آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 03:06 ص

كتابات واقلام


هل أخطأت السعودية في تنفيذ إتفاق الرياض؟ عادل المدوري

الأربعاء - 13 مايو 2020 - الساعة 11:02 م

عادل المدوري
بقلم: عادل المدوري - ارشيف الكاتب


هل أخطأت المملكة العربية السعودية في إدارة تنفيذ إتفاق الرياض الموقع بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، كونها قائدة التحالف والضامنة لتنفيذه ؟! فالسعودية لم تفعل شيء طوال الستة الأشهر من توقيع الإتفاق، على الرغم من التواجد والسيطرة على الوضع والقبول الذي تحضى به بين الطرفين، إلا أنها تعاطت بشكل ناعم مع سلوكيات الحكومة اليمنية المعرقلة حتى أصبح الإتفاق مهدد بالإنهيار.

قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف أن السعودية أعتمدت سياسة النفس الطويل، وحرصت على البقاء على مسافة واحدة من الجميع، وحاولت إعطاء الفرصة لإبداء الأطراف الموقعة رغبتهم الذاتية في تطبيق الإتفاق، والسبب أن السلام الحقيقي خصوصاً في الحروب الأهلية إذا لم تتوفر الإرادة الحقيقية للسلام من قبل الأطراف المتصارعة، فلن يتحقق السلام من خلال فرضه بالقوة.

لكن المأخذ على السعودية أنها سكتت وتجاهلت الوضع الإنساني في الجنوب، وسكتت على قطع المرتبات على المقاتلين الجنوبيين في الجبهات المشتعلة ووصل الأمر إلى قطع التغذية والدعم العسكري، ناهيك عن الأوضاع الإنسانية والخدمية مثل الكهرباء والماء التي قطعت كلياً على العاصمة عدن ومعظم محافظات الجنوب، وأزدات الأوضاع سوءاً مع كارثة السيول ووباء كورونا، وصلت عدن إلى مرحلة إما القبول بالموت أو المواجهة مهما كانت النتائج.

وصل الحال ببعض الجنونيين إلى القول بأن إتفاق الرياض كان مؤامرة تستهدف القضية الجنوبية والإنسان الجنوبي، نتيجة إعتماد الحكومة لنهج مغاير لمنهجية إتفاق الرياض، فبدلاً من إنسحاب القوات القادمة من مأرب، تم بعد التوقيع على الإتفاق إستقدام تعزيزات من مأرب، وبدلاً تعيين مدير أمن ومحافظ لعدن تم إستبعاد مدير أمن العاصمة عدن اللواء شلال شايع وترك المنصب شاغراً فتردى الأمن وغاب المحافظ عن الواقع، وبدلاً من تشكيل حكومة وتحسين الاوضاع، الحكومة ماطلت وتهربت وقدم البعض إستقالاتهم وتعطلت معظم فروع الوزارات وتردت الأوضاع، وبات المواطن الجنوبي يرى سلبيات إتفاق الرياض أكثر من إيجابياته.

الجنوبيون يقدرون الدور الذي تلعبه السعودية، على الرغم من محاولة إعلام الإخوان المغرض إستهداف العلاقة بين الجنوبيين والسعودية، ومحاولة إثارة سخط أبناء الجنوب تجاه السعودية، من خلال تصوير الموقف السعودي على أنه موقف داعم لكل أعمال وزراء الحكومة اليمنية العدائية بالجنوب، لكن على المستوى الشعبي تحضى السعودية بحاضنة شعبية كبيرة وبحب وتقدير كبير من كافة أبناء الجنوب ومشروعهم العربي بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، عكس المحافظات الشمالية.