آخر تحديث :الثلاثاء - 23 أبريل 2024 - 06:12 م

كتابات واقلام


مشروع الميسري

الثلاثاء - 26 مايو 2020 - الساعة 11:09 م

محمد انور
بقلم: محمد انور - ارشيف الكاتب


سمعنا اسطوانة ترددت كثيرا بأن الشعب وخاصة عدن واهلها يحبون أحمد بن أحمد الميسري وزير الداخلية في حكومة الشرعية ، الحب ما يأكلش عيش مثلما يقول المثل ، لكن نحن نعرف من هو الميسري وكيف داع صيته في الآونة الأخيرة بالتحديد .

تعالو معي قليلا لنعود بالذاكرة للوراء عندما كان عفاش في سدة الحكم رئيسا لليمن غازيا للجنوب و محتلا للعاصمة #عدن ، كان الميسري أحد رجالات عفاش مثله مثل غيره المتواجدين في حكومة الشرعية الحالية ، وبعد ثورة 2011م جاءت المبادرة الخليجية وانقسم المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم إلى جزئين جزء رفض تسليم السلطة سلميا ورفع سقف الدخول في حرب أهلية وجزء أخر يضغط لتسليم السلطة و تقاسمها مناصفة مع أحزاب اللقاء المشترك وتنصيب هادي رئيسا لليمن خلفا لعفاش فجاءت المقولة الشهيرة لن نسلم السلطة إلا لأيادي أمينه ، فتسلم هادي السلطة في 22/ فبراير 2012م ليعلن هادي بعدها مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء ، وهرول الميسري ومن معه لتأييد حوار صنعاء رغم الرفض الشعبي الذي قابله في #الجنوب من أبناء جلدته بل #ابين انتفضت ورفضت هذا الحوار الهزلي و حشدت للعاصمة عدن كل هذا لم يثني الميسري من الاستمرار هو وغيره من ذئاب السلطة في ذلك الحين من الجنوبيون .

انتهاء الحوار الشكلي وفشلت مخرجاته و مع اعلان خارطة الطريق والدستور الاتحادي من ستة أقاليم ، انقلب عفاش والحوثي على الحوار وهذا يذل على ان ما بنيا على باطل فهو باطل ، بينما للجنوب وشعبه كان له موقفا واضحا ومشروع وطني يرفض الانتقاص منه أو التحايل عليه بأي شكل من الأشكال سواء بالأقاليم أو مناصفة السلطة .

على العموم حاصر الحوثيين هادي ورجاله ووضعوه تحت الإقامة الجبرية ، و هرول الميسري مجددا لعدن وأنا بالتحديد أتذكر قدومه لساحة الاعتصام المفتوح في ساحة العروض خور مكسر باحثا عن الهيئة الاشرافيه للاعتصام برئاسة الشيخ حسين بن شعيب آنذاك وكنت أنا مديرا للبرامج في وقتها ، اجتمع الميسري ومن معه بالهيئة الاشرافيه وكنت حاضرا ليقول كلمات اسعدت قلوب كل الحاضرين لكن سرعان ما نقضها ، دعوني اخبركم ماذا قال الميسري ، " اخوتي في الحراك الجنوبي السلمي بكل فصائله المناشدة بالتحرير والاستقلال نبلغكم تحيات الرئيس هادي ونحن من اليوم سنكون معكم في طريق واحد لا رجعة لنا لصنعاء ابدا ، وكما تعلمون بأن الرئيس محاصر وان رجع لعدن سيلحق بعده الحوثيين ، لابد من قتالهم والدفاع عن الجنوب ، كانت كلمات عاطفية وكل من في الاجتماع كبر وقال نحن لها وعملنا خيمة للرئيس هادي في الساحة اذا تذكرون موقعها بجانب خيمة اللجنة الإعلامية .

الأهم من ذلك كله نزل هادي لعدن بنفس التاريخ الذي تم تنصيبه في 22/ فبراير ، ودعاء اشرافية الساحة ليقول كلمات حماسية أقوى من كلمات الميسري ، تأملوها معي " انا بكم قوي يا أبناء الجنوب وأنتم معي ستكونوا أقوياء ، الحوثيين سيلحقون بعدي انتم والشارع الجنوبي ستقاتلوهم ورجالي معكم وأنا سأكون الغطاء السياسي لكم " .

