آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 10:26 ص

كتابات واقلام


رسالة العيد لأهلي في عدن

الأحد - 24 مايو 2020 - الساعة 09:26 م

وعد أمان
بقلم: وعد أمان - ارشيف الكاتب


أصدقائي الأعزاء أبناء حافتي حافة القطيع الشهيرة.. كم انا سعيد ان اكون بينكم متواصلا بإستمرار في ذهابي وإيابي متنقلا بينكم رغم ظروف التباعد الإجتماعي التي فرضتها قسرا جائحة كورونا ولكننا رغم ذلك نفذنا الإجراءات الاحترازية و الوقائية ولكن دون أن نقطع صلتنا ببعض ونكون متباعدين حد التشوق للقاء وكان الله عز وجل معنا يحفظنا من كل مكروه ويجنبنا جائحة (كورونا) وجائحات أخرى كثيرة تميزنا او ميزتنا عن بقية دول العالم.

ثلاثون يوما هي أيام مباركات في الشهر الفضيل التي عصفت بها ظروف صعبة لم نألفها ولم نعمل لها حساب لعل اشدها وطئة تلك التي بدأت في أول أيام شهر رمضان بأمطار غزيرة تحولت إلى سيول جارفة اغرقت بيوتنا وشوارعنا وخلفت وراءها اوبئة وطين ممزوج بمياه المجاري، صمدنا كثيرا في وجه هذه الكارثة وضعنا ايدينا في أيدي بعض تآزرنا وعملنا دون كلل او ملل حتى تجاوزنا هذه الكارثة،

واجهنا في نفس الوقت انقطاعات الكهرباء التي تجاوزت 16 ساعة في اليوم الواحد في هذا الصيف الحار ولازلنا نقاوم ونصبر ونضبط النفس، انقطاعات المياه ونضوبها في أنابيب ساخنة من شدة حرارة الشمس ومع هذا لم ينفذ صبرنا ونحن صائمون بطوننا خاوية وجوهنا شاحبة أجسادنا مبللة بالعرق افواهنا يابسة صدورنا تكاد تتوقف عن الزفير والشهيق ومع ذلك كانت إرادتنا وإيماننا بالله عز وجل أقوى من كل هذه الظروف والجائحات،

مرت الأيام خلال شهر رمضان كنا نحسبها بالثواني ونحن نتطلع ليوم آخر ينقضي ليس لأننا نريد انقضاء الشهر الذي انتظرناه بفارغ الصبر، بل لان المنغصات المفتعلة والكوارث الطبيعية كانت أكبر من طاقة ما يتحملة البشر.

واليوم طلع الفجر وبزغت الشمس وامتدت خيوطها مع إشراقتها في أول أيام العيد وقد ترامت إلى مسامعنا تكبيرات العيد من كل مآذن مساجد المدينة، انتظرنا ان تعود الكهرباء والمياه لنحتفل بالعيد كما في كل عام وفجئة سمعنا أصوات الأطفال تتعالى فرحة:"عادت الكهرباء" "لصت لصت" وبعدها سمعنا زغاريد النساء وهن يرددن:"اجى المي اجى المي" وبدأنا نحتفل بالعيد بلباسنا الجديد.