آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:02 م

كتابات واقلام


هل هي المرة الثالثة.. ام الرابعة؟

الخميس - 25 يونيو 2020 - الساعة 02:04 م

محمد نجيب
بقلم: محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- نشرت أحد الصحف العدنية خبر إرساء عقد " تأهيل طريق ساحل أبين بدأ من جولة العاقل إلى جولة الرحاب"بمديرية خور مكسر, تحت البرنامج السعودي لتمويل واعمار اليمن.
- ويبلغ طول المسافة المزمع تاهليها في هذه الطريق بنحو 5 كيلومترات.
- وبحسب الخبر الصحفي فقد تم إرساء العقد على شركة وطنية وذلك من قبل محافظة عدن ولا ندري هل تم هذا العقد بناء على مناقصة تنافسية أعلن عنها في الصحف المحلية ام بالتعيين المباشر من قبل المحافظة؟.
- وبالعودة إلى الطريق المزمع تاهليها فيمكن تقسيمها إلى ثلاث اجزاء ، الاول طريق يبدأ (بعرض نحو 25 مترا)من جولة العاقل (بإتجاه طريق العلم -أبين السريع) ويمر بمنطقة عبادة(مسجد الخير) سكنية/فندقية/مناسبات (قاعات أفراح)/إدارية حتى مدخل حي الاحمدي على الجهة الأخرى (اليمين).الجزء الثاني هي طريق مفتوح باتجاه جولة الرحاب وتمر بمنطقة سياحية نشطة,كورنيش الرئيس قحطان الشعبي(يتواجد فيها اكشاك ومطاعم). الجزء الثالث, منطقة مكملة للكورنيش, شبه خالية من اي إعمار فعلي وتنتهي عند جولة الرحاب.
-في الجهة المقابلة لهذه الثلاث الاجزاء المذكورة, هناك أيضا طريق ضيقة هي أيضا من ثلاث اجزاء (بعرض نحو 10-12 مترا فقط),بإتجاه النزول إلى كريتر. يبدأ الجزء الأول من جولة الرحاب وعلى اليمين سور مطار عدن وصولا إلى سور نادي شركة النفط ليبدا من بعده الجزء الثاني والذي يضم,في معظمه, من جهة اليمين على سلسلة فنادق سياحية ومدرسة أهلية, حتى ما بعد مدخل حي الاحمدي. الجزء الثالث والأخير يبدأ من سور جامعة عدن .وهنا ولمسافة 400 مترا يتوسع عرض الطريق مترا إلى نحو 35 مترا ليعود ضيقا مرة أخرى من عند مبنى مجمع السفارة الروسية وسور مستشفى الجمهورية مرورا بمنطقة سكنية واطلال فندق السي فيو (Sea View Hotel ) وفيلا المليونير العدني المرحوم حسين خذا بخش (تبرع بها لمحافظة عدن عند وفاته) حتى ثانوية محمد عبده غانم على اليمين انتهاء عند جولة العاقل.
- هذه نبدة عن أهمية هذه الخمس كيلومترات في حياة ومعيشة ونشاط الأفراد الاجتماعي والثقافي والترفيهي والسياحي لسكان عدن بشكل خاص.
- ولكن هذه الكيلومترات القليلة والبسيطة هي في الواقع ذو أهمية إقتصادية كبرى لأنها المسافة الأخيرة التي تقطعها اساطيل النقل البري بكافة أنواعها وأشكالها واحجامها وهي قادمة من ميناء عدن البحري محملة بالآلاف من الاطنان من البضائع الاستهلاكية والسلع الغذائية والمواد والأدوات الصناعية إلخ إلى بقية المحافظات الجنوبية, إلى أبين وحتى إلى المهرة.
- إذا, تعتبر هذه الطريق محورا أساسيا للنشاط الاجتماعي والسياحي والتجاري والاقتصادي. وعليه وجب الحرص والعناية بها لما في ذلك المصلحة العامة.
