آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

كتابات واقلام


مأرب تحزم حقائب الرحيل

السبت - 20 يونيو 2020 - الساعة 12:00 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان - ارشيف الكاتب


الحوثي بكلتي يديه يطرق ابواب مأرب، بعدته وعتاده ،يحشد صوب مأرب ،بعديد جيشه يرابط ويحاصر مأرب ،وبشهية جائع للنصر ،سيخترق مأرب ،وهناك سيخوض معركته الفاصله ،حيث لا يعود اليمن كما كان ،او حتى يؤمل له ان يعود قليلا، الى الخلف حيث كان قبل اعوام خمسة ويزيد .
الحوثي اكثر تمرساً من خصمه ،في إدارة المناورات بشقيها السياسي والعسكري الميداني ،دخل بالصفقات مع جناح الأخوان ،من تحت الطاولة وخلف ستار ،لتبريد جبهات ورفع الإصلاح يده عن دعم، جبهات اخرى ، مقابل سلام مسكوت عنه وإقتسام نفوذ غير معلن، وهو ماشاهدناه بالأمس في البيضاء، ونشهده بعدم دعم الجيش ورفده لجبهة الضالع، وابقاء تعز جبهة في حالة سكون اقرب إلى التسليم بالهزيمة.
كل هذه الصفقات المشبوهة بين الطرفين ،هي التي اودت بنهم والجوف وحجور وكل البلاد ،وهي ذاتها اليوم التى ستقرأ خاتمة الكتاب ،على آخر معاقل جيش الاصلاح في مأرب ،ومعها ترتبك التوازنات وتختلط القراءات ،وتثار الأسئلة ، وتتقدم تحليلات المؤامرة إلى رأس التأويلات ، مثل :
هل كل هذا يتم من اجل إعادة ترسيم الخارطة ،بين طرفين حوثي شمالاً ،وشرعية الاصلاح جنوباً.
عموماً سنفترض ان لاشيء مثل هكذا تأويلات قائمة ،وان المواجهة بين طرفين تعكس ارادة القتال وعقائديته ،وحجم إحترافية الجيوش لدى كل طرف ،وهو مايرجح كل تلك المزايا لصالح الحوثي ،حينها علينا ان ندرك جيداً ان مأرب هي الطلقة ماقبل الأخيرة في راس بلاد مصادرة بإنقلاب ،لا يمكن لها ان تُستعاد، وان السؤال سيطرح نفسه:
ماذا بعد مأرب، وان تحرير صنعاءسيتراجع إلى الظل،ويتقدمه وقف الزحف بإتجاه شبوة وحضرموت.
الجيش الذي يضحي بالعاصمة ويخلع عن بدن مسئوليته عن المحافظات واحدة تلو أُخرى ،لا يمكن ان يعول عليه بتحرير ما كان محرراً وفرط به ،بإدارة سياسية قاصرة وصفقات سرية مشبوهة، وعجز فاضح في إدارة الحرب، وفق قيم ومضامين وطنية ،لا مصالح حزب.
سقوط مأرب، سيدخل الصراع منحناه الأخير،ويضع الجميع امام إستحقاقات جديدة ،ومخرجات مغايرة ،يكون الحوثي سيد اللعبه والاصلاح ظله الباهت.
سقوط مأرب سيرعب السعودية ،ويجعل الاصلاح ينقل التدخل التركي من دعوات خجولة ،إلى خيار ملموس على الارض .
مأرب هي الفصل الأخير ، قبل رفع الراية على مطار إقلاع اللاعبين صناع الهزيمة، تحمل كلمتي :
وداعاً وطن.

خالد سلمان