آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


جنوبيون ولكنهم اشقياء !!

الأربعاء - 11 مايو 2016 - الساعة 06:12 م

د. عبده يحي الدباني
بقلم: د. عبده يحي الدباني - ارشيف الكاتب


إن المتأمل في معاناة شعب الجنوب في تاريخه المعاصر إلى يومنا هذا - يرى أنه مر بمراحل عصبية وتعرض لعدد من المؤمرات والإخفاقات والحروب والدمار والنهب والسلب وطمس للهوية ومصادرة للحرية والكرامة. وأمام كل تلك المحن والتحديات والصعاب ظل شعب الجنوب صامدا صابرا ومناضلا سالكا كل الطرق النضالية في مجابهة صنوف العدوان فدعا إلى مبدأ التصالح والتسامح بين كافة أطياف الشعب الجنوبي التواق إلى الحرية ونهج طريقة النضال السلمي في ثورته الشعبية التحريرية متوجا نضالاته بصد العدوان ومقاومته وطرده من أراضي الجنوب. إن قضية شعبنا اليوم تمر في المرحلة الحاسمة مرحلة بناء الدولة الجنوبية الحديثة واستعادة كافة أراضيها وسيادتها والدفاع عنها بكل غال ونفيس ...لكن هذه المرحلة ليست بالسهلة فالأعداء متربصون بشعبنا عن كثب يعدون العدة ويتأمرون ويمكرون ليلا ونهارا في سبيل إفشال تلك الانتصارات العظيمة ولا عجب في ذلك فهم أعداء وهذه سباستهم الماكرة والمتربصة ؛ لكن الذي يحز في النفوس ويجلب الهم أن هناك جنوبيين من أبناء جلدتنا ابتلانا الله بهم وبخساسة أعمالهم حين أصبحوا أدوات في يدي عصابات عفاش والحوثي وبيت الأحمر ..ويهرولون وراء كل وراء ناعق دون أن يراعوا مصلحة شعب الجنوب او حتى مصلحة ابنائهم أشخاص اتصفوا بالخيانة والعمالة والتبعية والارتهان والارتزاق للاعداء واصبحوا عبيدا لاسياديهم مقابل حفنة من المال باعوا دينهم وأرضهم وقضية شعبهم ودماء الشهداء ويسعون دوما إلى عرقلة مسيرة كل الجنوبيين وطموحهم المشروع ' فتعددت أساليبهم العدوانية بين الحرب الإعلامية وشن العمليات الإرهابية والإجرامية الجبانة وتعطيل شريان الحياة ونهب الأموال العامة والخاصة وقطع الطرقات واحتضان العناصر الخارجة عن القانون وإثارة الرعب في الأحياء السكنية وممارسة الفوضى والعنف ضد كل أبناء الشعب الجنوبي والتهريب والمتاجرة بقضية شعبنا في اسواق السياسة الرخيصة. لقد اضحى الجنوبيون يحرسون ما نهبه الشماليون في عدن وفي غيرها ويدافعون عن تلك المصالح غير المشروعة وكلما اشتدت وتيرة النضال والعمل ضد العدوان بكل أشكاله انبرى لنا جنوبيون يتخرصون ويدافعون عن الباطل ضد مصلحة وطنهم وشعبهم. كل تلك الأعمال التي تقوم بها تلك العصابات الإجرامية تعد خيانة عظمى للدين والوطن والإنسان وقضية شعب الجنوب. إن شعبنا الجنوبي لا يبالي في مجابهة العدوان بكل أشكاله فقد جربه الأعداء في ساحات النزال وكانت الغلبة والنصرة له، وأنه من المؤسف حقا أن تكونوا انتم أيها المتواطئون مع الأعداء حجرة عثرة أمام تطلعات شعبكم وهذا لا يعني أن نستسلم لكم وتقف مكتوفي الأيدي عند رغباتكم الشيطانية ؛ بل ان لشعبنا العظيم كرة أخرى مع كل من تسول له نفسه الوقوف ضد إرادة الشعب الحرة، ان شعبنا يدعوكم مرارا ان تعودوا إلى صفوف شعبكم ...فهل آن لكم ان تنفضوا جناح العمالة والارتزاق على حساب شعبكم الصابر المناضل من أجل حريته وكرامته. انه نداء من القلب وانطلاقا من قوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عدواة كأنه ولي حميم) ..أفلا تنظرون إلى أبناء العربية اليمنية كيف يشد بعضهم بعضا ويتعاونون على الإثم والعدوان ولا يبيع بعضهم بعضا ..انظروا إلى محافظاتهم ومدنهم كيف يحافظون عليها ولم نسمع عن اي اغتيال او تفجير سيارات مفخخة في شوارع صنعاء او اي محافظة اخرى مقاومتهم المزعومة عام كامل ولم يتقدموا شبرا واحدا نحو صنعاء ..عشرون عاما مضت من احتلال الجنوب هل استطاع مقاوم جنوبي أن يرفع صوته في صنعاء هل يستطع جنوبي واحد ان يحول بيته في صنعاء إلى مخازن للسلاح او حتى يحمل سلاحه الشخصي في محافظات االعربية اليمنية؟؟. ..فكيف سمحتم انتم لانفسكم ان تحولوا مدن جنوبكم الحبيب الى مدن أشباح تدمرون كل شيء جميل فيها؟ كيف سمح لكم ضميركم ان تزرعوا الموت في كل مكان وتوزعون أشلاء أبناء شعبكم تتطاير في الطرقات ..وصيرتم بيوتكم ومحلاتكم التجارية واسواقكم إلى أوكار للإرهاب ومخازن للسلاح وصنع السيارات والدراجات المفخخة ...فهل آن لكم ان تخرجوا من قوقعة الذات وتعودوا إلى جادة الصواب فكل الجنوبيين يستطيعون ان ياكلوا من فوق رؤوسهم في ارضهم وليسوا محتاجين لهذه الوسائل الرخيصة للكسب والعيش. يتطلب اليوم منا جميعا أن نقف صفا واحدا في مواجهة العدوان وأعوانه وأنصاره وخلاياه النائمة هنا وهناك ...يتطلب من كل فرد ان يستشعر بالمسؤلية بعيدا عن المحسوبية و المناطقية والحزبية والجهوية والولاءات الشخصية ويكون الولاء كله لله والدين والوطن وحق الاختلاف مشروع ولكن ليس في الثوابت الوطنية . والله من وراء القصد ..