بعدها أعلن الحوثي وعفاش اجتياح الجنوب و أعلن هادي #الميسري قائد للمقاومة الشعبية وكان حبتور و المجيدي ومن على شاكلتهم يخططون لتسليم عدن للمشروع الفارسي الايراني و للوكلاء في صعدة وصنعاء ، وعندما اقتربت جحافل العدوان الحوثي عفاشي على حدود عدن كان هادي و الميسري أول الهاربين و تاركين عدن و أهلها يواجهون مصيرهم لوحدهم .

الميسري و قفزاته الغريبة من مركب لأخر و تقلبات مبادئه مريبه عندما يكون خارج السلطة جنوبي للعظم و عندما يكون في السلطة وحدوي متطرف و اخيرا اصبح معارض للجميع لاعبونا ولا بعطل لينتهي به المطاف و ارتمى في احضان تركيا وقطر .

الشاهد من حديثي هذا وتقلبات الميسري وعدم استقراره على خط سير واحد و التخبط السياسي في اختيار الهدف الاستراتيجي جعله شخصية مثيرة للجدل ، سياسي مشاكس لا يحمل مشروع وطني لكي نتبعه أو نقف معه و نؤيده ، لأنه كما تعلمون بأنه في علم السياسية لا مكان للذهاب للمجهول لابد من مشروع واضح المعالم له أهداف ومبادئ وتخطيط استراتيجي لنيل الهدف العام ، وهذا لا يوجد في جعبة الميسري ابدا .

استغل الميسري المال السياسي ونفوذه كوزير للداخلية في الحكومة الشرعية بطريقة سيئة وقام بتوظيفها لصالحة من خلال شراء الولاءات واستغلال حاجة الناس للوظيفة والراتب حيث قام بعسكرتهم و تجنيدهم تحت كنفه والخوض بهم في معركتين خاسرتين مع الجنوبيون في احداث يناير واغسطس الماضي وخروجه عن النص السياسي جعله يخسر التحالف العربي وتسبب بخروجه من المشهد السياسي اليمني ، ليتجه نحو المجهول مجددا ، ويتحالف مع الاخوان المسلمين لتنفيذ اجندة المشروع العثماني التركي القطري دون اي حسابات غير الانتقام ورد الصفعات التي تلقاها في معاركه الأخيرة .

نريد تبسيط المسألة أكثر للقارئ هنالك ثلاثة مشاريع تتصارع في جنوب جزيرة العرب وهي على النحو التالي :
المشروع العربي والذي يقوده التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية و حليفهم الاستراتيجي على الأرض #المجلس_الانتقالي_الجنوبي ، كون الجنوب عربي الأصل و المنشئ من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا جزء لا يتجزء من الخليج العربي ، وهذا معلن في ادبيات المجلس الانتقالي واضحا و جليا في كل بياناته السياسية ، ونحن كجنوبيون لن نكون الا مع المشروع العربي .

اما المشروع الثاني هو الامبراطورية الفارسية وولاية الفقي بقيادة إيران و حليفها في اليمن #الحوثي ومعهم عفاش قبل الخلاف والدخول في القتال الذي جعل الأخير في ثلاجة الموتى لم يدفن ولن يحفر له قبر حتى اللحظة ، وايضا لا ننسى شركائهم من الجنوبيون أمثال الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد و عارف زوكا و حبتور و القنع وحسن زيد بن يحيى والقائمة تطول ، كل هؤلاء يصفون مليشيات الحوثي وعفاش الغازية للجنوب وعدن في حرب 2015م بأنهم الجيش الوطني واللجان الشعبية تقاتل مليشيات هادي والقاعدة وداعش في الجنوب ، ولكم أن تبحثوا فهناك مقالات في صحيفة الشرق الاوسط ومقابلات تلفزيونية لكل من ذكروا وهم يتباهون بانتصارات الحوثي و عفاش و اجتياح الجنوب الحبيب للمرة الثانية .

