صرف العملات
مجتمع مدني
كتابات
فريق التحرير
من نحن
إتصل بنا
الرئيسية
اخبار عدن
أخبار وتقارير
تحقيقات وحوارات
منوعات
محافظات
عرب وعالم
إجتماعيات
قضايا
رياضة
ثقافة
صرف العملات
مجتمع مدني
كتابات
فريق التحرير
من نحن
إتصل بنا
آخر تحديث :
الجمعة - 19 ديسمبر 2025 - 11:21 ص
كتابات واقلام
عدن .. خواطر عابرة
الأحد - 31 مايو 2020 - الساعة 01:35 ص
بقلم:
محمد علي محسن
- ارشيف الكاتب
تابعونا على
تابعونا على
١
عدن ، مثار دهشة وفضول ، وفي الوقت عينه مدعاة للحزن والبؤس ، فما من مدينة في الدنيا إلَّا وتنحت في ذاكرة زائرها اشياء من سحرها- وايضًا– من قبحها.
المؤسف أنَّه وبمضي الوقت تتوارى الذكريات الجميلة والمدهشة مطوية في تابوت النسيان ، أمَّا القُبح والخوف والحزن فتشغل حيزًا لها في الذاكرة البعيدة ، ما يجعلها طاغية في بروزها وحضورها .
أيها المُتعبُون من عناء البحث عن عدن في هوية السالكين والساكنين على حدٍ سواء ؛ عدن ستجدونها في وجوه أطفال الأحياء الفقيرة ، وفي روح الإنسان الفائضة بالطيبة والألفة والمحبة ، وفي محيأ وهندام رجل السير الواقف في هجير الصيف .
ستعثرون عليها في نظام يُحترم من الجميع ، وفي صنبورة المياه ، وبرَّاد المطبخ ، ونظافة الحي ، وصيرورة تيار الكهرباء ، وقبل هذه جميعًا ، سلام وأمان وتعايش وتسامح ، فدون هذه الأشياء لا معنى لعدن أو سواها من الأوطان .
فما قيمة المكان من دون مهجة جذلة ؟ وما أفضلية جبل شمسان المنيف أو تلال حُقَّات أو شطآن صيرة والغدير ؛ من دون مصافحة عينيك لوجوه مسفرة مشرقة .
فهذه مجتمعة لا تضاهي ضحكة جذلة بالامنيات ، كما ولا تماثل نظرة شغوفة بالأحلام ، ففي العينين تسكن سعادة وبؤس المدن والناس ..
تساءلت وبحسرة وحيرة المُحب : هل هذه هي عدن التي شغفت الأفئدة وأسرَت الألباب ؟ وهل هذه هي أحلام أهلها المنافحين زمنًا طويلًا لأجل الحق والكرامة والمساواة والحرية والتسامح والرفاهية ؟ .
وماذا بقى هنا من إرث الرجال العظام الحالمين بكونية الإنسان ؟ وأين توارت وجوه ثارت ردحًا على الظلم والاستعباد ؟ وكيف طغت واستبدت ألسنة لاهجة بالشوفينية والرجعية واللصوصية والانتهازية والنفاق ؟
فشتان ما بين الوجهين ؛ فوجه يمنح المكان وهجًا من نزاهته وكفاحه لأجل غايات نبيلة وعادلة ؛ ووجه اخر يغشي ضوء النهار بسخام البارود والمصفحات .
فكيف ضاق المكان بقصائد الفضول ، وفؤاد نجم ، ودرويش ، والصريمي ، والقمندان ، والمحضار ، والجابري ، والديلمي ، والبردوني ، وسبيت والارياني ، ولطفي أمان ، والشيباني وووووو ؟ .
وكيف باتت زوامل " داعش " و " القاعدة " و " الحوثي " و من على منوالهم ، طاغية ومستبدة تشنف لها أذني اغلب الشباب التائه ؟ وكيف هاجرت اصوات بلفقيه ، وأيوب ، وفيروز ، والمرشدي ، والعطروش ، وبن سعد ، وأحمد قاسم ، والسِّمة ، وأحمد فتحي ، والآنسي ، والكبسي ، وعبد الباسط ، وفيصل ،والعزاني ، والحداد ، والزيدي ، وأمل كعدل والقائمة لا تنتهي من القامات الفنية والوطنية .
فهل هذه هي عدن الواقفة الآن بوجه الزمن الصاخب والعابث وبلا حيلة أو وسيلة ؟ فحتى إنارة العم " اديسون " المضيئة لأكواخ الفقراء ومخيمات المشردين وفي كافة بقاع الدنيا ، صارت ترفًا ارستقراطيًا لا ينعم به غير الميسورين والفاسدين ؟ .
