آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


مرتزقة من حيث لا ندري

السبت - 24 أغسطس 2019 - الساعة 12:46 ص

د.سعيد الجريري
بقلم: د.سعيد الجريري - ارشيف الكاتب


درج إعلاميو الشرعية وموظفوها الذين يناصبون إرادة الجنوب الاستقلالية العداء، على ترويج صفات صارت بالتداول والتكرار أشبه بالحقائق التي يتلقفها الإعلام العربي المصاقب، ومن تلك الصفات وصمُ القوات الجنوبية (الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والحضرمية ... ) بالمرتزقة حيناً وبالمليشيات أحياناً آخرى، و يضيفون اللازمة الموسيقية "المدعومة إماراتياً".

وهم إذ يصفون تلك القوات بالمليشيا لا يدركون أنهم بذلك أنما يصفون أغلبية الجنوبيين بالمليشيا، فقلما تجد بيتاً في الجنوب لا ينتمي أحد أبنائه أو أكثر إلى تلك القوات الفتية ذات العقيدة القتالية الوطنية الجنوبية، فأغلب أفرادها هم ممن كانوا في ساحات النضال السلمي أو كان آباؤهم أو إخوتهم أو أقرباؤهم أو أصدقائهم ممن استشهدوا برصاص الأمن المركزي العفاشي أو جُرحوا أو اعتُقلوا أو لوحقوا أو فقدوا مصادر عيشهم بفعل الإجراءات الإقصائية منذ 1994. فهل يريدون أن يقولوا إن أغلبية شعب الجنوب مليشيا؟ إن أفراد تلك القوات مقاومون بالمعنى الثوري، فهل يوصف المقاومون من أجل أوطانهم، في أدبيات الشعوب الحرة، بالمليشيات؟

إن قوات الفدائيين الجنوبيين هي نواة جيش الدولة الجديدة، لذلك فهي تثير الرعب في نفوس أولئك، لأنها العصا التي كان الجنوب مجرداً منها، قسرياً، وهي على نقيض المليشيات أوالمرتزقة، إذا خاضت مواجهة كسبتها، بل حسمتها في وقت قياسي، لا لشيء وإنما لأن عقيدتها القتالية وطنية لا مليشياوية.

بقايا نظام عفاش صدقوا وهمَ أن بإمكانهم في زمن الحرب تصفية قضية الجنوب الوطنية، بخلط الأوراق، فهم لا يريدون أن يصدقوا أن الجماهير الجنوبية العزلاء التي كانت تواجه آلة أجهزتهم القمعية منذ 2007 قد أصبح لها قوات منظمة مدربة تدريباً عالياً، أثبتت الجبهات مستواه، وهي تقوم الآن بتمشيط خلاياهم حيثما وجدت. إنهم في ورطة تاريخية، فقد أوقعهم غرورهم بالشرعية الورقية في شر أعمالهم: أن من كانوا يلاحقونه وهو أعزل، صار يلاحقهم الآن بقوة الحق والإرادة ثم السلاح.

قال شوقي عبدالرقيب القاضي، عضو برلمان الشرعية النازح، لإحدى القنوات الفضائية: يوجد في الجنوب 90,000 مرتزق إماراتي (!!)