آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 08:05 م

كتابات واقلام


حوثي وإصلاحي والأجر على الله

الإثنين - 02 مارس 2020 - الساعة 09:39 ص

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


دعوني أحلل ما يجري بين الشرعية، و بين الحوثي بطريقتي الشيخية (الشيخ عثمان)، كلنا يعرف انه عندما تفشل السياسة يتوجه المختلفان للحرب، و عندما يبحث المختلفان عن مخرج للحرب يعودون للسياسة، و لكن الأمر الذي لا نعرفه و هو ان المهزوم في السياسة و الحرب (مثل الشرعية) يعمل على تقليد المنتصر دائماً (مثل الحوثي) و ذلك لأن المهزوم يفقد ثقته بنفسه، و تكون هزيمته حسب تحليله هو ضعف عقيدته و تصرفاته، و يبدأ في جلد الذات ثم يفسح المجال للإعتراف بفشله و يبدأ بتقليد المنتصر، و يصبح يقلده إلى أن يتفق معه بل و ينخرط في كيان المنتصر.

و لكن تعلمنا كثيراً من مشاكل ابناء اليمن بأن المنتصر لا يطمئن من المهزوم كما عمل الحوثي مع عفاش، و يبقى حذراً معه، فإما يقتله و ينهيه مثل عفاش، او يجعله في مرتبة أدنى كتابع فقط كما قد يتم تخطيطه لجماعة الإصلاح.

عندما فشلت الشرعية و لا زالت تفشل في حربها مع الحوثي، و لم يتمكن الطرفان (الشرعية و الحوثي) من حل سياسي، و صلت الشرعية الى قناعة بأنها فشلت، و بدأت تتودد للحوثي و تطلب منه ان يثق بهم لأن هدفهم واحد و هو عدم التفريط بالجنوب و بثروته، فالشرعية و خاصة جماعة الإصلاح رأوا ان لا يكررون خطأ عفاش عندما تحالف مع الحوثي ثم قتلوه، فهم يغرون الحوثي بحصة من ثروة الجنوب، و الحوثي يبحث عن باب المندب فقط و يقال ان الحوثي لا يثق بالإصلاح لأنهم لا يؤمنون بولاية البطنين.

قد يتحدث البعض ان هناك خلاف عقائدي بين الشيعة و الخونة المسلمين، عندما وصل الخميني إلى إيران قادماً من باريس في فبراير 1979م فحكم البلاد بعد هبوط طائرته بمطار طهران لحقته طائرة تحمل كوكبة من قيادات التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمون.

هيا و كيف (بالعدني) ايش هذا الفلم الهندي الي يدور بين الشيعة و الخونة المسلمين منذ فبراير1979م و ما قبله و ما بعده.

منذ فبراير 1979م ليس هو الدليل القاطع لتقارب الخونة المسلمين مع الشيعة، و انما من قبل هذا التاريخ، فسيد قطب كتب كتاباً سنة 1959م اسماه "فلسفتنا" يقول فيه كم هو متأثر بفكر مؤسس حزب الدعوة العراقي و هو ابرز علماء حزب الشيعة حينها محمد باقر الصدر، و بمباركة المرجع الشيعي محسن الحكيم اصبح لجماعة الخونة المسلمين فرعاً بالعراق و سموه الحزب الاسلامي العراقي، و في عام 1966م ترجم الخميني كتباً عديدة لسيد قطب للغة الفارسية و في ترجمته لكتاب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" وصف خميني في المقدمة ان سيد قطب هو المفكر المجاهد الذي أثبت في كتابه أن العالم سيتَّجه نحو رسالتنا، و كما مدح خميني سيد قطب، فعل نفس الشيئ يوسف قرضاوي في كتابه "أمتنا بين قرنين" حينما وصف ثورة الخميني "لقد أقام الخميني دولة للإسلام في إيران وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم و انبعاث الأمل فيها بالنصر".

الخلاصة:
ــــــــــــــــ
هي رسالة واضحة لا تشوبها شائبة أوجهها للتحالف و الشرعية و الإنتقالي، هو تحالف واضح و كان ينتظر التوقيت المناسب لتنفيذه، عفاش كان زيدي و لا يؤمن بحكم البطنين، و الحوثي ادرك ذلك و قتل عفاش، فكيف ننتبه للتقارب بين الخونة المسلمين و الشيعة، و هم لا يفقهون لقوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ).

1 مارس 2020م
د. علي محمد جارالله