آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:48 م

كتابات واقلام


ثقافة التسامح صمام الأمان لإستعادة الدولة الجنوبية

الإثنين - 13 يناير 2020 - الساعة 06:58 م

رائد الحنشي
بقلم: رائد الحنشي - ارشيف الكاتب


بالتصالح والتسامح تبنى أمم ولن تبنى دولة الجنوب الواعدة الجديدة إلا بالتسامح مع انفسنا نحن الجنوبيين .

إن ثقافة التسامح تشكل صمام الأمان لأستعادة الدولة الجنوبية وبناء مستقبلها ، كما تشكل الأساس المتين لعلاقة طيبة على مستوى الافراد والمجتمعات لذا من واجب الجميع العمل على نشر قيم وفضائل التسامح حتى تصير ثقافة عامة ، فنعيش في وطن جنوبي مطمئن ومزدهر ومتقدم وهذا ما طبقه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة ووجد من قتل أحب الناس له فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
هنا نجد اسم التسامح في بناء الدولة الجنوبية .

التصالح والتسامح فعل إنساني عظيم يجسد عظمة المبادئ التي يؤمن بها المرء كثيرة هي الشعوب التي جسدت هذا المبدأ فكان فاتحة انطلاقتها نحو البناء والتنمية والرفاه والاستقرار والتعايش العقلية الصراعية والانتقامية صارت من الماضي الأليم عند امم وشعوب شتى نحن أحوج ما نكون في هذه الفترة الدقيقة إلى تجسيد هذا المبدأ قولا وفعلا . مبدأ التصالح والتسامح جسر المرور الأمن من خلاله يحقق شعبنا الجنوبي أهدافه وغاياته النبيلة . وفي مقدمتها استعادة دولته الجنوبية المستقلة وهويته ومقوماته كشعب حضاري له تاريخ حضاري
لقد رفع الأخرون شعار الوحدة أوالموت ولهذا فقد اقتران الوحدة بالموت مع الأسف الشديد وهنا مكمن المأساة لكل مشروع سياسي فاشل لقد كنا دولتين متعايشتين متجاورتين ورغم مايحدث من خلافات بين النظامين إلا أن عرى الوشائج الاجتماعية والبشرية والإنسانية كانت في صورتها الافضل تجييش الناس وتعبئتهم بخطاب الوحدة أو الموت كان وبالا وداء عضالا فتك كثيرا في روح الاخاء والمحبة والجوار وأحدث شروخا عميقة في النفوس خاصة أنه كان مصاحبا بالحروب . والغزوات التي تكررت لدواعي هذا الشعار اللعين .
امام كل هذا يعد التسامح والتصالح الجنوبي مهما في مقاومة شعار الوحدة أوالموت وسلاح فتاوي التكفير الموجه ضد شعب الجنوب. ليس أمام الجنوبيين من خيار سوى تجسيد مبدأ التصالح والتسامح بأروع صوره وأهدافه وبالتالي بلورة ثقافة حسن الجوار والتأخي مع شعب الشمال كونهم اخوة لنا في الدين وفي العروبة وفي الجوار . للحروب افرازاتها وتداعياتها هذا شي طبيعي هناك من يؤجج المناطقية والتحريض المناطقي والشخصنة من على منابر كرسي الحكومة وهذا سلوك قذر ينطلق من المراهنة على بقاءه في منصب ما أو لتحقيق غايات دينوية حقيرة لكنها في ذات الوقت تكشف معدن هولاء وتضعهم في موقع الاحتقار من جماهير الشعب لقد شب الناس وصاروا يميزون بين الغث والسمين بين الحق والباطل بين الزبد وبين ما ينفع الناس .
نحن كعرب جميعا أكثر احتياجا لثقافة التصالح والتسامح لاسيما ونحن نعيش لحظة تاريخية صعبة ومتأرجحة ومليئة بالفتن والكوارث