبر الوديان في الجنوب من كل مكان يجري فيه السيل صوب عدن ولكن هذه السيول لا مياه فيها انها سيول بشرية متدفقة لتحتشد وتتجمهر في مليونية الجنوب حتى لو طلب منها في النداء ان تتدفق في الاسبوع مرة او مرتين او يزيد فالجاذبية نحو عدن والاحتشاد فيها تلبية للنداء الجنوبي غير مرتبطة بالقدرات والامكانيات فالزحف نحو عدن هو جذب طبيعي لايستطيع الجنوبي ان يقاومه لانه جذب لا ارادي نابع من مكامن الانتماء والهوية المدفونة لسنوات وهي لازالت حية تتنفس عبق الجنوب وذكرياته الجميلة كدولة مستقلة ذات سيادة . فهذا هو السر الذي حير المتابعين من الاصدقاء والاعداء عن كنه الجذب الطبيعي للجنوبيين نحو الجنوب واستمرار فاعليته رغم مرور السنين وتغير الاحداث وتبدل الاحوال غير ان الجذب المغناطيسي والطبيعي للجنوبيين نحو عدن لم يتغير ، وتلبية نداءها بالحشد والتجمهر في ساحاتها والوصول اليها وقطع الاميال عبر الصحاري والجبال ومن الجزر وعبر البحار ومن الفضاء بواسطة المطار فكل جنوبي يسمع النداء وتصله الدعوة بالحضور والمشاركة في المليونية يقع فيه اثر الجذب الطبيعي نحو عدن وتلبية نداءها فيركب هذا البحر وذاك الجو وغيره يسير في طريق السيل البشري راكبا او ماشيا انها مسيرة الحب والعشق الجنوبي للجنوب التي لاتنتهي ابد الدهر وتتوارثه الاجيال رغم محدثات التغيير وتغير الاحداث والجنوب والجنوبيون في تجانس الحب والعشق للحشد والتجمهر المليوني الفرائحي والحزائني والحربي والسلمي لان الجنوب جسد واحد وقلب واحد ودم واحد يجري في عروق الجنوب من المهرة الى باب المندب ولاعلاقة له بالحركات التكتونية ومظاهر التغيير والتغرير

صباح الخميس ١٥ اغسطس ٢٠١٩ م
مليونية الثبات والتمكين والانتصار لارادة شعب الجنوب

جمال مسعود علي