آخر تحديث :السبت - 27 أبريل 2024 - 04:29 ص

كتابات واقلام


إلى اصدقائي في الإنتقالي

الخميس - 20 فبراير 2020 - الساعة 02:20 ص

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


الحلقة الثانية

تحدثت في الحلقة الأولى على نقطتين، أن قيادات الإنتقالي تعلمت الكثير في الفترة السابقة، و لكن عليها التعلم أكثر، و كذلك أن شعب الجنوب يحلم بمستقبل جميل، و ان يتم الإهتمام بالريف من الآن، حتى لا يترك أبناء الريف قراهم، و تزدحم بهم العاصمة دون داع.
===
3) على هذه القيادة الشعبية و صاحبة قوة الشرعية على أرض الجنوب ان تمتلك حجة قوية لإثبات الحق الجنوبي في إستعادة دولته التي ذهبت إلى وحدة عوراء كان سبب تلك الوحدة أخطاء القيادة السياسية، هذه الحجة القوية ستحتاجها قيادة الانتقالي لتثبت للآخرين عند حوارهم بأن نضالات شعب الجنوب السلمية واجبة و الحقوق القانونية مكتملة، لهذا على الإنتقالي التسلح بكوكبة من القانونيين الذين يؤكدون حجة الشعب في إستعادة دولته و حجة قيادة هذا الشعب.

4) أخيراً سيحتاج المجلس الانتقالي الجنوبي أن يبني له علاقات قوية مع دول الإقليم و خاصة الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية، و ان يبني الانتقالي له قبولا مع الرأي العام العالمي، و ارسال العناصر المتمكنة الى الدول المؤثرة في السياسة الدولية كبريطانيا و امريكا و روسيا و الصين، فبعض هذه الدول ترى ان الشرعية تطالب بالوحدة و هذا هدف سامي و يعفيها من مسؤولية الحرب، و الإنتقالي يبحث عن التفرقة و الإنفصال، لهذا على الانتقالي الإثبات لهم بأن من ذهب للوحدة هو شعب الجنوب حباً و رغبة في الوحدة، و لكن ساسة الشمال انقلبوا على الجنوب و احتلوه في 1994م، فعلى الانتقالي الاثبات للعالم ان الشرعية ليست مدافعا عن الوحدة من حيث المبدأ، و لكنهم ذهبوا لاحتلال الجنوب و اصبحوا يدافعوا عن غنائمهم من ثروات الجنوب.

5) الشماليون لا يمتّون للوحدة بصلة، و كان رئيسهم علي عبدالله صالح دائما ما يجاهر بشعار "الوحدة او الموت" و هذا شعار باطل، حيث لا تفرض الوحدة بين الشعوب بالقوة، فكيف يمكن ان يقنعني السياسي الشمالي بالوحدة و هو من حارب الجنوبيين، بل و كفّرهم، و أسقط إتفاقيات الوحدة قبل تنفيذها، و استبدل الدستور ليعلن للكل إحتلاله للجنوب، و إنهاء خدمات قادة القوات المسلحة الجنوبية، لهذا لا نرى ان الوحدة يمكنها ان تبقى و خاصة انهم خلقوا عداوة متجذرة بين الشعبين في الجنوب العربي و العربية اليمنية، فعلى قيادة الانتقالي و من واقع إمتلاكه لحجة قوية يقنع بها الآخر بأن الهوية السياسية كانت الى يوم الاستقلال "الجنوب العربي".

إلى اللقاء غداً مع الحلقة الثالثة.
د.علي محمد جارالله