آخر تحديث :الخميس - 18 أبريل 2024 - 12:08 م

كتابات واقلام


كيف تشكل خطر الاخوان في اليمن ؟

الجمعة - 27 سبتمبر 2019 - الساعة 10:45 م

صالح علي الدويل باراس
بقلم: صالح علي الدويل باراس - ارشيف الكاتب




✅استلمت دفة الحكم في اليمن والجنوب العربي خلال العقود الماضية نخب شعاراتية لاتفرق بين فلسفة السلطة ووظيفتها فالامن والمؤسسات والجيش وحتى الرفاهية من ضمن مسؤوليات السلطة ووظيفتها واختلف اسلوب النظامين في استثمار الاخوان
ففي اليمن كان الاخوان من مكونات السلطة في كل مراحلها حتى اواخر حكم عفاش وانهم حسب اليدومي " حزب الرئيس وقت الشدة " وفي الجنوب العربي كانت تجربة متطرفة لم تفرق بين التدين العام والحركات الفكرية فلما افلت تجربتها انطلقت مجاميع كبيرة من الجنوبيين لاقتناء تلك المنتوجات الفكرية والحركية نكاية عما حرموا منه ولانها كانت تعتقد.انها دين لعدم وجود البديل الترشيدي.
اما فلسفة السلطة فهي الاجابة على سؤال ، كيف تخطو بشعبها الى المستقبل؟ وكيف تضع الاستراتيجيات والخطط للوصول اليه؟


✅هذا السؤال وما يترتب عليه لم يطرا على تفكير اي سلطوية في تجربة الجنوب وتجربة اليمن قبل الوحدة ولا بعدها فجاءت الاسلامويات الحركية وابرزها الاخوان ومشتقاتها الارهابية فاستغلت روح المجتمع المسلم لتؤسس ذاتها فيه وانها الاسلام لاسواها، فسلحوا المجتمع بالعنف الفكري التكفيري اولا الذي تحول فيما بعد الى اعمال عنف وتفجيرات ونصبوا انفسهم مفاوضا عن المجتمع بينما السلطة كانت مشغولة بتامين الكرسي من الانقلاب!!
✅ ارتاحت السلطة طيلة العقود الماضية للتيارات الفكرية الاخوانية فهي احد قوابضها المهمة للمجتمع وهي حالة تعايش لم تتعايشها السلطة مع اي تيار وطني او قومي او اشتراكي وهي تيارات نخبوية مثل السلطة تبحث عنها !! فاستقوى الاخوان لانهم استمدوا قوتهم من حاضنة ظلت يشكلها الاخوان بمعزل عن بقية القوة سواء في المساجد او الجمعيات الخيرية او التدريس الديني ولا يوجد لها من ينافسها او يرشد خطابها .
✅نشط الاخوان في اربعة مجالات استراتيجية هي الدعوة والسياسة والتعليم الديني الموازي لتعليم الدولة والجمعيات الخيرية والاغاثية وانحصر دور السلطات في محاربة مشروعها السياسي بينما تركت للاخوان المجالات الثلاثة وظلت خلال اكثر من سبعة عقود ومازالت تدير هذه النشاطات
في كل بلاد العالم توضع قوانين لتنظيم عمل الجمعيات وتمنع استغلال الحاجات الانسانية للناس لاجل مشروع سياسي وايضا يتم تنظيم قوانين للتعليم الموازي ووتوضع مناهج تشرف على وضعها جهات يهمها ان لاتتشكل من هذه المخرجات ضررا مجتمعيا
لكن ما حصل في مخرجات المدارس الدينية سواء الاخوانية او السلفية او الحوثية كلها مخرجات غير منضبطة تجاه الاخر وتتميز المدرسة الاخوانية بان المخرحات المضطربة اشد قتامة تجاة الحاضنة المجتمعية التي تدعي الانتماء لها بل وصلوا لتكفيرها او انها جاهلية او بعيدة عن الاسلام في التطبيق فخرج منها جيل اخواني لايرى مجتمعه الا من خلال تلك الثلاث الروىء
ان البعض يبسط الوضع وان ‏تفجير الحروب وتدمير الأوطان وقتل وتجويع الشعوب عامل خارجي فقط وانه أسهل من إرساء السلام وترسيخ قيم التعايش وبناء الدول بينما الحقيقة ان تفجير الحرب هو تعبير عن ازمة مخرجات تعليمها التي اختنقت فانفجرت

