آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 02:30 م

كتابات واقلام


الجنوبيون تأخروا في شق طريق قيام الدولة

الثلاثاء - 14 أبريل 2020 - الساعة 10:45 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


كانت عندنا مشكلة نحن في الجنوب قديمة ومتجددة وهي تعدد الرؤوس والزعماء ولايخضع جنوبي لاخيه ويرى كل منا نفسه افضل من غيره وهو رأس وزعيم وعيب ان يخضع لغيره ويستجيب للأميرة ( تسكين الميم وفتح الياء ) يتأمير عليهم بمعنى يتحكم فيهم . وهذه مشكلة لازلنا نعاني منها . ونحن في فترة الحراك الجنوبي السلمي والنضال ضد حكومات عفاش وقواها المتغطرسة . كانت ساحاتنا والمنصات تكتض بالرؤوس والزعماء وشغلنا الشاغل قبل الاحتفال بذكرى من الذكريات الجنوبية او تنظيم فعالية من الفعاليات بالبحث عن التوافق على اللجنة التحضيرية للفعالية والمليونية والتي من الهوس والهستيريا الجنوبية تنقسم احيانا بين ساحتين او محافظتين . وكم عانينا كجنوبيين من الانقسام والتفريخ والتشكيل بنسخ جديدة حتى اصابنا الترف للمكونات الثورية ومن كل تشكيل نسختين او ثلاث فالمجلس والاتحاد واللجنة والهيئة والقوى والائتلاف والحركة والتنظيم وكل المسميات الجنوبية في اي محافظة عند الاختلاف في تشكيل القيادة ولم تشمل زيد او عمرو من الجنوبيين اتجه اولئك الى تشكيل نسخة جديدة بزعامتهم تنافس المكون الاصلي الذي كانوا ينتمون اليه

لعل الهيئة الشرعية الجنوبية ونقابة المعلمين الجنوبيين فقط هما من حافظا على نسخة اصلية ولا تشكيل لنسخة اخرى مشابهة رغم محاولات باءت كلها بالفشل لكنها نجحت في التحريش بين المكون نفسه من الداخل فتعرضت الهيئة الشرعية الجنوبية لدائرة من التخوين والاتهامات لاعضائها فيما بينهم حتى ذهبت ريحها وتلاشت وكذا نقابة المعلمين الجنوبيين الذين اغرقتهم الفتنة والتحريش في حلبة صراع لم تنقطع طوال فترة مابعد الحرب والكل يجمع على ان السبب الرئيسي هو الداء الجنوبي المستعصي وهو تعدد الرؤوس وكثرة الزعامات ونظرة الجنوبيين تجاه بعضهم البعض بنظرة الحاكم والمحكوم والكبير والصغير وهذا المرض قيد الانطلاقة الجنوبية نحو التطوير والتقدم لهذا ظلت المكونات الجنوبية حبيسة التقوقع والانكفاء الداخلي لانشغالها ببعضها البعض بعيدا عن الابداع والتطوير . ولم تقف هذه العاهة الجنوبية عند هذا الحد . فما لبث الجنوبيون لاول مرة يجتمعون صباحا في غير العادة وفي ساحة العروض وبهذا الحشد الضخم ولانتظار عرض جديد من المشاريع النضالية الجنوبية فقد انتصب القائد عيدروس الزبيدي في ساحة العروض ليتلوا اعلان عدن التاريخي والذي اعتبره مراقبون ميلاد جديد لمشروع جنوبي واحد سيجمع الشتات الجنوبي ويضمه في قالب واحد برأس واحد هو المجلس الانتقالي الجنوبي والذي سرعان مامضى بآلية للتمدد الجنوبي يسحب نحوه كل المكونات دون استثناء وكما يقال الا من ابى .. وجاءت مشكلة الرفض الغير مبرر من قبل البعض المتوغل فيهم( انا ونحن ) لتعود العاهة الجنوبية والمرض الانوي والذاتي انا خير منه ونحن الافضل وبدلا من انطلاق المجلس الانتقالي الجنوبي بسرعة فائقة نحو تحقيق اهدافه وانتهاز فرصة السيطرة الجنوبية على الارض اوقفته اطراف جنوبية في الطريق شاغلة الخط مانعة الانطلاق الجنوبي نحو الهدف اذ لم تباذر بتقديم العون والمشورة بالاثراء والاضافة او التنقيح والتصحيح ، انما رفض غير معروض للنقاش لينشغل الجنوبيون ببعضهم من جديد بايعاز ممن يمسك بيديه خيوط اللعبة مجبرا كل طرف ان يراعي الطرف الجنوبي الآخر فتعددت الرؤوس الجنوبية مرة أخرى واعاقت المتشكل حديثا وبقوة لتغرقه في اتون الخلاف والصراع الجنوبي الجنوبي وعاد وانكفأ على نفسه يأكل نفسه من الداخل بالاتهامات والتخوين الناتج عن الفراغ وطول الامد ، انها عاهة الجنوبيين ومرضهم العضال وسبب تأخيرهم وضياع حاضرهم ومستقبلهم … ماذا لو خضعت كل الاطراف الجنوبية سرا اوعلنا رضا وقبولا او نفاقا وكذبا واستجابة للقاء الجنوبي وانطوت بداخله وسدت كل المنافد الشيطانية .. ؟ لماذا لا يلين الجنوبيون لبعضهم البعض ويقبلون بامارة هذا او ذاك ..؟ لماذا يتحسس هؤلاء من اولئك وينظرون اليهم بمبدأ سوء الظن والاتهامات المسبقة والمعاداة لبعضهم البعض ،