عدن جوهرة ، ولكن في سوق الودق والتنجيم والمزايدة؛ لا فرق هنا . كما وعدن حسناء فاتنة ، ولكنها شاخت وهرمت أو قولوا إن شئتم : ماتت حسرة وندامة على عمرها الضائع أو في انتظار عاشق متيم لم يأت .
نعم ، عدن وئدت منذ زمن بعيد ، وتحديدًا حين أستبد فيها الصوت الواحد والرأي الواحد والقائد الواحد ، فمن وقتئذ لا مكان فيها لغير الولعين بالمغامرات النزقة والمجنونة ، كما ولا متسع فيها لغير تكرار الخيبات والتجارب الفاشلة المنهكة ؟! .
٢
سألت بحيرة وعفوية : لماذا المدينة ورئتها " البحر " بلا عشاق .. بلا رواد ... وبلا ضجيج أو هدير؟
فجاءت الإجابة صادمة ومفزعة : إنَّه " القات " ، اخذ القلوب وسلب الجيوب .. وإنَّها الخطوب ؛ استوطنت المكان فأزهقت مهج الرجال والنساء ، كما واصابت أبدان القوم ونفوسهم بالهزال والرعب ، كاسية أياها بقترة وغبرة قوم عاد وثمود .
وبرغم هول " كورونا " وما تسبب به من ذعر وهلع ووجم ، غفل النَّاس مأساة أشر وأخطر من كورونا والحُمَّيات ؛ فلا أحد يحدثك عن سوق نخاسة لا يتوقف عن بيع فلذات ألاكباد لساحة وغى طال أمدها ،وعن تجارة وتسويق الأوهام بالجملة ، فكلما علت تجارة النخاسة والأوهام زادت أرباحها شراهة .
لا أحد يمكنه القول إن عدن التي نعرفها ذهبت ورحلت وماتت قهرًا وحزنًا ، أو أن عدن التي نراها ونعيش فيها باتت غريبة وأسيرة لجحافل التتار والبعوض والذباب والحمَّيات الوائدة لما بقي فيها من عزة وحياة .
كان هواءها بلسمًا طيبًا ، والعيش فيها أمنية كل إنسان يروم للتحضر والتسامح ، فماذا عساي أقول عنها وقد استفحلت فيها مظاهر التخلف والردة والفقر والموت ؟ وماذا سأقول وقد وقفت خائرة لا تقوى على مكافحة البعوض والذباب والجوائح الفتَّاكة بمهج صغارها ونسائها ورجالها ؟.
وكيف سيكون للكلام معنى ودلالة وقد غرقت المدينة بشبر ماء مطر ؛ فكيف إذا ما هاج اليَّم أو فاضت أمواجه العاتية بسبب زلزال تسونامي ؟.
لقد بات المواطن العدني البسيط نازحًا ، غريبًا في مهوى رأسه ؟فماذا علي تذكُّره الآن ونخب عدن منهمكة في نقاشات ومداولات سقيمة لا تؤسس لغير الموت والخراب ؟ .
كما ومساحة المدينة المفتوحة على المحيط باتت ضائقة بأصوات النوارس والبجع ، رافضة لأغاني الفرح ولترانيم الحزن، أيضًا ؛ بل وبكل صوت يغرد خارج تفاهات الطائشين والغاضبين .
فعدن بلا حاضر أو وجهة مطمئنة ، وكل ما يقال في مقايل النميمة ، ورسائل " الواتساب " ومنشورات " الفيس بوك " وقنوات وصحف مغردة بحياة القائد ، الضرورة ، المعجزة ، الأعجوبة ؛ محض افتراء وزيف وتضليل .
واذا ما قدر لك الهروب من طوفان الجماعات العابثة فحتمًا ستجد ذاتك في خضم جماعة بليدة أشغلتنا وأشغلت نفسها في ماهية الهوية العدنية وبماهية الجينات الوراثية الجديرة بالانتماء للمكان .
فعلام العتب اذا ما رأينا المدينة برمتها تقتلع من جذورها ، لتغرس خارج الزمان والمكان والإنسان ، كنبتة شيطانية ولدت من الخطيئة الازلية ؟ وما جدوى البكاء والحسرة على مهجة مزهقة برصاصة أو مدية أو كورونا أو طاعون من يدعي وصلها وعشقها ؟.
نعم ، الإنسان يقف عاجزًا عن فهم ما حوله ، فناس سحقها الجوع والوباء والفاقة ، وناس تشتري حبة القات بالعشرين والخمسين والمئة الف ريال . اجساد منهكة عارية إلاَّ من اغطية رثة رخيصة ، واناس تبيع الاوهام والنفوس بالملايين ...
لا احدثكم هنا ، عن هزال الأبدان فحسب ، فالمهاتما غاندي ، كان نحيلًا وعاريًا إلَّا من قطعة قماش تستر عورته ، ومع ذلك هز امبراطورية عظمى ، بفكره وزهده وتسامحه ونقاء ما يؤمن به من مبادئ عادلة .
