آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


عتاب برائحة الورد

الجمعة - 20 ديسمبر 2019 - الساعة 02:08 ص

د. عيدروس نصر ناصر
بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - ارشيف الكاتب


قبل عتابي هذا اسجل هنا حالة ترافقني منذ بدء انخراطي في العمل السياسي في مطلع السبعينات من القرن الماضي وتلك الحالة تتمثل في أنني غالبا لا أتعرف على الكثير من القادة الساسيين إلا بعد خروجهم من السلطة وهذا حصل لي مع الشهيدين قماطه ومطيع وثابت عبد ومع الإخوة مطهر مسعد مصلح وشعفل عمر علي والفقيدين المرحومين مثنى سالم عسكر ومحمد عبد الله البطاني ووصل الأمر إلى القائدين حيدر العطاس وعلي ناصر محمد الذين لم التقيهما إلا وهما معارضان او نازحان خارج الوطن.
أحترم الرئيس علي ناصر محمد وأقدر تاريخه الوطني ومهما قلت فيه لن أستطيع أيفاءه حقه في دوره المشهود في مقاومة الاستعمار والمشاركة في بناء الدولة الوطنية الجنوبية الفتية وما حققته من إنجازات صارت في ذاكرة التاريخ ويترحم عليها من استمتعوا بثمارها وأمنوا خوفهم في ظلها بعد كل ما تعرضت له من تدمير ممنهج بعد ١٩٩٤م والذي مثل انتقاما مقصودا ومتعمداً من الجنوب كل الجنوب.
لم يكن الأخ الرئيس العزيز ابو جمال بحاجة إلى تلك التفاصيل التي أوردها في تعقيبه على ما ورد على لسان الأخ الإعلامي الاشتراكي السابق شفيع محمد العبد الذي حرص على استعادة ملف ١٩٨٦ و١٩٩٠ وكأنه يقدم مكسبا للجنوب والجنوبيين وربما لأساطين ١٩٩٤م المتحكمين في كل ما تفعله وتقوله مؤسسات الخاطفين للشرعية.
للرئيس العزيز ابي جمال مكانة مميزة في قلوب كل الجنوبيين مثله مثل القيادات التاريخية من الفقيد قحطان الشعبي والشهداء فيصل عبد اللطيف الشعبي وسالمين وعبد الفتاح اسماعيل وعلي عنتر وكل الشهداء والقادة التاريخيين كالرئيس علي سالم البيض والرئيس حيدر العطاس وغيرهم، ولا ادري ما الذي يدفع شخص مثل الرئيس علي ناصر بوطنيته المعروفة وموقفه النقدي الجريئ من تجربة الثورة والدولة الجنوبيتين للخوض في جزئية صغيرة لا يراد منها سوى إعادة الجنوبيين إلى نقطة ١٩٨٦م التي تجاوزها الشعب الجنوبي بذكائه الفطري وروحه النقية من خلال فلسفة التصالح والتسامح التي كان للرئيس علي ناصر محمد نفسه دورا رياديا في تبنيها ودعمها والحرص على نجاحها.
تحية بعبق الورد وشهد المحبة للعزيز أبي جمال ولا عزاء لدعاة الوشاية ودق الأسافين من المتربصين ونافخي كير الفتنة والمستثمرين في النزاعات والاستعداءات والسياسات المفلسة