أو المشروع الثالث الا وهو الامبراطورية العثمانية بقيادة تركيا وقطر و حليفهم الاستراتيجي #حزب_الاصلاح الاخوان المسلمين جناح اليمن ومعهم شركائهم من الجنوبيون الميسري و الجبواني و صلاح باتيس و اسماء كثر تعرفونها أكثر مني والذين يصفون القوات المسلحة الجنوبية #الجيش_الجنوبي بمليشيات الانتقالي المدعوم امارتيا في كل وسائل اعلامهم الرسمي .

مقارنة بسيطة او تشبيه ان صح التعبير بين حلفاء المشروع الفارسي و العثماني من الجنوبيون الموالين لهم ، يكاد حالهم مثل حال أنطوان لحد في #لبنان كان شريكا للمشروع الصهيوني وسلم لبنان للاحتلال الاسرائيلي ، فما كان حاله بعد ذلك ، حيث أصبح صاحب مطعم في تل أبيب مهان دليلا ، فهذه مكانة كل من يبيع أهله ووطنه للعدو ، خشيت في السابق بأن يكون مصير حبتور مالكا لمطعم في مدينة #قُم أو #طهران الايرانية ولكنه أكتفى بأن يكون مكسورا دليلا في #صنعاء ، وهذا ما أخشاه اليوم يا ميسري بأن تصبح صاحب مخبازة في #انقرة أو #اسطنبول التركيا مثل مخلافي تعز .

رسالتي لمحبي و معجبي و مريدي وانصار أحمد الميسري نريد منكم برهان على المشروع الذي يحمله الميسري هل مع تطلعات شعب الجنوب ، وان يفصح عنه رسميا ببيان أو مؤتمر صحفي وتنشر ادبيات المشروع عبر الانترنت لكي نعرف راسه من رجوله ، وليكون الوجه من الوجه أبيض مثلما يقولو الحكماء ، كما نشر المجلس الانتقالي الجنوبي ادبيات مشروعه دون استحياء وبقية المكونات كذلك ، هذا ان كان الميسري صاحب مشروع بالفعل ، فإن كان كذلك نريد أن نقرأ في أول أهدافه هذه النقطة المهمة والتي لا حياد عنها ، لنكون في مقدمة الصفوف معه و رصاصة في بندقه يضرب بها حيث يشاء .

النقطة أو الهدف هو كالتالي ، نحن مع خيار شعب الجنوب العظيم في نيل التحرير والاستقلال الناجز وبناء دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة من المهرة شرقا حتى بوابة باب المندب غربا على حدود ماقبل وحدة مايو 1990م المشؤومة ، دولة جنوبية فدرالية قائمة على العدالة والمواطنة المتساوية والنظام والقانون ، دولة جنوبية مستقلة مبنية على المؤسسات والحكم للكفاءات ، دولة جنوبية ترفض التطرف والارهاب والمناطقية والعنصرية ، دولة جنوبية تقبل الاخر ، وطن جنوبي بكل أبنائه ولكل أبنائه ويتسع للجميع .

اذا تم ذكر هذه النقطة ابشروا برفع أكبر صورة للميسري في عدن وطباعة جرامات بصور الميسري و تلصيق بوسترات عليها صورة الميسري و هاشتاج #كلنا_الميسري
#جنوب_عربي_بالصميل ، على حسابي الشخصي ، وسأكون أول المناصرين له في كل ساحة وميدان ، لكنني أعلم بأن ذلك لن يتحقق للأسف ، رغم أن الانتقالي فاتح دراعيه لكل جنوبي ويقول تعالو لنبني الجنوب الحبيب معا .

إلى هنا وقد انتهى الكلام ، وعلى محبي الميسري نشر مشروعه في قادم الأيام ، لنخوض معه الحرب والسلام ، لكنني أعلم بأن مشروعه عبارة عن أوهام ، فتحياتي لكم من هذا المقام .

بقلم / #محمد_أنور_العدني
26/مايو/2020م