أحدثكم عن ناس عظام ، بصبرهم وجلدهم وبؤسهم ، وبرغم هول تضحياتهم اليومية لا يبدو أنهم أدركوا معنى ان يكون الإنسان جائعًا في كنف وطن يئن من التخمة ، كما ولا أحدًا منهم يدرك بكون هُزال التفكير أشر وأخطر من هُزال البدن .
فليس هنالك ما يخشاه الإنسان المتحضر أكثر من الحياة بلا غاية سامية .. وبلا قضية نبيلة ... وبلا وطن حر ومزدهر .
رحل المستعمر قبيل عقود نيفت الخمسة ، وبغباء وسذاجة ، هنالك اليوم من يتغنى بماضٍ بغيض ، كما ويُحنُّ لزمن ثار آباؤنا وأجدادنا عليه ، وهذه لعمري واحدة من مآسي التاريخ ،وواحدة من خطايا العار ..
ورحل الرئيس صالح ،ولكن بعيد ان خلف لنا مليون لص وفاسد وقاتل وناهب ، ما يستدعي منا ثورات تلو الثورات ، وتواريخ تلو التواريخ ،واجيال تلو الاجيال ،وإلى ان يذهب هذا البلاء ، وإلى ان تتطهر هذه البلاد من رجس ماضيها الخائب ،وإلى ان يتعافى اليمنيين من سقمهم الخبيث المزمن .
يسرقنا العمر رويدًا رويدًا ... اتأمل في وجه حفيدي الصغير " مُحمَّد " فيصيبني الفزع من الحاضر ومن الزمن القابل . أسأل نفسي وبوجع وحُرقة : ماذا فعلنا وماذا نفعل ؟؟سؤال عفوي عادي ، لكنني لا أعثر له على اجابة شافية .
أفكار رجعية شوفينية تماثل خلايا سرطانية خبيثة ؛ فحين تُركت تتكاثر وتنهش وتقتُل ، كانت المأساة كارثية وكان الوطن اشبه بمقبرة كبيرة ، وشتان بين وطن ينبض بالحياة ، وبين مثوى لرفاة الموتى .
محمد علي محسن
مواضيع قد تهمك
وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي.. ما هي الرسالة التي حمله ...
الخميس/18/ديسمبر/2025 - 11:46 م
غيب الموت السفير محمد عبدالرحمن العبادي ، القائد العسكري والسياسي في دولة الجنوب ، حيث شغل فيها عددا من المراتب العسكرية ومنها مديرا لمكتب وزير الدفاع
غياب المادة يضاعف معاناة المواطنين ويتسبب بأزمة في المواصلات ...
الخميس/18/ديسمبر/2025 - 10:20 م
طوابير طويلة للمركبات جراء تفاقم أزمة الغاز تتفاقم أزمة مادة الغاز في معظم محافظات البلاد، جراء نفاد المادة في معظم المحطات، وتأخر وصول حصص المحافظات
أكاديمي مغربي : المجلس الانتقالي يقف اليوم أمام مرحلة حاسمة ...
الخميس/18/ديسمبر/2025 - 09:39 م
إعتبر الأكاديمي المغربي البروفيسور توفيق جزوليت تبنّي المجلس الانتقالي الجنوبي للإعلام الخارجي باللغة الإنجليزية أداة استراتيجية وركيزة بناء التفهم ال
الزُبيدي: تأمين حضرموت والمهرة خطوة حاسمة… والوجهة النهائية ...
الخميس/18/ديسمبر/2025 - 07:28 م
جدّد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، التأكيد
كتابات واقلام
عزة فريد صحبي
الاستراحة الأخيرة
م.يحي حسين نقيب اليهري
الأحداث عاصفة ومتسارعة والمتغيرات كبيرة..رسالة لأبناء الجنوب في المهجر
علي سيقلي
وطن مؤجَّل مقابل رصاصة غدر
د.أمين العلياني
معركة الحسم في أبين.. بين صَولَةُ انتصارات قواتنا المسلحة، وهزائم التنظيمات الإرهابية
المحامي جسار فاروق مكاوي
قلق طهران… حين يتحدث صانع الانقسام بلسان الوحدة
عبدالله الشرفي
ثلاثون عامًا على بوابة العدالة.. أرض مؤجلة وأعمار ضائعة: مأساة عمال ميناء عدن منذ 33 عامًا
أصيل هاشم
شرعية الميدان تسحق شرعية الفيسبوك ومن يقاتل على الأرض هو من يقرر مصير الوطن
حافظ الشجيفي
حسم ملف الوافدين الشماليين.. ضرورة استراتيجية لبناء دولة الجنوب المستقلة