آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 12:49 ص

كتابات واقلام


عدن لن تدفن كما يراد لها

السبت - 25 أبريل 2020 - الساعة 02:31 ص

د. لؤي عبدالباري قاسم
بقلم: د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب


كم شدني وألم بي في نفس الوقت ذلك المشهد البطولي لشباب مدينة عدن الابطال في موقفهم الرجولي التلقائي كعزيمتهم وشجاعتهم وقت الحروب والمحن، لقد ذكرني موقفهم هذا وهم يهرولون وسط السيل العارم لإنقاذ الرجل الذي يجرفه السيل أمام أنظارهم وقفزوا كالأسود غير مبالين ولا متداركين خطورة الموقف وماسيؤول إليه الحال معهم، ذكرني هذا الموقف بالضبط وفي مدينة خورمكسر حيث أسكن وكان الشباب من حولنا يعدون المتارس والنقاط بين الشوارع والحواري تحضيرا لمواجهة ومجابهة الخطر الحوثي الذي كان محيط بنا من كل جانب، وكغيرهم من أبناء عدن في كريتر والمعلا والتواهي كان الشباب يهب من منازلهم حفاة عراة حاملين بنادقهم الشخصية والشوارع خالية من كل من قد صرفت لهم العدة والعتاد وكافة المتطلبات من مال وعربات وكغيرهم ممن كانوا معهم ممن نهبوا تلك الأطقم المتبقية في المعسكرات والذخيرة ومستودعاتها، وبعد مغادرة الرئيس من عدن فروا كعصابات الفيد لمناطقهم وقراهم وجبالهم التي قدموا منها لهذا الغرض وليس لأي غرض آخر كما أدعوه للقيادة حينها.
أبناء عدن... هنا يتمحور الموضوع وتكمن الإجابة عن السؤال المتكرر لدى العديد من الدخلاء على المدينة : من هم أبناء عدن !! ولأنهم في الأصل ليسوا بصدد السؤال ولا للعلم بالإجابة عنه بل لعدم الرغبة في أن يكون لعدن أبناء وأهل وأسر وعائلات على مر الزمان.
هولاء الشباب الذين ذكرتهم (ومنذ الأيام الأولى للحرب ومع قدوم الإحتلال الحوثي في عدن) هم أبناءنا أبناء عدن، ومن يرغب في التوسع أكثر لمعرفة إجابة أوضح عليه العودة لكشف طويل بالأسماء للذين تم ذكرهم في الأيام الأولى للحرب وليسوا ممن لفقوا الكشوفات لاحقا وذحروا هولاء الشباب الذين لم يحصلوا على ما يعتقده البعض في القيادة أو غيرها كمخصص منح لأبناء عدن كحق للإنتساب لقوات الأمن والجيش وغيره إسوة ببقية المحافظات، هولاء الشباب الذين نتحدث وبكل فخر عنهم يذكرونني اليوم بهذا المشهد المؤثر بطولة وإقدام وهم يتسابقون لإنقاذ ذلك الغريق والعمل كفريق واحد للمساعدة ومد يد العون لكل المنكوبين في عدن.
الكثير منا وعلى مدى مراحل وسنوات قد توجه لفخامة الرئيس بعدد من المواضيع والمقترحات وغيرها، والذي أعلم جيدا أنه لم يطلع على كلمة واحدة من الرعية من حوله غير ما يقدم له من أوراق للإعتماد فقط..
تعلمنا من التاريخ وعلوم الحياة وأصول المواقف والتضحيات بأن ربان السفينة لابد وان يكون فيها بالسراء والضراء.
نحن في بلد يغرق كالسفينة وربانها غريق في سفينة أخرى.
يرحم الله البلاد والعباد
وهو خير ناصر لعدن.

د. لؤي عبدالباري قاسم