آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:43 م

كتابات واقلام


المطلوب إزالة العشوائي لا وقفه

الأربعاء - 04 ديسمبر 2019 - الساعة 10:40 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


دأب السابقون واللاحقون من مسؤولين ثابتين وعابرين، أساسيين ومؤقتين، شرعيين ومعارضين، على الخروج على الناس كلما زاد حمى العشوائي والسطو على الأراضي والبناء داخل وفوق وبجانب الآثار التاريخية من صهاريج وسدود وأسوار وقلاع وشواطئ ومتنفسات .. صارخين متوعدين بوقف البناء العشوائي، ورغم بخس الحملات المكلفة بوقف البناء المزعوم ومحدودية تحركها وسرعة لملمة شماطيرها من آليات وأطقم وكاميرات تصوير فيديو وفوتو جراف ودعوة الصحف و (الصحافيين) لمرافقة الهرولة في اتجاه بعض أكوام البردين المشكوك في ملكيتها لأي من البنائين العشوائيين.
نجد زيادة الإقدام على البسط وتوسعه وتجاوزه لكل الخطوط الحمراء المتعارف عليها بحيث تشمل هذه المرة وبشكل سافر ومركز على الفراغات المتبقية واغلاق المسالك الضيقة وتحويل المعابد وحرم كل أثر إلى مبانٍ كلٌّ باستطاعته وبقدرته ومكانته.
ففي الوقت الذي يعلن فيه مسؤول سياسي أو أمني، إلى اخيار الناس، عن اتخاذ اجراءات حاسمة بوقف لا إزالة البناء العشوائي وتحرير صدور الناس وأنوفهم ومرمى عيونهم من زيادة مخرجات هذه المباني العشوائية من قمامات ومجارٍ سائبة من المنتج إلى الشارع.. يتحول هذا الاعلان الذي يتصدر نشرات الأخبار وصفحات الصحف بقيام حملة لوقف طبعاً لا لإزالة البناء العشوائي وكسر شوكته وتحرير الناس من قرفه وإرهابه ومساوئ عواقبه على الانسان والحياة والحاضر والمستقبل، إلى إعلان صريح لدعوة المتجاسرين على القوانين والأنظمة المكلفين بتعويق هذه المدينة وتحويلها إلى مكب نفايات وتخلف، ومساواتها بأسوأ القرى افتقاراً للجمال والنظافة والنظام والتحضر كي يواصلوا مشوارهم الذي بدؤوه لا في اكمال وتوسعة والمتاجرة بما قد سبق لهم أن اخضعوه لسلطانهم ولفرماناتهم الأشد قوة ومضاء، وإنما إلى البدء في الانتقال إلى مربعات سطو أكثر إيلاماً وأكثر عبثاً وأكثر تشويهاً للمدينة عدن المهدد لاستقرار وبقاء وانتماء الانسان لها.
فمتى يعلم ويدرك هؤلاء المسؤولون بمختلف تخصصاتهم وأيام سعدهم وانحدارات انتمائهم، أن الشارع في عدن قد بات يدرك الرموز المستخدمة الموجهة ضده من قبلهم، ومتى سيعرفون ان القاصي والداني قد بات يعرف ويعي ويستوعب تماماً ان صدق مواجهة البناء العشوائي والسطو على الممتلكات والأراضي لا ولن يحل بتشكيل وتنظيم تلك الحملات البائسة بقصد وقفه وانما يكمن في اتخاذ قرار صريح في البدء بتحديد البناء العشوائي والسطو والعمل على ازالته واقتلاع جذوره ومعاقبة ومحاسبة كل من أقدم عليه وتعامل معه.
فهل نصبح غداً على اجراء يقضي بإزالة ومعاقبة جحافل البناء العشوائي بدلاً من تسيير حملات جوفاء تصدر جعجعة دون طِحن تحت مسمى وقف البناء العشوائي؟!