آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


د.محمد عمر الجفري ..الحارس الوحيد

الأحد - 12 أبريل 2020 - الساعة 11:48 ص

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


رحل عن عالمنا الى عالم الخلود الابدي، بجوار الرفيق الاعلى، د محمد عمر الجفري حين كان في الهند لعلاج ابنه مياد، كان قد باع بعض ممتلكاته الخاصة لتغطية تكاليف العملية اللازمة لابنه، مع دعم سخي حصل عليه من الاخ والصديق عبدالله عبدربه ناجي مدير مالية القوات المسلحة، لكن القدر اختاره قبل اجراء الجراحة لنجله، لحكمة يعلمها هو جل شانه.

قبل ان يتولى ادارة الخدمات الطبية العسكرية كان قد تم تعيينه مدير لمستشفى عبود العسكري، الذي لم يكن سوى اطلال يسيل له لعاب الطامعين في المساحات الكبيرة التي يحويها مقر المستشفى، وكان عليه ان يحميها، كان مثل الحارس الوحيد، تعرض خلال ذلك لصنوف من الترغيب والترهيب، وبجهود حثيثة منه وبدعم من الاصدقاء الالمان من خلال وزارة الدفاع، اخذ هذا الصرح الطبي يأخذ معالمه، فقد تم تجهيز مركز الغسيل الكلوي ومبنى العيادات الخارجية والمستودعات الطبية واخيرا مدرسة التمريض التابعة للقوات المسلحة، التي تخرجت منها الدفعة الاولى قبل رحيله.

تم مواراة جثمانه الثرى في ارض الهند، وهي البلد التي حصل منها على الدكتوراة، وذلك نظرا لتوقف الطيران بسبب جائجة كورونا.

لم يكن نشاطه محصورا في مجال عمله فقط، اذ كان يتميز بطاقة كبيرة جعلته لا يتغيب عن كثير من الفعاليات والمناسبات الاجتماعية والعمل الخيري، وهي صفات يتمتع بها ابن اخيه د مازن مهدي عيدوس وكيل وزارة التعليم العالي الذي ورث عنه حب خدمة الناس والايجابية في التعاطي مع كل من يلجأ اليه.

رحمك الله يا صديق العمر، وجعل البركة في ولدكم مياد ليسد الفراغ العائلي الكبير الذي تركتموه، وعزاءنا لكل الاحبة من آل الجفري جميعا، ولكل محبي وزملاء د محمد عمر الجفري، وعزاءنا ان العائلة الكريمة تزخر بقدرات وكفاءات نعتز بها ايما اعتزاز.
ولله ما أعطى ولله ما اخذ.

عدن
١٢ ابريل ٢٠٢٠م