آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:43 م

كتابات واقلام


الجنوب شعب جبار لا يعرف الصمت والخنوع!

الإثنين - 09 سبتمبر 2019 - الساعة 11:42 م

علي منصور
بقلم: علي منصور - ارشيف الكاتب


المتابع لتطورات المشهد السياسي والعسكري للازمة اليمنية ، التي تستكمل عامها الخامس ، دون حسم امرها لا ملحليا ولا واقليميا ولا دوليا .. يساوره القلق من خطورة تداعيات تلك الازمة والحرب وانعكاساتها الخطيرة على الحياة العامة لليمنيين جميعا ، شمالا وجنوبا ، وتدهور الامن والسلم الاجتماعي والاستقرار المعيشي لعامة الناس ، رغم وضعها تحت سلسلة من الاجراءات والعقوبات الدولية والاقليمية ، غير المجدية نتائجها حتى اليوم ، كقرارات مجلس الامن الدولي واهمها 2016 تحت الفصل السابع ووضع اليمن تحت الوصاية الدولية ، وقرار دول مجلس التعاون الخليجي بتشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ، والاعلان عن انطلاق عاصفة الحزم مطلع العام 2015م والتي ما زالت عملياتها القتالية مستمرة وحتى اليوم ،
الى جانب بعض المساعي والاجتهادات الدولية والاقليمة ، البطيئة والمملة ، وعدد من اللقاءات التفاوضية الثنائية المتعثرة ، الغير ملزمة لاي طرف من اطراف الازمة ، واخيرا .. ما يتردد من مساعي ومبادرات لبعض القوى المؤثرة ، لحث جميع الاطراف للعودة الى الحوار السلمي ، والقبول بخيار الحل السياسي السلمي للازمة ووقف الحرب.

ما يجعل المتابع لتطورات الازمة والحرب اليمنية الذي ما زالت تراوح مكانها ، تساوره الشكوك عن ما هو ابعد من الحلين .. اكان العسكري منها ام السياسي ، كحل العلاج بالصدمات ، الذي قد يقبل به كافة المتنازعين في اليمن مكرهين .. ويرى ان هناك مشاريع عملاقة وابعاد خفية ، تقف خلف هذه الحرب اللعينة ، يراد لها ان تتحقق مسبقا والقبول بها كامرا واقعا ، وان كانت اشبه بالجراحة القيصرية المؤلمة ، كثمنا للتسوية السلمية ووقف الحرب ، على اليمنين شمالا وجنوبا دفع ثمنها الباهظ ، باكثر من شمال واكثر من جنوب .. وما خفي كان اعظم.

وما مواجهات قتال الكر والفر في معركة الحديدة ، التي صارت ايقاعاتها يتحكم بها العامل الخارجي ، الا انموذجا منها ، عليه اكثر من علامة سؤال.

وما شهدته العاصمة عدن والمحافظات المحررة من صدامات مسلحة واحداث مؤسفة ، بين قوات موالية للنظام الشرعي والمجلس الانتقالي المواليين والشركاء الفعليين للتحالف العربي ، وتحديدا للسعودية والامارات ، الذي انهوا الاسبوع الماضي لقاءات غير مباشرة في جدة بدعوة ورعاية سعودية .. بارك نتائجها الغامضة .. بيان مشترك سعودي اماراتي غامض هو الاخر .. اهم ما تظمنه التاكيد على استمرار الحوار بين الطرفين ورفض اي تصعيد عسكري .. ما يفهم منه وما سبقه من معالجات للازمة اليمنية.. مجرد (فلتارين) مهدئ .. ليس الا .. ؟!

فما يعاني منه اليمنيين من تداعيات هذه الحرب المغلوب على امرهم فيها تزداد كل يوم سوءا .. واوضاع الجنوب "المحرر" تحديدا ، هو الاخر من سيئ الى اسوأ .. ولا اظن انه من مصلحة قيادة النظام الشرعي والمجلس الانتقالي والتحالف العربي ان يتهربوا من مسؤلياتهم تجاه الشعب الجنوبي ومطالبه الضرورية المشروعة ، ومعاناته اليومية ، من امن واستقرار وخدمات عامة .. كهرباء وماء ووقود وغذاء ودواء ، وعمل ومرتبات ، لا يعفى منها اي من يتصدر المشهد السياسي والعسكري في الجنوب ، شرعية او انتقالي ، وما قد تحمله الايام القادمة من ردود فعل شعبية غاضبة .. لا سمح الله .. فالشعب الجنوبي شعب عظيم وجبار ، لا يعرف الصمت والخنوع .. والجوع كافر ؟!

وايضا ليس من مصلحة دول التحالف العربي ، واهداف دول عاصفة الحزم ايا كانت تلك الاهداف .. ان تخسر ولاء وتعاطف اهم سند ميداني وقوة وارض .. تنطلق منها عملياتها الحربية في معركتها المصيرية لمواجهة مليشيات الحوثي المتمردة والمد الفارسي الايراني وتهديداته لأمن دولها والمنطقة بصورة عامة.

فعلى النظام الشرعي والمجلس الانتقالي والتحالف العربي ، ان يتحمل كل منهم مسؤلياته وعدم رميها على الاخر .. فالشعب الجنوبي الذي ما يزال يرفع صور (هادي والزبيدي وسلمان وخليفة) شعب جبار لا يعرف الصمت والخنوع !