آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 12:00 ص

كتابات واقلام


مظاهرة ام معايدة؟

الأحد - 10 مايو 2020 - الساعة 07:00 م

شهاب الحامد
بقلم: شهاب الحامد - ارشيف الكاتب


قرب العيد والناس تشتي تباتيك العيد، والإنتقالي قفل البزبوز واتجه الى اصلاح ما خربته الشرعية من مؤسسات حيوية وخدمات اساسية في عدن منذ 5 سنوات حتى لا تقوم للجنوب قائمة ..
التظاهر لو كان لاجل "الخدمات" كما يدعي البعض لما انتظروا حتى تولى الانتقالي المهمة باعلانه الادارة الذاتية ، بل لخرجوا في مقدمة المتظاهرين الذين اسقطوا بن دغر من رئاسة الحكومة بدلا من اتهامهم بانهم اسقطوا جنوبي ليأتوا بمعين الشمالي بدلا عنه ، أي انهم كانوا ومازالوا يدافعون عن سياسة بن دغر الممنهجة في تعطيل الحياة واهدار المال العام على الناشطين والناشطات .

هؤلاء هم من يطلبون من الانتقالي ليل نهار ان يتحمل المسؤولية وحده او يترك الشرعية تعمل وحدها ، ومع ان الشرعية تعمل بدون موانع او عراقيل حتى اللحظة في باقي المحافظات الجنوبية المحررة الا ان حال تلك المحافظات اسوأ من عدن بكثير ولم نسمع ان دعى احد من هؤلاء الى التظاهر الا بعد ان تحمل الانتقالي المسؤولية على عاتقه كما كانوا يدعونه لذلك .

الخلاصة:
ان الدعوة للتظاهر في عدن اليوم هي دعوة للتظاهر ضد الانتقالي والارادة الذاتية للجنوب ، فاذا كان هؤلاء يريدون جنوبا حرا مستقلا بالفعل كما يتقوّلون ، فلماذا يرفضون مهمة الانتقالي في سقطرى على سبيل المثال ؟

واذا كان هؤلاء يريدون تحسين الخدمات في عدن كما يدّعون فليدعموا الإدارة الذاتية للجنوب ويمنحوا الانتقالي الوقت الكافي لحصر وضبط الموارد المحلية وتسخيرها للخدمات واصلاح ما افسدته سياسات الحكومات المتعاقبة منذ (بحاح وبن دغر ومعين ) وليكونوا عونا له بدلا من رفض هذه الخطوة والدعوة للتظاهر ضدها قبل ان نرى ثمرتها .

سبق ان دعا كبارهم لمظاهرات مماثلة وهم يتحكمون بالدولة في عدن ويتبجحون بالقوة والمال والقرار بل ومصائر الناس وافرغت لهم ساحة العروض اكثر من مرّة ليستعرضوا قوتهم فخابوا وخسروا امام شارع المعلا ، فكيف بهم اليوم سيفلحوا في زمن الكورونا والحميات القاتلة وقد اختاروا ساحة البنوك المخصصة في السابق لتجمعات حزب الاصلاح ورفاق تمباكي، والتي لم تهتف للجنوب يوما ، فاستعادها الانتقالي منهم باستعادة امجاد البنك الأهلي العتيد ليكون خير مستودع لحفظ الأمانة كما كان في الزمن التليد ، ولهذا نجد اختيارها اليوم للتجمهر هو اختيار سياسي لاعلاقة له اطلاقا بمعاناة الناس في عدن ، بل هي معايدة للعالقين في الرياض وعمان وتركيا.

حفظ الله عدن واهلها الطيبين من كل مكروه ، وخذل كل من اراد بها وبأهلها وبتاربخها وحضارتها ومدنيتها سوءاً .

شهاب الحامد