ان التنوع ظاهرة صحية في الكيان الواحد لا الكيانات المتعددة والمتشددة والمتشنجة المهيأة للانفجار في وجه بعضها البعض داخل البيت الجنوبي الواحد وامام مرأى ومسمع المتربصين والمتصيدين للعثرات والمتحينين للفرص للانقضاض على الجسد الجنوبي المتخن بجراحات وخدوش مخالب جنوبيين اخوة اشقاء حادة وجارحة لبعضها البعض او السافكة لدم بعضها البعض ، قد تكون افكارنا متعددة لكن الجنوب لنا معا ولن يشاركنا به غيرنا ليشتت شملنا ويفرق جمعنا ويقوي بعضنا على بعض ويوغل في صدور بعضنا ضد بعض ، الا نريد جنوبنا ..؟ فلم لانلتقي من اجله ونضحي لمصلحته بمصالحنا ونحقق معا ويدا بيد تطلعات شعبنا واحلامه بعودة الهوية والثروة والسلطة والكرامة والالفة والمحبة فلقد تأخرنا كثيرا وليس كل تأخير فيه خير كما يقولون فالفرص لاتأتي مرارا وما امكننا فعله اليوم قد يستعصي علينا غدا ولاتتركوا للشيطان ساحة يصول ويجول فيها يوسوس بينكم ويزرع العداوة والبغضاء ويجعلكم شتات شذر مذر لاريح فيكم الا الدم المنهمر لخدمة غيركم والدم المسفوك فيما بينكم فقد كفانا شجاعة واقدام ودعونا نبرد قليلا من لهيب الحروب ونهيم في مشاريع المصالح الجنوبية الجنوبية بالشراكة والمساواة واتاحة الفرص للجميع فانا وانت وهو جنوبيون ونحن وانتم واولئك جنوبيون ايضا لاجل الجنوب نعذر بعضنا ونغض الطرف عن عثراتنا ونقبل اعذار بعضنا البعض ونعزز ثقتنا ببعضنا ونعكس اتجاه المرآة بعيدا عنا حتى لانرى القذى بعيون بعضنا البعض فنتقزز من انفسنا ولنحولها لنرى غيرنا ماذا يريد منا ..؟