آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 10:17 م

كتابات واقلام


القاع السياسي

الإثنين - 24 فبراير 2020 - الساعة 03:05 م

د.مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د.مروان هائل عبدالمولى - ارشيف الكاتب


لدينا موقع جغرافي رائع وموانئ بحرية استراتيجية وجزر خلابة تقابلها سهول و جبال زراعية مذهلة فيها البن والذرة ، لدينا عسل و بترول وغاز واسماك وثروة حيوانية لدينا الكثير من الخيرات ، و لدينا للأسف ايضا الكثير من الباعة الفاسدين و المتاجرين بالوطن و القليل جدا من الوطنيين الشرفاء لكنهم في اغلب الاوقات صامتين ، وهو الامر الذي ادى الى سقوط البلاد في ايادي الاكثرية من هوامير الارتزاق السياسي ممن كبروا في غرف النفاق وفي قاع الاسواق السياسية والاجتماعية، الذين قبائلهم ومناطقهم فوق الدولة والقانون ، وبسبب هؤلاء صنعاء الحاضر محتلة من اشباح الماضي ، وعدن الامس الانجليزي هي اليوم قرية بائسة سقفها التخلف والفساد و في ذيل مدن وعواصم الوطن العربي.

القاع السياسي اليمني الاسود بدأ عندما قتل عفاش والاصلاح الوحدة اليمنية بعد اجتياح الجنوب في 1994 واسسوا دولة الظلم والتفرقة دولة بقواعد فوقية شمالية ودنيوية جنوبية و حدوي وانفصالي ، شيخ وتابع ، سيد وخادم ، اصل وفرع ، اسسوا دولة هم واولادهم الحكام والمسئولين فيها مدى الحياة ، دولة تتكون من اكثرية مختلفة ومتخلفة من اشباه الساسة عشاق نهب المال العام والكذب وخاصة عندما يحدثوك عن الوحدة ويتباكون عليها وهم من حولها الى وحدة الفيد النهب و الحروب والكراهية ومن اوصل البلاد الى التشظي الشطري والمذهبي وجعلوا المواطن يبتهج لمقتل مواطن اخر في حرب الاخوة الدائرة منذ 5 سنوات .

القاع السياسي عندما يحدثوك هؤلاء اشباه الساسة عن محاربة الفساد وهم رأس الفساد ، حيث الثروات الوطنية والمناصب العليا والوظائف مقسمة بينهم وبين شيوخهم وبعض العائلات والعسكر ، القاع السياسي اليمني هو أن تطلق تصريحات عنصرية باستمرار ضد الجنوبيين وتقول عنهم " هنود ،صومال ..." و فتاوي رجال الدين تستبيح دمائهم فقط وتطالبهم بعد ذلك بالبقاء في نطاق الوحدة، القاع السياسي عندما يعيق رجال الدين و نخبة الهضبة اتفاقات السلام بالرغم من امتلاء سهول و جبال و سواحل البلاد بالمقابر ، التي تعج بألاف القتلى المجهولين من الفقراء والمخطوفين ، القاع السياسي عندما يفرد حزب الاصلاح عضلاته في الجنوب ، بينما يسلم معسكراته واسلحته للحوثي في الشمال وتعز لاتزال تحت الحصار و القصف الحوثي اليومي ، القاع السياسي عندما يتم تطبيق اي اتفاقات لتهدئة الصراعات ، التي يشعلها رجال الهضبة في الشمال بالتراضي والسلم بينما في الجنوب تفرض بالإكراه و القوة " وثيقة العهد والاتفاق 1994حتى اتفاق الرياض 2019".
القاع السياسي اليمني الجديد والقديم رخيص ومكركب بتعمد و بريموت كونترول اوصل المواطن أن يخجل من قول " انا مواطن من الجمهورية اليمنية " ، لا نها دولة بقاع سياسي أوطا من الايدز وفيروس كورونا ومن فيترينات شارع دي فالين الحمراء ، لماذا اوطا ؟ لأن اكثرية النخبة السياسية اليمنية بعد موجات اجتياح الجنوب وتدميره ارضا وانسانا لا زالت تدعم خيار السيطرة على الجنوب بالقوة ، هذه النخبة هي السبب في تمزيق مشاعر المواطن شمالا وجنوبا ، وهي من قتلت فيه روح الانتماء لليمن الموحد وروح الروابط الاخوية الصادقة وهذه القيم فقدانها مؤلم ، و
" فقدان الشعور بالأخوة الم قاسي جدا قد يستمر عمر بحاله ، لكن فقدان الشعور بالانتماء للوطن تعني موت الوطن بذاته " .