آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 04:56 م

كتابات واقلام


إلى اصدقائي في الإنتقالي 4

الخميس - 27 فبراير 2020 - الساعة 11:10 ص

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


ذكرت في الحلقة الثالثة في النقاط (6 – 9) ان على الإنتقالي مواجهة حزب الإصلاح في الشرعية الذي يحاول بكل الوسائل إفشال اتفاق الرياض و عليه فأن وضع الحل النهائي لن يكون الا بإثبات هوية الجنوب العربي، و لم يكن في يوم من الأيام يمناً، و انما تمت تسميته باليمن الجنوبي في 30 نوفمبر 1967م، و التدليل ان ما قام في 22 مايو كانت وحدة سياسية بين دولتين، و لكن قامت صنعاء بحربها على عدن لتغير مفهوم الوحدة السياسية الى وحدة وطنية.
===
10) للأسف قامت الوحدة بغباء سياسي من البلدين فلم يهتما بالأسس الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية، و لم يحاولا ايجاد تجانس بينهم، و انما تم على اساس ان الجنوب هو الشطر الجنوبي، و لهذا عندما احتلت صنعاء عدن و سيطرت على كل الجنوب فقد تنكرت صنعاء لكل حقائق التاريخ، و رفضت و ترفض ان اليمن السياسي يمنان، و لهذا انتشرت مقولة "عودة الفرع إلى الأصل" حتى تلغي هوية الجنوب كجنوب عربي، و خلاصة هذا الموضوع هو قيام الوحدة بتركيبة إجتماعية في الشمال من أغنياء و متوسطي الدخل و فقراء، و في الجنوب فقراء فقط، و كذلك فلا توجد اسس موضوعية لهكذا وحدة فهي لا تعتمد على اي اسس اقتصادية او إجتماعية او ثقافية، و ما قامت الا على اسس يريدها القادة في البلدين.

11) قال الأستاذ حيدر ابوبكر العطاس في رؤيته التي قدمها للإجتماع السنوي لجمعية الطلاب العرب بجامعة هارفرد في سلطنة عُمان في ابريل 2016م ان الرئيس علي سالم البيض بإندفاعه و حماسه ارتكب اكبرخطأ في تاريخه السياسي، و حقق علي عبدالله صالح اكبر نجاح في تاريخه السياسي لا زال يتبجح به و يقاتل من اجله حتى الآن، و هذه الوحدة اليمنية لم تقم على اي حق قانوني او سند تاريخي، و لا حتى استفتاء شعبي.
و تابع العطاس في رؤيته " فكان لزاما عليا كرئيس وزراء ان اقوم بأول محاولة لايقاف هذا التدهور بعد ان اتضح ان برناج حكومة دولة الوحدة لم يعد يُلبي معالجة الظواهر التي نتجت عن اندماج الدولتين بشكل غير مدروس".

12) واصل العطاس "تم اقرار مجاس النوب لمشروع البناء الوطني و الاصلاح السياسي و الاقتصادي و المالي و الاداري في 15 ديسمبر 1991م، و استهدف بناء الدولة المدنية اللامركزية و استيعاب القبيلة و دمجها و رسم حدود المؤسسة العسكرية و الأمنية. و مع تطبيق البرنامج في يناير 1992م برزت معارضة قوية للبرنامج تصدرها الاتجاه القبلي في الشمال بزعامة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بتنسيق مع المؤسسة العسكرية و قيادة الشمال العليا.

13) كما ذكرت اعلاه ان مشروع الوحدة الذي اعلن في 22 مايو 1990م لم يكن مبنياً على اسس عادلة و مدروسة، و انما قامت على ارتجال دون توفر لها شروط النجاح، و لهذا افرزت حرب 1994م و ماسبقها و تلاها من ممارسات سيئة طالت كل جميل في حياة شعب الجنوب، و صنعت جدارا من الكراهية بين الشعبين، و اتضح من هذه التجربة القصيرة ان قوى الهيمنة و الفساد المتمثلة في التحالف الثلاثي القبلي و العسكري و الإخواني كان همهم ضم الجنوب، و ليس الإتحاد معه لهذا ذهبوا للحرب و احتلال الجنوب.
و بهذه الحرب قاموا بطمس هوية الجنوب العربي و تاريخه السياسي و تم نهب ارض الجنوب و ثرواته، و كانت صنعاء جريئة في تنكرها للوحدة بعد الحرب و رفعت شعار واحدية الجنوب و الشمال.

14) و بناء على المذكور اعلاه من (7-13) على الانتقالي ان يثبت للعالم بأنه من الصعب على اي شمالي ان يرفض هذه الحقائق الموثقة، و لا يمكن للجنوبيين ان يرفضوها لأنها السبيل الوحيد لإستعادة دولتهم و لأن الجنوبيين عملوا جاهدين بقيادة الانتقالي في سبيل استعادة دولتهم فعملوا على اسقاط مشروع الوحدة، و فكت ارتباط الشمال بالجنوب، و اثبتوا ان علاقة الشمال بالجنوب ليست وحدة سياسية بين دولتين و انما هي علاقة إحتلال بإمتياز.

إلى اللقاء غداً مع الحلقة الخامسة.
د.علي محمد جارالله