آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:28 م

كتابات واقلام


الوقاية النفسية ضد كورونا

الخميس - 19 مارس 2020 - الساعة 07:40 م

رمز أزهر عمر
بقلم: رمز أزهر عمر - ارشيف الكاتب


يعيش العالم اليوم حالة من الرعب والهلع لا مثيل لها جراء إنتشار فايروس كورونا . ذلك الفايروس الذي أصبح يهدد البشرية أجمع ، وجعلنا نعيش أحداثا حقيقة تشبه تلك التي أعتدنا مشاهدتها في الأفلام السينمائية حول وحوش و كائنات فضائية تغزوا العالم وتدمره . فبإعتقادي الشخصي - والذي قد يتفق البعض معه - أن هذا المرض قد نال من التغطية الإعلامية قدرا أكبر من تلك التي حصدها من ارواح البشر ! فأرقام الوفيات مقارنة بعدد حالات الإصابة المرض ضئيلة جدا وهناك حالات قد تعافت من المرض . إلا أن ذلك لا يعني بالتأكيد أن لا نأخذ بعين الإعتبار كامل الحذر من هذا المرض وأن نتبع بحرص أساليب الوقاية منه ؛ فالوقاية خير من العلاج .

وفي تتبعي لوسائل الوقاية من هذا المرض ؛ وجدتُ أن هذه الوسائل قد أهملت جانبا مهما لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى ، وهو الجانب النفسي .

فالجانب النفسي والوقاية النفسية تلعب دورا مهما ومؤثرا في كيفية استجابتنا إلى الفيروسات والبكتيريا وغيرها من مسببات الأمراض .

وأقصد بالوقاية النفسية هنا " الأفكار والمعتقدات والمشاعر " التي تدور في أدمغتنا والتي تنعكس بشكل مباشر على أجهزتنا العصبية والمناعية .

فأفكارنا وقوة إعتقادنا ليست مجرد أفكار ذاتيه تحدث في الدماغ ، ولكنها تسبب تغييرات فيزيائية وكيميائية حقيقية فيه وتنعكس بشكل كامل على الجسد .

فالرابط بين "التفكير والجسم " أمرٌ قد أثبته التجارب والأبحاث منذ زمن ، واستخدام التفكير من أجل الشفاء ليس امرا جديدا ؛ ولعل ظاهرة " الدواء الوهمي " خير دليل على ذلك . حيث أثبت الأبحاث والتجارب أن الانسان عندما يتناول دواء وهميا وهو يعتقد أنه دواء حقيقي ، تحدث تغييرات كيميائية في الدماغ ومتناسبة طردا مع قوة الإعتقاد ؛ ويكون لها تأثيرات تشبه تاثير الدواء الحقيقي .

وبالتالي فإن قوة الإعتقاد تستطيع أن تؤثر في مسار الظروف الطبية بما في ذلك الشفاء من الأمراض وكذا قابلتينا للعدوى ايضا .

وفي دراسة اجريت عام 2006 في جامعة " كارينغي ميلون " درس العلماء تأثير الأفكار الإيجابية والسلبية على قابلتينا للإصابة بعدوى البرد والإنفلونزا ، حيث قابلوا 193 متطوعا في صحة جيدة وتم تعريضهم إلى احد الفايروسات بإستخدام قطرة انفية ، وكانت النتائج أن الأشخاص الإيجابيون كانوا اكثر مقاومة تجاه الفايروسات من الاشخاص السلبيون .

إن تأثيرات ظروف الحياة المختلفة والضاغطة أمر مهم ولايمكن تجاهلها كليا ؛ إلا أن تفاعلنا معها وهو الأهم .
فلا يجب لنا أن نسمح للإفكار السلبية والمتشائمة من السيطرة على تفكيرنا ونمط حياتنا ويجب ان نتحلى بنوع من الإيجابية وقوة الإعتقاد بقدرتنا على مقاومة الامراض والشفاء منها . وأن نمنح أنفسنا وقاية نفسية ضد هذه الأمراض .

رمز ازهر عمر
باحث في علم النفس