آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:58 م

كتابات واقلام


قراءة تحليلية لمليونية الوفاء

الجمعة - 06 سبتمبر 2019 - الساعة 03:35 م

د.جواد مكاوي
بقلم: د.جواد مكاوي - ارشيف الكاتب


اظهرت جماهير المحافظات عدن ولحج وأبين بحضرها المتميّز يوم الخميس الموافق 5/9/2019 رد الجميل وكلمات الشكر بما تحمله من معاني في المعاجم العربية لدول التحالف عامة وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية الشقيقة أكان ذلك في شارع مدرم (الرئيس) في محافظة عدن .. أو في ساحة القرار قرارنا في المكلا محافظة حضرموت تلك الجماهير رفعت رايات الحب والوفاء للإمارات ولنتذكر ماذا عملت الإمارات..
في 26/3/2015 كل المعسكرات المحيطة بعدن تآمرت ووقفت مع الغزو الحوثي وكل الخلايا والعملاء والخونة الذين عاشوا بيننا قاموا قومة رجل واحد وطعنوا عدن من الخلف !!

لقد سقطت عدن وأظلم الكون أمامنا !!
أنهار الشعب كاملا وشلت الحركة بل أن الرجال في ذلك اليوم بكوا قهرا وحزنا وكمدا وهم يَرَوْن مدينتهم تجتاحها مليشيات طائفية همجية ستستبيح الأعراض وتهين الرجال وتستعبد القوم وتأخذنا جميعا ونصبح من أملاكها !!

في ظل هذا التخبط والارتباك والفوضى خرجت المقاومة هنا وهناك بسلاح قليل لا يقوى على الصمود لفترة طويلة ، كانت جحافلهم بالآلاف تتقدم من كل الجبهات من لحج وأبين وعمران وكلما قتل منهم عدد كبير عاد مثلهم وأكثر كانوا يريدون إنهاء الأمر بسرعة مهما كلف الأمر ، بدأت المديريات تتساقط حتى وصلوا الى التواهي والنَّاس في حزن شديد بين مكذب ومصدق وهم يعلنون في قنواتهم أن قواتنا انتصرت وانتهى الأمر ، يا لها من أيام سوداء لا تنسى !!
أنتهت ذخيرتنا و استشهد شبابنا الابطال وهم يدافعون بكل قوة وصمود لكن عدوهم كان أقوى عدة و عتاد وجاهز لهذه اللحظات فعدو الداخل من الخلايا النائمة كان أقوى من القوة المداهمة المتقدمة !!

كثيرون اعلنوها صراحة أن الأمر إنتهى وسقطت عدن مجددا فقط عامل وقت ولابد من التسليم بالأمر الواقع والخضوع لهذا العدو الغاشم او نهرب عبر البحر كما أعلن عفاش !!
كانت نداءات الاستغاثة تخرج من عدن ترتفع بألم وحرقة وقهر ، تدمرت البلد وقتل الشعب ولم يبقى سوى قاب قوسين او أدنى من السقوط النهائي وإعلان بيان نصرهم علينا !!
ثم جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بكل ثقلها ومالها ورجالها ونحن في الرمق الأخير وكأنها يد امتدت من السماء تنقذ الشعب من السقوط في الهاوية .
جاء أبناء زايد بطائراتهم التي صبت حممها على الغزاة ، جاءت الإمارات بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها التي أحرقت الأرض من تحت أقدام العدو ، جاءت الإمارات ملبية نداء العقيدة و الأخوة والنخوة ونزل رجالها شوارع عدن ملتحمين بالمقاومة المنهكة قائلين لهم أثبتوا نحن معكم حتى النصر ..
يا الله ما أروعها من لحظات عندما كنّا نرى عرباتهم المدرعة تنزل الى السواحل وعندما كنّا نرى بحريتهم تحرق اي تقدم وعندما كان اللواء طيار رشاد السعدي ومريم المنصوري تحوم طائراتهم وتدمر كل شيء يتحرك لتعزيز قوات العدو ، جاء السلاح الحديث للشباب وجاءت الأموال وجاءت بواخر الدعم وجاءت المواد الغذائية والدوائية للجبهات ، صمد الشعب وارتفعت معنويات المقاتلين لم يصدقوا مايحدث كيف تحولت الأمور لصالحنا ، ولسان حالهم يقول يارب لك الحمد وشكرا

للامارات كل الشكر والتقدير ..
أرتفعت الاعلام الأماراتية فوق البيوت والسيارات والمحال والمساجد بل ان ابناء عدن كانوا يتباهون به ويشترونه بأسعار غالية ، عشق الشعب الجنوبي الإمارات وخصوصا عندما شاهدوا وجه لوجه أخلاق وتواضع الجيش الإماراتي وكيف كان يتعامل معهم بكل حب وود وتواضع ورحمة ..

أنتصرت عدن ومتزج الدم الإماراتي بالجنوبي في ملحمة عربية تاريخية الاولى من نوعها منذ عقود طويلة وقطعت يد إيران وهزم العدو الغاشم شر هزيمة وحينها عمت الأفراح وخرج الشعب مبتهلا لله رافعا صور قادة الإمارات والمملكة العربية السعودية وبكى الجميع فرحا وكل ذلك مر كأنه حلم لم نصحوا منه حتى الآن !!
فهل بعد ذلك نتسأل ماذا قدمت الامارات لنا !

هل أخلاقنا وقيمنا تجعلنا ننسى او نتناسى او نتجاهل ونقول ماذا فعلت الامارات !
هل اصبحنا ناكري المعروف والجميل في امر كاد ان يجعلنا عبيدا مدى الحياة بسبب نقص الخدمات التي تسبب بها عفاش ورجاله !!
شكرا دولة الإمارات العربية الشقيقة لتلك المواقف الشجاعة والمواقف الأخوية والتاريخية.

*نائب مقرر الجمعية الوطنية.