آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 10:32 م

كتابات واقلام


إستعادة الحق والدولة بين الطموح والعزم والتخبط!

بالمصادفة وصلني من أكاديمي وزميل وأخ عزيز في الجامعة الأردنية مقال ًطالبا رايي والمقال جدير بالقراءة ويثير الاهتمام كتبه احد الاستاذة في جامعة عدن وهو الاخ د.محمد جميل المقال متميز بطرحه الكاشف والجديد لشخص جرئ ولامس عدد من القضايا والنقاط الشائكة التي تطرق لها البعض بشكل عابر اوافقه على عدد منها وخاصه حول اتباع كل السبل والطرق لاستعادة الحقوق والأرض ومنها الحق الجنوبي وطرق كل الأبواب بكل الوسائل ومنها فرض الامر الواقع على الارض اعتمادا على النضال والشعب أولاً بناء على مقولة نابليون المعروفة او مقولتنا الشعبيه "من قال حقي بتل" و من ثما وهو المهم طرق أبواب المجتمع الدولي والمنظمات الدوليه والدول الفاعله والمؤثرة وليس وسايل التواصل الاجتماعي التي لاتقدم ولا تؤخر وإنما هي مجال للتسلية و للاستعراض وإفراغ الشحن الآني لدى مختلف الناس فقط .
السيطرة على الارض وكسب المجتمع الدولي والشخصيات الدوليه او بعض منها كونهما المفاتيح نحو استعادة الحقوق ولتعريف بقضية ما وتوصيلها وهناك امثله سلطة الامر الواقع في صنعاء وأرض الصومال نهيك خصوصا عن قضية عادلة مثل قضية الجنوب --التي كانت دولة --وشرح خلفيات وأسباب ضياعها وسبل الخروج من مأزق الشرك الذي سببه بعض من تورط في فقدانها لأسباب مختلفه سيحكم عليها التاريخ والأجيال وقبل ذلك وذاك لابد من ايجاد الداعم والسند لهذه القضيه داعم وسند دولي إقليمي او عالمي مثلما حصل مع قضية شعب جنوب السودان وتيمور الشرقية واريتريا وكوسوفو. بالاضافه الى نضالهم الطويل وتضحياتهم الكبيرة على الارض كانت هناك دول تقف وراءهم وفي قضية شعب الجنوب هناك ملامح بدات. نحو ذلك من خلال الوعاء والحامل لتوصيل هذه القضيه اعتمادًا على الإرث الطويل لنضال شعب الجنوب الذي توج بميلاد الحراك في 2007 بداية الحراك . ولكن لازالت هناك صعاب كبيره تراكمت وزادت بعد حرب 2015.
وسبق ان كشف مقال د .جميل عن بعض جوانب تلك الصعاب في القضية التاريخيه وأشار وهو مصيب عن ان معظم ما يجري من البعض خارجيا ماهو الا شو وتهريج شكلي يتسم بنافورة وقتيه على مستوى جمعيات وجماعات غير رسميه وغير مؤثره ولاترقى للوصول لعتبات المنظمات الدوليه ولم تود لنتيجه ملموسه سوى بعض الفوائد المادية والمعنوية العائدة لمن وراء تلك الفعاليات كالعاده على حساب القضيه ومثل معظم القضايا فورة آنية محدودة للقضية فيبعض وسائل التواصل. ماتفتى ان تخمد وتذوب وينسى الناس ماحصل بالاضافة الى ازدواجية بعض الرؤى والطروحات وتعددها ودخول أطراف معادية ومدفوعه وسطها لتدس السم في الدسم . وتعدد الجهات حول القضيه حتى بعد تشكل المجلس الانتقالي ظلت هذه المشكله رغم ان تشكيل المجلس مثل حالة متقدمة وايجابيه كان يجب ان تكون من زمان كا حامل ووعاء للقضيه و يجمع الكل وكمايقال متاخر احسن من لاشئ برغم مايثار بان المجلس مقيد و واقع اسير لواقع مرير وعوامل اقليميه ضاغطة وظروف قاهره ولابد له للمواجهة والوقوف بقوة من الانفتاح على الكل وتشكيل جبهة عريضه على برنامج وطني مرحلي وتوسيع قاعدته وجبهته لاستيعاب كل من هو مع خيارات الجنوب في الحريه والدوله والعدل والنظام الديمقراطي التعددي الفدرالي للجنوب الجديد وعلى أسس جامعه وحتى ارى ان الكاتب محق في ان على المجلس فتح الحوار مع الفرقاء ولأعداء من اجل مصلحة القضيه والسعي لإيجاد قناة حوار مع الطرف المسيطر سلطة الامر الواقع في الشمال الْيَوْمَ ولما لا ومع الجيران والاشقاء وتطمئنهم ومع شخصيات والأطراف الإيجابية الفاعله والطيبه في الشرعيه و كما كشف المقال للأخ جميل كثير من الاخطاء والهفوات الكبيره