- وبحسب ذاكرتنا فإنه خلال الخمس السنوات الماضية ومنذ تحرير عدن المحروسة,تم تأهيل اجزاء من هذه الطريق بطريقة "السفري" السريعة,وكذلك بتطبيق السد والترقيع لأجزاء اخرى منها. والبرهان والإثباتات أكبر شاهد حاضر.
- وبالعودة الى الخبر المعلن والمتعلق بإعادة تأهيل هذه الطريق, نود وبكل تواضع أن نوجه الإنتباه إلى النقاط التالية :
1- هل العقد مع الشركة المنفذة لتأهيل هذه الطريق يحتوي على مواصفات هندسية ومتطلبات لمواد أساسية تضمن استمرارية واستدامة خدمة وبقاء الطريق في احسن حالة. وهل هذه المواصفات قد تم تحديدها من قبل بيت خبرة (وطني/اقليمي) في هذا الشأن ?
2- هل هذه المواصفات تراعي بصفة خاصة الحالة المناخية شديدة الحرارة والرطوبة لمدينة عدن عامة وساحل أبين خاصة.
3- هل أخذ في الحسبان أن أغلب اساطيل النقل,الكبيرة والضخمة منها, تحمل أوزان واثقال أكبر من طاقتها وتستخدم هذه الطريق أثناء النهار/الظهيرة (مخالفة للقانون)عندما تكون الشمس في اسطع حالتها وذروة درجات حرارتها?
4- هل أخذ بعين الاعتبار "الإحتباس الحراري وتغير المناخ " والذي بدأت ثاتيراته على أجواء عدن من خلال أمطار غزيرة غير متوقعة خلال الثلاث سنوات الماضية (فيضان عدن الاخير) وما نتج عنها من دمار عام وخراب وفي الطرق الرئيسية خاصة. ويبدو أن هذا التغير المناخي سيستمر في المستقبل إلى أن يشاء الله غير ذلك.
5- كما شرح آنفا, فإنه يقع على ضفتي هذه الخمس كيلومترات أنشطة عديدة ووجود احياء سكنية والتي عن طريق بنيتها الأساسية من انابيب توصيل المياه ومناهل الصرف الصحي تعمل على رش صب ورمي مخلفاتها السائلة النظيفة(رش احواشها) والمستخدمة (فيض البيارات)على الطريق نفسه مما يسبب في البداية تكسرات تشققات وحفر لتكبر مع الزمن وثؤتر على تماسك طبقات الأسفلت وبالتالي جودتها وعمرها الافتراضي.
6- العشوائية التي انتشرت بعد تحرير عدن بكل أشكالها خاصة على هذه ال5 كيلومترات حين يقوم الغوغائون بحفر وشق الطريق(الاسفلت) لغرض تمديد وتوصيل الكهرباء او الماء من جهة في الطريق إلى أخرى.
7-مياه الامطار والتي هطلت خلال المواسم السابقة وتمركزت بكثافة في الاماكن التالية:
ا- امام مول العرب وحتى مسجد الخير.
ب- من معرض الحارثي حتى ادارة الاسكان امام سور مستشفى الجمهورية.
ج -من مدخل حي الاحمدي حتى امام نادي النفط.
ح- وبالذات هذا المريع والفاجعة الذي هو من "امام نقطة تفتيش نقطة المطار الى جولة الرحاب".
كل هذه تحولت الى برك كبيرة من المياه شلت في البداية الحركة تماما ليوم أو أكثر وبعدها أعاقت وابطات الحركة المرورية بدرجة ملموسة.
على عقد التأهيل الجديد أن يتضمن اضافات ومواصفات هندسية لمخارج مياه الأمطار تسحب وتشفط ذاتيا المياه فورا وتحول دون تجمعها كما هو الحال الان. ولا يبدو أن هذا المتطلب صعب المنال خاصة وأن البحر على بعد أمتار قليلة منها.
■ الماء ,كان نظيفا من السماء أو مستخدما من الأرض,فهو أكبر "عدو" للأسفلت ..

محمد نجيب