آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:58 م

كتابات واقلام


التعيين في السلك الدبلوماسي

السبت - 25 يونيو 2016 - الساعة 02:02 ص

د. لؤي عبدالباري قاسم
بقلم: د. لؤي عبدالباري قاسم - ارشيف الكاتب


إن العاملين في مجال الدبلوماسية لدى وزارة الخارجية وبرامج العمل بحاجة ماسة لتغيير جذري ليس بآلية عملها فقط بل بكادرها بدرجة رئيسية، فمن الملاحظ وبشكل عام تدني مستوى وكفاءة العمل الخارجي للدولة وما آلت اليه طبيعة الحال تجاه البلد وعلاقة العالم ومدى معرفته باﻷوضاع الجارية فيه..فقد لوحظ وبشكل جلي ضعف العلاقات الدبلوماسية مع كثير من بلدان العالم وخاصة أوروبا وشرق اسيا وبقية الدول ذات المكانة وصاحبة القرار إقليميا ودوليا ،وذلك لما كان عليه موقفها من الأزمة اليمنية (الحرب القائمة)وخاصة في الجنوب ولم تحرك ساكنا بسبب اﻷداء السلبي للسلك الدبلوماسي بمعظم عناصره وممثليه...فلقد أثبتت بالفعل وﻷئها للنظام السابق (للمخلوع)ومن شاكلته حتى من الجنوبيين منهم في صنعاء ومع صنعاء(مع النظام السابق) ...يجب إعادة النظر في الكيفية التي يتم التعيين فيها للسفراء والبعثة الدبلوماسية بشكل عام،ومنح الكادر الجنوبي اهتمام القيادة عند التعيين،وأن تكون وفق معايير أولها الولاء للوطن ولشرعية القيادة السياسية،واﻹنتماء المتجسد في إنعكاس السياسة الداخلية من خلال العمل الدبلوماسي الفعال بعيدا عن اللهث وراء ترتيبات خاصة وضيقة ﻷ تسيئ للشخص فقط بل وللدولة ﻷن هولاء الدبلوماسيين يمثلون وطن وليس أنفسهم !!! فلقد تناسى الكثير في الداخل والخارج أن الواجب الوطني ليس هو الحصول على الوظيفة وإمتيازاتها فقط بل هو الإرتقاء بالوطن وسمعته وايصال رسالته للعالم الخارجي دون حاجة لدافع أو سبب وإنما واجب وطني مقدس ينطلق من أصل هذا الشخص أو ذاك لخدمة وطنه والبحث عن سبل للدفاع عنه وتقديم طلبات العون والمساعدة وقت الشدائد واﻷزمات... إن العمل لدى سفاراتنا في الخارج إنما هو بمثابة اﻹستشهاد من أجل الوطن ..ففي العمل الخارجي في مجال القانون الدولي والسياسة الدوليه وإن لم تشر اليها القوانين أو اﻷعراف في هذا المجال إلا أنها غالبا ما تكون ذات طابع سياسي خاص له محاذيره وأخطاره وابعاده والتي من المهم جدا اﻹنتباه لها حفاظا على خصوصية العمل الدبلوماسي وبرامجه ومهامه واهدافه وسريته في سفارتنا في ذاك البلد أو غيرها في بلد آخر.....إذا كان التشديد قائم على اﻷداء الوطني للكادر داخليا فإن التشديد لابد وأن يكون مضاعفا وتحت متابعة ورقابة مستمرة من القائمين على وزارة الخارجية ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية بشكل خاص.....أمور كثيرة يجب التنبه لها وأخرى يجب التركيز على توافرها لهذا الكادر أو ذاك من أجل مصلحة العمل الخارجي والتوافق المطلوب بين الكادر والمهام الموكلة اليه...فمن أبرز نماذج الإساءة لدور الدبلوماسية اليمنية هو ماحدث حينها في الانقلاب على الشرعية وفرض الاقامة الجبرية على فخامة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي ومن كان الى جانبه ، وامتدادا الى الحرب المدمرة والكاسحة لمعظم محافظات الجمهورية...ماذا عملت البعثة الدبلوماسية اليمنية حيال ذلك وكيف عبرت للعالم من مواقعها وتمثيلها لليمن هناك ؟؟! لم تقم دبلماسيتنا ولا حتى بتنظيم فعاليات بسيطة تعكس فيها واقع الأحداث وحجم الدمار وعدم مشروعية الانقلابيين في كل ماقاموا ويقومون به حتى اللحظة. وزارة الخارجية ولسنوات طويلة ترهلت كادراتها وأهملت كثير من واجباتها واغفلت للكثير من برامج اعمالها، ومثالا آخر على أداء كادراتها هو موضوع العلاقة والتعامل مع الجالية اليمنية في معظم بلاد العالم فهي تشكي سوء تعامل الطاقم الدبلوماسي (اليمني)لها في هذه البلدان...بل البعض يحبذ تعامل المؤسسات في تلك البلاد على موظفي خارجية بلاده الذين يسيئون أكثر مما يحب عليهم عمله خدمة ﻷبناء وطنهم بل والبعض منهم حتى يتجاوزوا ذلك في إقتصاص مبالغ من إستحقاق أبنائنا الطلاب الدارسين هناك أو طلب أتاوات ومبالغ غير مستحقة ﻷجل تسهيل لمعاملة ما من ظمن واجبات هولاء الدبلوماسيين في تلك السفارة في ذاك البلد !!!! أمور كثيره وسلبيات أكثر غلبت على المشهد الخارجي لوزارة الخارجية على مدى سنين طويلة ولم يأت هذا الفساد من تلقاء ذاته (كفيروس مرضي)وإنما هو إنعكاس للسياسة الفاسدة (في الداخل) طوال الفترة الزمنية من تاريخ النظام السابق...يجب إعادة النظر ووضع خريطة العالم نصب اعيننا وكشف بأسماء وسيرة أشخاص اكفاء وغيورين على وطنهم وولائهم يكون فقط له وللقيادة التي اولت ثقتها فيهم ....فعلى القيادة إختيار الافضل لهولاء السفراء وغيرهم ممن سيعمل معهم على أساس رفع اسم وسمعة الوطن عاليا. د.لؤي عبدالباري قاسم صالح. كلية الحقوق- جامعة عدن-