التي ارتكبتها القيادة في الجنوب عام 90 بتوقيعها على اتفاقيه قاصرة وضاره لوحدة مشوهة دون ضمانات مع الشمال مشروع حمل بوادر فشله وإجهض بعد عام من ميلاده القاصر اكان عن جهل او تسرع او ضغوط او عدم دراسه وادراك او تفرد وشطح كما هي عادات وسمة العرب فقدان أراضيهم ومايملكوا جراء نزعة طيش او جاهلية والغرور في التفرد بالرأي وبالقرار والتعصب للنفس والشطح والنزق والعاطفه الانيه. وحب المظاهر وعدم التأني وعدم التشاور على حساب القضايا الاستراتيجية والمصيرية وهذا ما حدث مع الوحده السورية المصرية برغم اختلافهم بابقاءهم على مكانتهم في الامم المتحدة وعدم ذوبانهم بالكامل ولم تستفد من ذلك للاسف القيادة الجنوبيه وتجعل لها خط رجعه بل سلمت الجمل بما حمل بحسن نيه او اعتماد على حسابات خطاء وهناك من يعتقد أن تكرار الخطاء في الوحدة بين الجنوب والشمال بسبب ان كل طرف كانت له مطامعه وحساباته مما أدى لمآسي وكوارث ولضياع دوله وتشرد وتمزيق شعب بكل مكاسبه في الجنوب وايضاً تفكك الشمال وتدميره وتمزقه وعودتة الى نظام كهنوتي حوله الى كيانات متناحرة مثلما هوقايم الان وحاصل في تعز وتهامه ومأرب .
واتى الكاتب بامثله لتفرد ابقاء أوكرانيا وبيلروسيا لتمثيلهما في المنظمات الدوليه والأمم المتحده برغم انها كانت ضمن الاتحاد السوفيتي وهذا سياسه كانت تلعب دورا في التصويت والدعم لصالح الاتحاد السوفيتي واستفادت منها الدولتين عند استقلالهم وتفكك الاتحاد السوفيتي مثلما عملت سوريا وهذا ماغاب عن الجنوبيين للاسف عام 90 عام نكبتهم
وبرغم ان هناك بعض القضايا في المقال فاتت على الكاتب د .جميل من خلال السرد. وخاصه خلال حقبة حرب وعدوان 94 التي لم يشملها ويحط بها كونها الحرب قضت على اتفاقية الوحده بإعلان البيض استعادة ج ي د ش وكان يجب استغلالها ولكن الدول ألعربيه والعراق وقطر خصوصا الداعمين للمعتدي وقفوا حينها مع حليفهم القوي المسيطر على الارض والمعتدي والمنتصر برغم ادراكهم للعدوان وتجاوزوا بيان أبها ومن بعدهم المجتمع الدولي تخلى عن التزاماته بعد فرض المعتدي الامر الواقع بالقوة والنار وقصف عدن بالصواريخ على رؤوس الأطفال والنساء وفتاوي رجال الدين المتعسكرين والمعروفين الزنداني والديلمي وصعتر الذين فرخهم بن لادن ونظام حكم علي عبدالله صالح وشرعنوا للعدوان وقتل الأطفال والعزل ولابرياء وتعمد المجتمع الدولي ولاقليمي ترك شعب الجنوب فريسه سهلة لذلك النظام الكهنوتي العائلي القبلي الغازي المستبد والمستهتر الذي استطاع استمالة الجيران بخداعه وبوعوده بشيك على بياض لحل مشاكل الأراضي معهم بِمَا يرضيهم والمتنازع عليها تاريخيا وبهذا ظل شعب الجنوب رازحا تحت احتلال وعدوان باسم الوحده الاندماجية التي ذوبت الشخصية الدوليه للدولتين في شخصيه واحده وانتفت بذلك المواد 61و62من اتفاقية فينا للمعاهدات الدوليه بحكم الواقع القانوني الدولي والواقع الشرعي على الارض لان تلك الاتفاقية لا تطبق الا على الدول القائمة ذات الشخصية الدوليه المعترف بها والجنوب اصبح غير ذلك وفي عداد المنسيين كا شخصية قانونيه دوليه حتى لم يدرج ضمن الشعوب المحتلة والمضطهدة والمقموعه ولم يعاد فتح ومناقشة قضيتة في اَي دورة او اللجان الخاصه للأمم المتحده لعدم وجود من يطرحها او يتبناها من الأطراف والدول الأعضاء مثلما كان حاصل اثناء حرب الاستقلال في الستينيات ضد بريطانيا ومثل تيمور الشرقية التي وقفت معها استراليا ونيوزلندا. وكذا جنوب السودان التي حظيت بدعم كثير من الدول ومنهاامريكا وكينيا وجنوب أفريقيا وكذا جمهورية الصحراء المثارة دوليا ومدعومة إفريقيا وبرغم كل تلك المنغصات والماسي لم يهداء شعب الجنوب وانتفض الجنوبيون في عام 2007 وتكون الحراك الجنوبي الذي قض وهز اركان نظام علي صالح حتى ادى الى