آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 07:19 م

كتابات واقلام


أبين والأشجار اليابسة

الإثنين - 04 يوليه 2016 - الساعة 09:57 م

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس - ارشيف الكاتب


لا تزال أبين تغرد خارج السرب من الأحداث التي تدور حولها ونسمع من هنا وهناك عن محاولات وملتقيات يتصدرها بعض صانعي الأزمات. حقيقة لا اعرف معظم القائمين عليها لكن أسمع أن هناك قيادات عاودت الظهور .. ولازالت تدعي أنها قيادات، وتوهّم نفسها وغيرها بأنها قادرة على إنجاز العمل المطلوب تحقيقة غير معترفه مع ذاتها بانها هي أساس المشكلة نفسها، وهي من تتفنن في صناعتها، وكما لا يثق كغيري بهم، فأني لا اتصور إن من كان سبباً للمشاكل يمكن باستطاعته أن يكون قادراً على الحل أو حتى الإسهام في صناعته. أبين خذلتها رجالها "المسؤولين" أبناء جلدتنا ، طعنوها بخناجرهم الملوثة، وهم الآن لا يستيقظون إلا عندما تشم أنوفهم روائح الفيد ، هم لا يقدرون (اقصد من كان في السلطة او فيها إلى الآن قديم وجديد ) إلا على استثمار مصائب ومحّن محافطتهم وأبنائها فقط! للإتجار بهم سياسياً واقتصادياً ومجتمعيًا وشعبياً، ظناً أنهم سيصدرون بإفعالهم هذه رسائل مقبوله عند هذا وذاك، بإن لهم تأثير على أبنائها، وللأسف ينجر البعض خلفهم كالقطعان لا يعرفون أن هؤلاء دأبوا على استثمار صناعة المشكلات والظهور فيما بعد بحلالين العقد .. لا يريدوا الابتكار أو التفكير بغير هذا السلوك، لا يريدوا استبداله بالإبداع في الحلول لمنع صناعة المشكلات ، وحفظ استقرار محافظتهم ، لأنهم يرفضون افساح المجال للشباب أو لمن لديه القدرة بتقديم عمل مقبول ..حتى أصبحوا أشبة بالاشجار المشوكة اليابسة التي تملئ المزرعة، دون تنتج أي ثمار ، ولا حتى الظل، غير الشوك والدمامل ، والنفايات الضارة . ويتحول وجودها إلى ضرراً وعبثاً بارض المزارع، وتستهلك كل مياه الموسم، وتتسبب في عطش الاشجار الصغيرة واحتراقها، إلى مستوى يجد فيه المزارع نفسه عاجزاً أمامها؛ لعدم قدرته على التخلص منها ؛ منتظراً الرحمة لعلها تنزل عليه بسيلاً جارفاً يجرفها من أرضه ومن أمامه، لكن لم نعد نشهد تلك السيول الجارفة منذ فترة طويلة! وما نشاهده هذه الأعوام إلا السيول التي تجرف فقط الأشجار الصغيرة المزهرة وتجرف معها أحلامه! واذا سالت الوديان بسيولاً أشد منها فلا أعرف لماذا تخطئ مجراها، لكن المزارع يظل ينتظر ويدعو الله عز وجل لاقتلاعها ، ونحن ندعو معه لتحقيق هذا الحلم ليسحق هذه الاشجار اليابسة المشوكة التي إمتلأت بها وباشواكها مزرعتنا. ومع دعواتنا هذه وعجزنا لفرض علينا الواقع قبول هذه الاشجار في أرضنا نتسأل مع أنفسنا: ماذا قدم هؤلاء لأبين ولأبنائها؟ ..كم طالب بفضلهم ابتعثوا للدراسة وهم في السلطة؟ كم مريضاً عالجوا؟ كم طبيباً ومهنياً سهلوا له عمله لخدمة المحافظة مقارنة بالمسؤولين في المحافظات المجاورة؟ كم كادراً انتشلوا وضعه؟ كم قضية عالجوها من مواقعهم الوظيفية؟ فمثلاً معظم أبناء أبين في رتبة الرائد في "الداخلية" بسبب قراراتهم العبثية، الذين أصبحوا ضحيتها أخواننا دون غيرهم، كم قرارات عليا مهزوزه بسبب تعمد تكرار أصدارها لاشخاص آخرين من خارج المحافظة ثم التحجج بعدم علمهم بها ..أنني أستغرب ماذا يأمل الشباب من هؤلاء؟ وما هي مؤشرات التغيير فيهم التي يمكن تجعلنا نراجع حساباتنا حولهم ونقول عسى أنهم "تغيروا إلى الأفضل" ؟! وعلينا إن نسمعهم. كيف لهم ان يتغيروا وهم لا يفتحون دواوينهم لسماع هموم أخوانهم أبناء أبين، إلا حين يفلسون أو تشم انفوهم رائحة الوليمة والفريسة ليظهروا أمام الآخرين أن أبناء أبين يقفون خلفهم ، أنهم لا يفتحوا تليفوناتهم إلا عندما يكونوا محاتجين للفقراء - وحين نتصل بهم نتذكر شخصيات كانت إستثناء ونترحم عليها، لأنها كانت صادقة مع قضايا وهموم أبين وابنائها ولا أعتقد الأمهات إن تلد أمثالهم . حين يتصل المواطن أو يستنجد بهم دون جدوى كم يتمنى أن بعض ممن لا زالت النخوة والصدق والشهامة والرجوله حاضرة في تعاملتهم إن يكون بيدهم القرار وهذا ما ينطبق على بعض قادة الحراك الجنوبي الذين عاصروا الميدان وقادرين على العطاء لكنهم يقفون عائقاٌ أمامهم مثل القيادي ناصر الفضلي وآخرون.. فكفى نفاق واستثمار .. افسحوا المجال لمن هو قادر على العمل وأصغر منكم ومنا جميعاً. maqbas1@yahoo.com