آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 07:17 م

كتابات واقلام


الكلمة الآن عند اليمنيين وحدهم

الأحد - 19 يونيو 2016 - الساعة 08:56 ص

سامي الريامي
بقلم: سامي الريامي - ارشيف الكاتب


الإمارات والسعودية لن تستطيعا إعادة بناء اليمن بأكمله، ولا يمكنهما زرع الثقة والمحبة بين الأطراف المتناحرة منذ سنوات طويلة، فالوضع اليمني شائك جداً، وهو وضع بالغ التعقيد، ومع ذلك فإن جهود الدولتين تتركز حالياً في إعادة جميع المتناحرين في اليمن إلى المسار السياسي الذي يضمن إعادة الهدوء لهذا البلد العربي الممزق، ويضمن دخول كل المكونات السياسية والفئات اليمنية المختلفة، للمشاركة السياسية ووقف العنف والاقتتال. بناء اليمن مسؤولية خالصة لليمنيين وحدهم، وعليهم وحدهم تقع مسؤولية التوصل لاتفاق ينهي الدمار والعنف، وعليهم إدراك أن العمل من أجل المصلحة الوطنية هو لغة العقل التي يجب أن يتحلى بها جميع الفرقاء هناك، فهم حالياً بعيدون عنها، ولا يفكرون إلا في مصالح تكتيكية ضيقة للغاية، والتحالف العربي استطاع خلال الحملات التي شنها توفير أرضية جيدة أجبرت المتمردين على الرجوع إلى المسار السياسي، لذلك فالكرة الآن في ملعب اليمنيين، وهم وحدهم من تقع عليهم المسؤولية في تحمل ترتيبات الفترة المقبلة. الإمارات، ضمن قوات التحالف، أدت المطلوب منها وزيادة، وقواتنا العسكرية أذهلت العالم من خلال قدراتها المتميزة، وأدائها الرائع، قدمت دروساً في التكتيك والتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية بإتقان، ونجحت بشكل مذهل في الإنزال الذي حررت به عدن، والإنزال التالي الذي حررت به باب المندب، كما فاجأت "القاعدة" بحنكة وقوة، وطردته من معقله في المكلا، ذلك المعقل الإرهابي الحصين الذي يشابه إمارة الرقة بالنسبة لـ"داعش"، لم يتوقع أحد أن تدحر القوات الإماراتية إرهابيي "القاعدة" بتلك السرعة، حيث أتقن جنودنا التكتيك ومباغتة العدو وإلحاق الهزيمة الخاطفة به، واستطاع جنودنا البواسل تحرير معظم المناطق اليمنية، وأدوا كل المهام المناطة بهم بشجاعة، وقدموا تضحيات كبيرة، وزفوا شهداءهم إلى مأواهم السعيد، شهداء الواجب والوطن والشرف العسكري. الأهداف المرجوة من العملية العسكرية في اليمن نجحت بشكل فائق، وحققت المطلوب منها وهو إفشال انقلاب الميليشيات الحوثية، وإعادة الشرعية، والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي، وبجاحته في الإعلان عن سقوط العاصمة العربية الرابعة، إضافة إلى السعي إلى عودة المسار السياسي المتفق عليه دولياً، وهذا ما حدث بامتياز. القوات المسلحة الإماراتية أدت دورها القتالي في اليمن بشجاعة ومهنية، وهذا الدور مستمر مع السعودية، حتى إعلان التحالف العربي الذي تقوده المملكة "انتهاء الحرب". والجميع الآن ينتظر الانفراج السياسي الذي يتطلب من اليمنيين مقاربة أشمل، وأن يكون المسار السياسي منطقياً ومعروفاً، وبمنطق اللاغالب واللامغلوب، والوطن هو الأهم، على الجميع أن يدركوا أن المكونات السياسية في اليمن لا يمكن أن تقضي على بعض، ولا يمكن أن ينهي أحدها وجود الآخر، ولن يلغي بعضها بعضاً، مبدأ الإقصاء مرفوض بقدر رفض مبدأ الاحتكام لقوة السلاح ولغة القوة والاستقواء الخارجي. نجاح المسار السياسي بات وشيكاً، وذلك بعد أن نجحت العمليات العسكرية في تغيير المعادلات على الأرض، وتأسيس سليم ومتين لخطوط سير هذا المسار، وخلق أرضية صلبة جداً لتدعيمه، إلا أن الكلمة الآن كاملةً عند اليمنيين وحدهم، فهذه فرصة لا تعوض من أجل إنقاذ البلاد من التشتت والضياع، وإعادة الاستقرار والهدوء للشعب الذي عاني ويلات الحرب وقهر المعاناة.