آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 12:00 ص

كتابات واقلام


كلا لن تمروا… فلم تصروا. . ؟

الإثنين - 09 ديسمبر 2019 - الساعة 01:10 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب



مرارا وتكرارا سيحاولون اسقاط سيناريو ١٩٩٤م على الجنوب ، جهود مستمرة واساليب وتوجهات متنوعة ، فتارة باسم الوحدة واخرى باسم الحوثيين وأخيرا وليس آخرا باسم الشرعية بحجة انهاء التمرد والانقلاب الذي نفذته مليشيات تابعة للامارات على اعتبار ان الامارات محتلة والانتقالي مليشيات انقلابية على الشرعية كلها مبررات تضليلية تشبه بعضها بعضا في الدوافع والمبررات ، ففي ١٩٩٤م كانت الحرب ضد الردة والانفصال وفي ٢٠١٤م كانت ضد الدواعش وانصار الفار هادي واليوم وفي ٢٠١٩م تعد العدة لغزو عدن بغرض فرض الشرعية وانهاء الانقلاب عليها من قبل الانتقالي وفي كل هذه الحروب الظالمة لم تمر فوق رؤوس الجنوبيين مهما دارت رحاها وطالت أمدها فما تلبث رياح الجنوبيين تثور على البغي فتقتلعه من جذوره وتستأصل شأفته وتنهي حضوره وتواجده في ارض الجنوب ولم يدم على ترابها بغي ولا عدوان ، فلقد انقشعت غمة الاستعمار البريطاني بعد اكثر من ١٢٩ عاما وانتهت ، وغابت شمس بريطانيا في عدن واشرقت دولة الجنوب في عالم الوجود وهي التي اغرقها ابناؤها المخدوعون بالوحدة والقومية والعروبية دون تبصر او روية ليمدوا ايديهم الى الاغلال في يد الجار الشقيق فيقيدهم بها ويندمجون معه في دولة واحدة اكلتهم والتهمت زمنهم ربع قرن لا لون لهم فيه ولا طعم ولا رائحة للجنوب في ارضه وعلى خارطة الجغرافيا الانسانية لم تمر هذه الذكريات المؤلمة ولم تدم طويلا فكما انتهت حقبة الاستعمار البرطاني لحقت بها حقبة الاستعمار اليمني الذي انطفأت شمعته في جنوب الجزيرة العربية ولفظته سواحلها الممتدة من باب المندب الى حوف في المهرة وفي جزيرة سقطرى ليزول حلم عودة الفرع الى الاصل فليس امامهم الا ان يغيروا استراتيجية المرور نحو الجنوب والذي صار مستحيلا بالوجه اليمني واللون واللسان
فلم ولن يمروا نحو الجنوب بعد اليوم على الاطلاق ، فلهذا وبسبب اصرارهم على بسط نفوذهم وهيمنتهم على ارض الجنوب وثرواته ومقدراته فليس امامهم سوى ان يغيروا استراتيجية المرور فيلبسوا ثوب الجنوبيين والوانهم والسنتهم ويضعون اسلحتهم بيد الجنوبيين ممن وجدوهم على طريق التسهيل والتيسير للمرور ممن ليس لهم هوية جنوبية يفاخرون بها أو يستميتون من اجلها ولا يتنفسون روح الانتماء الوطني للجنوب ممن وجوههم متلونة واشداق افواههم متدلية والسنتهم اللاهثة لاتستقر بمكان وايديهم تتسول في كل حين وتتوسل في كل امر مهين من رضيوا لانفسهم ان يقودوا افيال ابرهة السبئي نحو بيوت اهاليهم في الجنوب واوهمو ناسهم واقاربهم بالفارس العظيم لحصان طروادة الذي تنسل من تحته مؤامرة الاجتياح والغزو السبئي المأربي للجنوب كلا لن يمر هؤلاء ايضا مهما اصروا فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله فكما رد رب البيت العتيق افيال ابرهة الاشرم . فإنه بحوله وقوته قادر على نصر الجنوبيين المظلومين في جنوبهم وهم يذوذون عنه ضد أقيال الغزو السبئي المأربي بسائقي الاقيال من الجنوبيين سيردهم الله خائبين خاسرين وهم يمكرون لنا ويخدعوننا بابنائنا الجنوبيين وضعوهم في واجهة الغزو كي يمروا من بين ايديهم ومن خلفهم . لن تنطلي علينا هذه الفبركات والمغالطات لم ولن تمروا مهما تصروا فلقد اغلق الباب في وجوهكم نحو الجنوب وعاد البيت الجنوبي لمالكه الحقيقي وهو شعب الجنوب ولن تجدوا فيه بعد اليوم بياعا لمال الجنوبيين عليكم وعلى غيركم وحتما ستقطع يد كل سارق نهب مال الجنوبيين وعرض بشعب الجنوب في سوق النخاسة وهو يجرؤ على ان يقود اقيال ابرهة السبئي ويعتلي صهوة حصان طروادة من تحته السبئيين ليمر بهم فوق اهله وناسه وشعبه في الجنوب كلا والله لن تمروا .. فلم تصروا.