آخر تحديث :الأربعاء - 08 مايو 2024 - 02:33 ص

كتابات واقلام


الحلاب الأعظم ترمب .. يوقع اردوغان بالفخ

الخميس - 17 أكتوبر 2019 - الساعة 04:22 م

احمد سعيد كرامة
بقلم: احمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


في البداية يعطي ترمب الضوء الأخضر لاردوغان بإجتياح الشمال السوري بحجة تامين المنطقة الآمنة داخل العمق السوري ومحاربة الإرهاب ( اكراد سوريا ) وكلها ذرائع واهية ، تخفي وراءها اطماع توسعية وحلم الأتراك بالعودة لامجاد الماضي التي لن تعود .

وقعنا بالفخ كأردوغان بسبب الإنسحاب الأمريكي من مواقعه بمناطق سيطرة اكراد سوريا ( قوات سوريا الديمقراطية ) ، تلك الطريقة اوحت لنا والعامة من الاكراد وحتى أعضاء مجلس النواب الامريكي والشيوخ وبعض من رموز الحزب الجمهوري الامريكي أن أمريكا تخلت فجأة عن شريكها وحليفها الكردي كما صنعت مع إقليم كردستان العراق وحليفها مسعود البرزاني ، وقد تكون تخلت عن الأكراد أو ورطت الأتراك بالاكراد .

تسارع الأحداث والتطورات وردود الأفعال العربية والأوروبية والعالمية المنددة للغزوا التركي غيرت من موقف ترمب ، وجعلت ترمب يضحي كعادته بحلفائه ، وهذه المرة كان التخلي من نصيب اردوغان بعد توريطه عسكريا ودخوله مستنقع اكراد سوريا ، يعتمد الجيش التركي على الدبابات الألمانية بشكل رئيسي ، كما يستخدم المقاتلات الفرنسية وغيرها من الصواريخ والذخائر التي تستخدم في معظم المقاتلات التركية ، وهاتان الدولتان اعلنتا وقف بيع وتزويد تركيا بالسلاح والذخائر ، كما انظمت هولندا وإيطاليا والتشكيك لقرار الحظر على تركيا ، وهنا سيعاني الجيش التركي كثيرا .

ستحذوا أغلب الدول الأوروبية حذو ألمانيا وفرنسا ، وبالتالي سيتخلى حلف الناتو عن عضو فاعل بالحلف( تركيا ) وتركه وحيدا يواجه مصيره المجهول ، يعني ذلك عمليا أنه تم تجميد عضوية تركيا من إتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين أعضاء حلف الناتو .

اكراد سوريا ( قوات سوريا الديمقراطية ) إستفادو من أخطاء اكراد العراق القاتلة بالاستفتاء الاخير ، ولقن اكراد سوريا الجميع درسا قاسيا بدعوة قوات بشار الأسد ( الجيش السوري ) بدخول الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الاكراد منذ خمس سنوات تقريبا ، وتم إستقبال الجيش السوري من قبل اكراد القامشلي كفاتحين ( أعداء الأمس أصدقاء وحلفاء اليوم ) والسماح بإنتشار وسيطرة الجيش السوري على جميع مناطقهم إلى الحدود السورية التركية .

خلال الأيام القليلة القادمة سيعقد لقاء كردي سوري مع القيادة السورية لوضع إتفاق ينهي الخلاف والعداء بين الطرفين ، وبالتالي اردوغان خسر كل شيء دفعه واحدة بسبب غروره ومحاولته الخروج من إنقسامات حزبه وخسارة بلدية إسطنبول و غيرها من المدن التركية الكبرى لصالح المعارضة ، محاولة فاشلة لتوحيد الداخل التركي عن طريق فوبيا الأكراد والقضاء عليهم ، وسيدفع اردوغان ثمنا غاليا .

سنشهد الانهيار الأعظم لليرة التركية وسقوط الخليفة الإخواني اردوغان بالقريب العاجل بإذن الله تعالى ، من خلال إنقلاب وشيك للجيش التركي الذي يعتبر حارس الجمهورية الاتاتوركية العلمانية ، وبالتالي سيسقط التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بعد سقوط ملاذهم الأخير تركيا ، وستمهل السلطات التركية جميع رموز وقادة وأعضاء التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بمغادرة أراضيها ، وستعود العلاقات التركية العربية لسابق عهدها ، مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية .