آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:35 ص

كتابات واقلام


وحدة 22مايو..حسابات خاطئة وومارسات قاتلة ( 1 )

الإثنين - 15 يونيو 2020 - الساعة 09:04 م

عبدالمجيد الصلاحي
بقلم: عبدالمجيد الصلاحي - ارشيف الكاتب


مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك المنظومة الاشتراكية برزت معالم النظالم العالمي الجديد بوجهه القبيح وكشرت الراسمالية الغربية انيابها في ظل تردي الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط بعد انتهاء الحرب العراقيه الايرانيه 1988/1980 التي احرقت الاخضر واليابس والشجر والحجر وانهكت اقوى قوتين اقليمتين في المنطقه والتهمت مقدرات وثروات دول المنطقه، مع بقاء بعض القضايا العالقه، وظهور تشققات في بنيان العلاقات العربيه لتظهر كيانات متفرعة مجلس التعاون الخليجي ومجلس التعاون العربي والاتحاد المغاربي وغيرها من التحالفات على حساب وحدة الصف العربي ودور الجامعة العربية، كما ان الحرب الافغانية هي الاخرى استنزفت المقدرات الخليجية المادية والبشرية ظنا منها انها توقف المد الشيوعي وهي الشماعة التي علق عليها الامريكان لتبرر التدخل الاجنبي بالشان الداخلي في كابول وتشكيل ميلشيات مواليه للغرب، كما وبرزت الحروب الداخلية في منطقة القرن الافريقي وماترتب عنها من سقوط نظامي هيليامريام ومحمد سيادبري كل ذلك مهد الطريق للنظام العالمي الجديد لاعادة ترتيب مصالحها وتحالفاتها وفقا وهذه المعطيات
حسابات الحزب الاشتراكي الخاطئة.

عاني الحزب الاشتراكي اليمني ودولة الجنوب اليمني من تبعات احداث 13 يناير 1986الذي احدثت شرخا في بنيان منظومة الحزب وانقساما جليا في قيادته والحقت ضررا كبيرا في وحدة المجتمع وتماسك نسيجه الاجتماعي، لازالت اثارها باقيه الى اليوم جاءت الظروف والمتغيرات الدوليه والاقليمية بما لا تشتهي سفينة الحزب ولم تفد كل الترقيعات وسد الثغرات التي حاولت قيادة الحزب ان تحد من الاثار السلبية الكارثية لماساة يناير 86 ابتداء من الوثيقة النقدية وبرنامج البناء الشامل والكونفرس الحزبي العام، وامام هذا التخبط وقعت في فخ الوحده المزعومة التي جرى التمهيد لها في اتفاقية او بيان ال30 من نوفمبر 1989 والمشروع الذي حمله الرئيس علي عبدالله صالح للجنوب في وحدة كونفدرالية لم ترق لبعض قيادات الحزب الذي كان يعاني من ازمة داخلية وانقسام في صفه القيادي الاول ( المكتب السياسي) ليتفاجا العالم بقرار الذهاب الى الوحده الاندماجية الكاملة عبر التمهيد لها بمرحلة انتقالية قصيره وعبر لجان من الشطرين لم تنجز عملها كاملا ومنها لجنة التنظيم السياسي ولجنة المالية.

جاء الرئيس علي عبدالله صالح لاتمام الصفقة في ظل معارضة شديدة من كافة القوى التقليدية في الشمال سواء الدينية او القبلية او حتى المؤسسة الدستورية مجلس الشعب التاسيسي ولكن بضوء اخضر من الامريكان وبعض القوى الاقليمية، في سباق محموم لما ينتظر المنطقة من تغييرات لاحقة افضت عنها كارثةالثاني من اغسطس 1990 وهي احتلال العراق لدولة الكويت وما تسببت به من انقسام وجرح عميق لازالت المنطقة تدفع ثمنه الى اليوم.

صبيحة اليوم المشئوم راقب العالم اليمن صبيحة ال22من مايو 1990 وهي تسجل ميلاد دولة الجمهورية اليمنية على انقاض دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبموجب وثيقة اعلان الجمهورية اليمنية التي اغفلت الكثير من الحقوق الدستورية المكفولة لاي شعب في تقرير مصيره وتم التعامل مع شعار ( الحزب ضمير ووجدان وعقل الشعب) كحتمية على شعب الجنوب ان يتقبلها، كما لم تجر اي مصالحة وطنية لا في اطار الحزب ولا في اطار المجتمع لمعالجة كل رواسب الماضي والقضاء على الاحتقانات الداخليه، وظلت كثير من القوى المتضررة من اجراءات النظام في الجنوب تنتظر الانصاف سواء فيما يخص قضايا التاميم اومصادرة الاراضي الزراعية او الغاء الاحكام الباطلة التي طالت سلاطين ومشايخ ورجالات الدولة وقطاع الاعمال في المراحل المختلفه من 1967 الى عام 1990 والتي ادت الى انقسام المجتمع الجنوبي وهجرة روؤس الاموال والعقول الجنوبية الى الخارج وتحديدا الى السعوديه والخليج وبعض دول اوربا.
يتبع