آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 06:25 م

كتابات واقلام


معركة شبوة لا تقبل مواقف الحياد

السبت - 24 أغسطس 2019 - الساعة 12:41 ص

حافظ الشجيفي
بقلم: حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب


يعتريني شعور بالغضب الشديد ويداهمني إحساس بالغ بـ"الاستياء يصل الى حد القرف عندما أسمع بعض من الجنوبيين يدعون إلى الموضوعية والحياد والوسطية  حين يكون الصراع ناشبا بين ظالم ومظلوم أو بين ضحية وجلاد أو بين قاتل ومقتول او بين حق وباطل أو ثائر ومحتل أو ذابح ومذبوح او بين مخلص وخائن أو بين من يطالب بالحرية والكرامة ومن يدوس على الحريات والكرامات ويمسح بها الارض

وكم يتلبسني الشؤم وينتابني الاشمئزاز حين أواجه شخصا لا يعرف في اي موضع يقف او مترددا في اتخاذ موقف صريح وواضح لصالح المظلومين والمذبوحين بحجة أن دم هذا على هذا حرام وأنه لم يتأكد بعد من هوية الجاني والمجني عليه رغم وضوح الرؤية وجلاء الحقيقة كالشمس امام عينيه.. 

ولا أدري لماذا تثور ثائرة بعض المتشدقين بالحيادية والموضوعية عندما ننحاز. في مواقفنا الى جانب شعبنا المقاوم  وقضيته العادلة ضد الظلم والقهر والفقر والاضطهاد هل يعقل ان نطالب بالحيادية والموضوعية في معارك أخلاقية ووطنية مصيرية عظيمة الباطل فيها جلي والحق أجلى لا أدري لماذا ينزعج البعض من مجرد الوقوف إلى جانب المذبوحين والمعذبين بحجة الموضوعية والحيادية او بحجة ان دم هذا على هذا حرام.
من الخطأ الشديد أن يتشدق المرء بالموضوعية والحيادية في معارك لا تقبل التذبذب والحياد وعلى كل من يمتلك ذرة من إنسانية وذرة من وطنية وذرة من.مبادئ أن يختار الجانب الصحيح فورا دون أدنى تردد وان ينحاز للشعب الجنوبي ومقاومته الباسلة واهدافه وارادته وتطلعاته في معركته المصيرية التي يقودها الانتقالي مع قوى الشر والفساد حتى لو كان في مكون جنوبي آخر على خلاف مع الانتقالي ..

كل من يتحجج بالموضوعية والحيادية في المعارك الأخلاقية الكبرى كمعارك التحرير والاستقلال  هو في الجانب الخطأ بقصد منه أو بغير قصد.
كم كان مارتن لوثر كنج محقا وموفقا عندما قال: إن ــ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة  وأن المصيبة ليست في ظلم الأشرار وإنما في صمت وحياد الأخيار ومثله انيشتاين ايضا عندما قال:" لا شك أن الأشرار في العالم يشكلون خطرا  إلا أن الخطر الأعظم يكمن في الأخيار الذين يقفون محايدين حيال ذلك الشر وفي الاثر المتوانر عن الاجيال المتعاقبة يقولون إن الساكت عن الحق شيطان اخرس فكيف من يقف ضده بحجة الحيادية او بحجة ان دم احدهم على احدهم حرام حتى وان كان احدهم ينكل بالاخر ويقف ضد ارادته ويتآمر على تضحياته ويحرمه من ابسط حقوقه ويحاربه في رزقه وفي اكله وشربه وقوت اولاده..
  إن الوقوف على الحياد في معركة كهذه التي تخوضها مقاومتنا الجنوبية في شبوة اليوم لهو وقوف صريح الى جانب الباطل ضد الحق فالحياد في مواقف وطنية كهذه هو تواطؤ مع المعتدي والمحتل والعابث. ونحن نقول أيضا إن الوقوف على الحياد في معارك التحرير ليس حيادا بل هو موقف سياسي بامتياز ضد ارادة الشعب الجنوبي وتطلعاته.
ما احقر أولئك الذين يكتبون عن فوائد البطيخ ومضار الشيشة على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بينما لا يحركون ساكنا حيال اخوانهم وهم يستشهدون في معارك المجد والحرية والكرامة والتضحية والاستقلال بحجة ان دم الجنوبي على الجنوبي حرام..
الموقف الأخلاقي الحقيقي يتمقل في الوقوف مع العدل ضد الظلم الواضح ومع الحرية ضد الاستبداد البين ومع الاستقلال ضد الاحتلال فمتى يدرك الواقفون على الحياد أنه لا يوجد قيمة لموقف الحياد في القضايا الوطنية المصيرية الكبرى إلا لصالح الظالمين والمحتلين والعابثين والفاسدين والمرتزقة وسارقي احلام الشعوب..