✅الاشكالية ان الاخوان لايقودون ولا ينقادون هم ازمة بحد ذاتهم يريدون تسيير السلطة والتحلل من فسادها وسلبياتها..الخ خاصة بعد الانقلاب فهم كانوا متعودين معاملة ملكية مدللة من صنعاء طيلة تاريخهم لم يتعرضوا لما تعرض له الاخوان في البلاد الاخرى بل كانوا ممسكين الملف الامني وبنحكمون في زنزانات التعذيب في اليمن !! والان بدوا يطبقون نصيحة حسن البنا عن" المظلومية فهي كما اوصاهم الوسيلة التي تواجهون بها العالم وهي مقنعة جدا للشعوب وتتملصون بها من اي هجوم " فتراهم يوزعون مظلوميتهم تارة على الحوثي واخرى على مشروع استقلال الجنوب وتارة على التحالف مجتمع واخرى على الامارات ويتظلمون من الارهاب وهو اجنحتهم...الخ والهدف ان يخلقوا للتحالف " دربكه" فلن يقنعهم الا ان تسير دول التحالف بطريقة التدليل الملكي الذي كانوا يحصلون عليه خلال تاريخهم مع شراكة علي عبدالله صالح لعقود.
✅ حرب التحالف التي جاءت كرد فعل عن تهديد امنها الوطني بدرجة اساسية لكنها وقعت في فخ الشرعية المهترئة ، شرعية لم يخرج من مؤسساتها الا الرئيس وعمامته ونائبه لاداعي لذكر حالة خروجه!! وانحازت كل مؤسساتها العسكرية والامنية والمدنية مع الانقلاب ولم يلتحق كلهم بشرعية هادي الا بعد عمليات التحالف وكل العالم راى الصورة كيف تكالبت اليمننة على لواء حرس رئاسي ولم يخرجوا حتى بسلاحهم الشخصي وجريمتهم انهم جنوبيون وحراس الرئيس !!
ثم قام الاخوانج بالالتحاق به وشكلوا مؤسسته العسكرية والسياسية ويقولون شرعية.
‏في مقابلةللاخواني السابق الخرباوي قال ان"توجيه مرشدالاخوان التلمساني خلال حقبةالسبعينات وتبعه مصطفى مشهور بان يكون للتنظيم في الكويت ثلاث حركات اي ثلاثة " تنظيمات" ومكتب تنسيق بينهم" هذه شهادة من اخواني ترقى في مراتبهم.الكويت تحلب لهم ذهب ونشاطهم فيها حر!! شكلوا فيها ثلاث حركات ومكتب تنسيق لتمويه عملهم ونشاطهم !!
فكيف حالهم مع مؤسسات شرعية "منصور"المدنية والعسكرية التي حين سالوه لماذا تغلغل الاخوان في اليمن؟
اجاب : ان الشعب اليمني فقير والاصلاح يقصد اخوان اليمن ،يدفعون ليحصلوا على الاصوات !!! هذا ايام مضحكة ديمقراطيتهم فكيف بهم في تراجيديا الحرب؟
شي طبيعي ان يتغلغوا في الشرعية ويهيمنوا على مفاصلها لانها موبؤة بالفساد ويصبح التحالف منقاد للاخوانج باسم سيف الشرعية الورقي الذي يشهرونه كلما احسوا ان مراقبة دورهم في الحرب تتضح للتحالف

✅ الاخوان جماعة لها علاقة متينة بالماسونية قال عنها الاخواني السابق ثروة الخرباوي:
"لانني لو كنت عام ٢٠٠٣ تكلمت عن "الاخوان" على انهم جماعة ماسونية من ذا الذي سيصدقني خصوصا ان كبار الساسة وقيادات الراي العام من مختلف التوجهات كانت تصلي خلف مرشد الجماعة ؟!!"
الخطر ليس في ابعادهم عن السلطة فهذا مقدور عليه فما زالت في مؤسسات المجتمع من تعرف خطرهم وستحاربه وتحول دون تحقيق تمكينهم الخطر في عدم محاربة نشاطهم الذي يحتكر مجالات مجتمعية لها علاقة بالمواطن خاصة في ظل الحرب والفقر هي مجالات التعليم الديني الذي هو مجال نشاط حركي اخواني باسم الدين ولا توجد حتى اليات لترشيد دورهم في هذا المجال وكذا مجال الاغاثة وسيطرتهم عليها فالمجالين الى جانب المجال الوعظي "ارض بيضاء" يؤسسون انهم ممثلوا المجتمع والناطقين باسمه

٢٧/سبتمبر/ ٢٠١٩م

صالح علي الدويل