آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 01:32 ص

كتابات واقلام


انور خالد مناضل من زمن الرجال !

يصادف اليوم 16 مايو الجاري الذكرى العاشرة لوفاة احد الرجال الافذاذ الذين قدموا بتجرد واخلاص الكثير من عمره وجهده ووقته وبذل التضحيات في سبيل القيم والمبادئ والمثل القويمة والصحيحة المغروسة في وجدانه وكيانه منذ الصغر ، تربى وترعرع عليها ونهل منها وظل وفيًا ومتمسكًا بها في وقت الكثير من امثاله انحرفوا عن الطريق القويم طريق العدل والحق وتنكروا لتلك القيم وللمثل الجميلة وساروا في متاهات الاغواء.. والنفاق.. والالتواء والأطماع.
انور خالد مناضل وطني نزيه مثل عشرات المناضلين كان ضمن ومن القيادات المؤسسة للجبهة القومية لتحرير الجنوب وشارك في مواتمرات خمر وجبله وترأس مؤتمر الخريجين للجنوب قبل الاستقلال وهو احد مناضلي حركة التحرير واستقلال الجنوب الاول واعتقل لمواقفه المناهضة لطروحات عبدالفتاح اسماعيل عام 66 من قبل الامن الوطني للنظام القبلي في ج ع ي والحكومة في الشمال حينها،
مات عفيفا وبهدوء وصمت في العام 2010 في منزله بمدينة خورمكسر وسط اَهله وأسرته وزوجته التي ظلت معه والى جانبه وازرته الى اخر لحظة وشاركته كل معاناته وتحملت تربية أولاده وتنشيئتهم اثناء اعتقاله ..مات بين أسرته التي رعاها وسقاها من نفس النهر الصافي النقي الذي شرب وتشرب منه نهر الصراحة والاعتماد على النفس والعلم والعمل والسلام والتعايش وحب الناس وخدمتهمً وحب الوطن والموقف والرأي النقي الخالي من المصلحه والكلمة الصادقة ومواجهة الانحراف والظلم والفساد دون خوف وعدم السكوت على الباطل والخطاء مهما كان شراسة وتغول وقوة من وراءه وسط هذه القيم الحميدة والمعاناة والبيئة .

ربى أولاده حتى أوصلهم الى بر الأمان واصبح منهم الطبيب والطيار والمهندس برغم ما واجههم من تعسف وغبن وابعاد وحرمان من الحقوق حيث لم يعط مايستحقه بل أودع السجن في عام69 بعد خطوة 22 يونيو بسبب آرائه وظل معتقلا فترة ووفيا لوطنه ومبادئه ولم ينحرف حتى عُين مندوبًا دائما في منظمة الزراعة الفاو في إيطاليا وعُين قبلها في وزارة الزراعة وكيلًا وابعد عن هذا المنصب وقبلها تعين في مركز الأبحاث الزراعية الكود محافظة ابين ، المركز الذي كان الاول في الشرق الأوسط اصبح اليوم اثرا بعد عين وتم تجريفه وتدميره ونهبه ونهب مزارعه بشكل متعمد من قبل النظام البائد بعد اجتياح وعدوان تحالف الشر والنهب في 7/7-94 بل وتشريد كوادره (وطعفرتهم)!مثلما حدث مع كل الكوادر في كل المواقع والوزارت والمراكز والمصانع والمؤسسات الناجحه التي كانت قائمة في الجنوب بل وتم القضاء على مشاريع و مزارع نجاحه في محافظات كبيرة وواعدة مثل ابين ولحج وحضرموت ومصانع مثل الأسماك التونه والطماط والغزل والنسيج وغيرها.

ليس أنور خالد فحسب بل هناك العديد من الوطنيين المناضلين المخلصين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن المنسيين اليوم وغادروا هذه الحياة الفانيه بشكل او باخر غادروها بصمت امثال علي صالح عباد وقائد علي صلاح واحمد علي مسعد وفريد بركات وبدر باسنيد وراقيه حميدان وعلي عبد المجيد واللواء علي ناصر هادي وعبدالرزاق شايف وهذا الرجل انور محمد خالد ولم يلتفت لهم في حياتهم اكان من رفاقهم وزملائهم في النضال او من الدولة وها قد رحل وغادر هذه الدنيا الكثير منهم ولكن التاريخ لا يغادر ومسجل في صفحاته للأجيال كل شي حتى مواقف من تنكروا لرفاقهم وزملائهم اكان لطمع في مكسب وجاه او سلطة آنية او بسبب المندسين والحاقدين واعداء النجاح وبطانة السوء الذين كانوا السبب في نخر الدول وتدمير الأنظمة وانهيارها بسبب افعالهم في محاربة وإقصاء الشرفاء والكفاءات وأهل الرأي السديد .
علمًا ان قدر الناجحين والكفاءات والمخلصين ورجال المواقف والرأي انهم دايما مايواجهوا بالطفيلين والمتسلقين والحاقدين والفشله ولكنهم لاولم يهنوا او يلينوا وصمدوا على رأيهم ومواقفهم وعانوا ودفعوا الثمن ومنهم انور خالد الذي ظل معدنه مشعا حتى رحل ولم يكن هو -متطفلا ولامسجلا في قوائم او كشوفات المرتبات الحرام وغيرها المسموع عنها -واخرين مثله رحلوا بضمير مرتاح ونقي —صحيح انهم لم ينصفوا ويعطوا حقهم في حياتهم -ولكنهم عند ربهم يرزقون ومسجلين في صفحة التاريخ البيضاء وستذكرهم الأجيال القادمة مثلما الكثير من صناع التاريخ والمجد رحمهم الله جميعا واكبر مثال ها نحن اليوم نستعيد ذكرى انور خالد كرمز -رحمه الله والسلام على روحه -وامثاله من الطيبين والرجال الأنقياء الناصحين ، يتذكرهم بكل فخر واجلال وتقدير كل الشرفاء والخيرين مما هم على نفس الطريق سائرون مما لا زالوا حاملي مشاعل العدل والحق والحريه في هذا الزمن الصعب حتى تعود البسمة للناس والارض لاهلها وينزاح الكابوس ويشع نور فجر الحرية والحق والعدل والسلام والمساواة للجميع في كل ربوع الوطن وليس ذلك على الله وعلى ذوي العزم والرجال ببعيد ونراه قريب قريب انشاء لله برغم كيد الطامعين وحقدهم وتماديهم وارهابهم وقطرهم وتركهم واخوانهم وتكالبهم ،ولله الامر من قبل ومن بعد!
بقلم السفير الدكتور محمد صالح الهلالي مايو 2020M