سقوطه وتفككه وهاهي الْيَوْمَ تقريبا تمر اربع عشر عاما على البذره الاولى للحراك ولازال الشعب يناضل ويعاني ويحارب بكل الوسائل حتى وصلت الحرب بالقوى الشريرة لمحاربته بالخدمات ولإرهاب والصحه وقطع المرتبات والكهرباء لتركيعه ولكن الشعب الجنوبي يواجه ويضحي بدون كلل في سبيل استعادة وضعهم ودولتهم التي كان يشار لها قبل عام 90بالبنان وكانت مثار إعجاب العالم والجوار بنظامها العادل بأمنها وإنجازاتها الصحيه والتعليمية وخلو الفساد والأميه منها ومواقفها ومكانتها العربيه والعالميهدوثقافة مجتمعها ومسرحها وفنها والآن الكل يتحسر عليها واذكر هنا ابوعبدالله الصغير اخر حكام وملوك الأندلس العرب عندما وقف طويلا عند صخرة مشرفة اخر مدينة أندلسية على الأطلسي يبكي ضياع الأندلس بحرقه كالنساء ثم مضى متنهدا تلك التنهيدة التي عرفت (بزفرة العربي الاخيرة ) وهذا يذكرني بمغادرة اخر باخرة مبحرة من عدن تحمل قادة الجنوب وهم يغادرون خليج عدن وينظرون الى جبال عدن وميناء الزيت وخليج البريقه والتواهي والدموع في مآقيهم وتنهداتهم تتعالى مع امواج بحر عدن المتلاطمة والتي تحجب على أناتهم بعد ان اجبروا على الرحيل بعدما اضاعوا دولتهم ومنهم من لايزل يجتر الحسرات في الشتات والتنهدات ومنهم من قضى نحبه رحمهم الله ومنهم من ينتظر
ولله الامر من قبل ومن بعد !.
الخلاصة:-
لابد من حامل واعي لقضية شعب الجنوب.. حامل يجمع ولايفرق وينفتح على الجميع ويفتح الحوار مع الجميع وينقل القضية الى اروقة المجتمع الدولي بشكل قانوني مقنع للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الامن وجامعة الدول العربيه ويسعى لكسب ظهير وسند داعم وموثوق به لقضيته ويطمئن دول الجوار ويكون واضح وصريح معهم وخاصه دول التحالف.
لابد من خلق علاقات وتواصل مع مصر كونها الدوله المؤثرة في الوطن العربي والجنوب تربطه علاقات تاريخيه معها وكذلك بريطانيا الدوله القادره على تحريك ملف الجنوب وروسيا من جانب اخر ،
والاستفادة من تجربة السلوفاك والشيك في الانفصال السلس وعودة الدولتين بالتراضي عند فتح الحوار اكان مع سلطة الامر الواقع في الشمال او الشرعيه بصفتها وريث ثاني معترف به او التحالف بصفته الوصي بموجب قرارات مجلس الامن 2216.
كردستان تختلف كونهم يتمتعوا بالحكم الذاتي الكامل والموارد والحريةولهم حكومتهم وعاصمتهم وبرلمانهم ومواردهم . بالاتفاق والتراضي مع الحكومة المركزية في العراق وكتالونيا الاسبانيه أيضا نفس وضع كردستان مع بعض النواقص لا مجال لذكرها وأرض الصومال سلطة امر واقع مستقره ولها حكومتها وعلاقاتها وحرية الحركه والتجارة ولكن غير معترف بها
وأخيرا الجنوب ووضعه الان الشخصية الدوليه للجنوب لازالت باسم الجمهورية اليمنيه وتمثلها الشرعيه المهاجرة المعترف بها دوليا ولكن على الارض هناك ازدواجية سلطات وقوى حيث نرى سيطرة للانتقالي وللشرعية والإصلاح حزب الاخوان في محافظات واجزا تتقاسمه بين الشرعيه كوريث للنظام السابق ولإصلاح وبين الانتقالي من جهة والتحالف من جهة أخرى كاوصي . وايضا سلطة الامر الواقع الحرثية المتفردة بالسيطرة الكامله على كل الشمال واراضي جنوبية كأطرف وجزاء في العمليه السياسيه معترف به ضمنيا وهذا يعني ان الحامل اَي الانتقالي عليه أيضا مسؤليات وأعباء كبيره لفكفكة هذه التعقيدات وتجاوز العقبات واستعادة الاراضي المحتلة والتفاهم لانتزاع الجنوب من براثن وأنياب هذه القوى مجتمعه وبسط وفرض قوته و سلطة امر واقع على كل ارض الجنوب أسوة بما هو حاصل في الشمال قبل هذا وذاك أيضا وليس مثلما هو الان حاصل ارض الجنوب وثرواته مستباحة وحشود عسكرية تسيطر على شقرة واجزاء من ابين شبوه وحضرموت وغيرها بدلا من التوجه نحو صنعاء وصعدة
السفير الدكتور محمد صالح الهلالي 17ابريل 2020M